تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الآن هذان الحديثان ظاهرهما التعارض أو لا؟ ظاهرهما التعارض، أحدهما يدل على نقض الوضوء، والآخر يدل على أنه لا ينقض الوضوء، فكيف نوفق بين الحديثين، وهما صحيحان؟. طبعا صحيحان على القول الراجح، لكن بعض العلماء الذي يميل إلى رأي دون رأي يحاول أن يتكلم، ويقدح في الحديث الآخر.

نقول يعني:، وهذا الذي يظهر لي حتى الآن، وهو المترجح عندي أن حديث بسرة ناسخ لحديث طلق بن علي، وكيف عرفنا أن أحدهما ناسخ، والآخر منسوخ؟ بالرجوع إلى ملابسات أخرى أو قرائن أخرى. نظرنا في حديث طلق بن علي فوجدنا أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الحكم لما جاء طلق بن علي هو من اليمامة يعني: من بلادنا فقدم المدينة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في أول قدومه إلى المدينة، وهو يبني المسجد فساعد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بناء المسجد فسأله عن هذا الحكم.

الآن هذا يعتبر قديما أم لا؟ في أول الهجرة.

حديث بسرة بنت صفوان هي من المهاجرات اللاتي هاجرن بعد ذلك، فيكون حديثها متأخرا عن حديث طلق بن علي، فعرفنا أن حديث بسرة متأخر عن حديث طلق بن علي، وأن حديث بسرة هو الذي ينبغي أن يعمل به، وأن حديث طلق بن علي هو الذي ينبغي أن يترك العمل به، وحينما أقول لكم هذا، ليس معنى هذا أن هذا رأي مسلّم به بين العلماء لا، هناك من ينازع، لكن هذا لأجل التوضيح أكثر.

بهذه الأمثلة نعرف أن هذا القسم الثالث هو أكثر الأقسام التي يرد فيها النسخ، وهو معرفة المتقدم والمتأخر.

من القرائن التي يعرف بها المتقدم من المتأخر إسلام الصحابي، مثلا لو جاءنا حديث يرويه أبو هريرة، وحديث آخر يرويه صحابي آخر إسلامه قديم نعرف أن أبا هريرة أسلم في السنة السابعة من الهجرة، فإسلامه متأخر، والصحابي الآخر إسلامه متقدم فهنا قرينة يقولون: إن إسلام الصحابي المتأخر قرينة تفيد أن هذا الحديث يعتبر هو المتأخر، والآخر متقدم، لكن هذه المسألة فيها ما فيها لماذا؟؛ لأن هذا الصحابي الذي إسلامه متأخر، قد يكون سمع الحديث من صحابي آخر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة كان يثق بعضهم في بعض، وكان يروي بعضهم عن بعض، وحتى لو لم يصرح بأنه أخذ الحديث من ذلك الصحابي لكن يقولون: يرد على هذا إشكال، وهو لو قال الصحابي: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو صحابي متأخر الإسلام، فهذا يدل على ماذا؟ يدل على أنه أخذ الحديث متأخرًا قالوا: لا يمكن أن يكون أخذ الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يسلم هو. يعني: في حال كفره فيكون قديما، يرد عليه أيضا لو كان هذا الصحابي لم يلق النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن أسلم. نقول: يرد على ذلك إشكال أيضا، وهو هل هذا يدل على أن هذا الصحابي الآخر الذي إسلامه قديم سمع ذلك الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم-؟.

في القديم قد يكون سمعه بعدما سمع هذا الصحابي هذا الحديث فإذا كان هذان الصحابيان عاشا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فترة وعاش كلاهما الفترة الأخيرة من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني: أحدهما أسلم والنبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة، ثم استمر وعاش بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثين سنة، والآخر ما أسلم إلا في السنة السابعة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- توفي في السنة العاشرة أو أول الحادية عشر، يعني: هناك ثلاث سنوات للصحابي متأخر الإسلام، فالصحابي الأول يكون شاركه في هذه الثلاث سنوات أو لا؟ يكون شاركه، فقد يكون سمع هذا الحديث في هذه المدة، فما الذي يدرينا أنه سمع هذا الحديث قبل أن يسلم ذلك الصحابي؟ واضح الأمر ولا لا؟ واضح -إن شاء الله-.

فإذًا هذا لا يدل في الحقيقة على أنا يعني: إذا عرفنا أن الصحابي متأخر الإسلام لا يدلنا على أن حديثه هو المتأخر اللهم إلا بقرينة أخرى. مثل ماذا؟ مثل أن يرد في نفس الحديث أن ذلك الحديث المعارض عرف بقرينة أخرى أن ذلك الصحابي تلقاه من النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل إسلام، هذا الصحابي كأن يكون مثلا تحدث عن هذا الحديث على أنه في وقعة بدر أو وقعة أحُد، ووقعة بدر ووقعة أحُد كانتا في السنة كم؟ الثانية والثالثة من الهجرة، وإسلام ذلك الصحابي في السنة السابعة من الهجرة، فعندنا الآن قرينة تدل على أن أحد الحديثين متقدم والآخر متأخر، فعرفنا التاريخ بهذه الصورة، أو يكون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير