الأمر الآخر يعني: حينما يوصف الحديث الذي تفرد به صحابي بأنه غريب قلنا: إن الغرابة لا يلزم منها الضعف، ولا يلزم منها القدح في الحديث، ولكنها وصف لنوع من أنواع الحديث، والوصف مثلما تصف إنسانا بأنه أحمر، وإنسانا بأنه أبيض وهكذا، يعني: مجرد الوصف لا يعني: الذم إلا إن أردت أو فُهم منك أنك تريد الذم فهذا أمر آخر، فنحن نتكلم الآن عن تقسيمات اصطلاحية؛ لأنواع من علوم الحديث إذا فهمناها سهل علينا أن نفهم عبارات العلماء حينما نبحث في كتبهم، ونقرأ فيها، وسهل علينا أيضا أن نعرف كيف نحكم على الحديث بحكم لائق به من صحة أو ضعف أو غيرها؟.
فليس المراد يعني: يا أخي أننا نصف الحديث الذي ينفرد به صحابي واحد بأنه ضعيف أو غير ذلك لا يلزم.
س: يقول أحد الإخوة حديث: في المال حق سوى الزكاة وحديث: ليس في المال سوى الزكاة كيف ينطبق عليهما العمل بالحديث.
ج: هذا سيأتينا -إن شاء الله- في الحديث المضطرب الكلام عليه.
س: يقول أحد الإخوة يعني: أنني في الليلة قبل البارحة أو البارحة ذكرت أن ابن حزم طلب العلم كبيرًا يقول: والذي رجحه محقق كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده لابن حزم أنه طلب العلم صغيرًا، وعمره ما يقارب ست عشرة سنة.
ج: أقول يعني: المبني على هذا كله ما يصح من هذا الكلام، أما الذي أذكره في ترجمة ابن حزم، ولعلك يا أخي تراجع هذا، وتفيدنا -إن شاء الله- يعني: فائدة أوسع من هذا. الذي أذكره أن ابن حزم ما طلب العلم إلا كبيرًا فارجع، وأفدنا.
ثم قال: وكان الأولى ذكر الصحابة الكرام مثل الصديق، وعمر الفاروق -رضي الله عنهم- يعني: في التمثيل. أقول: يعني: مسألة ذكر الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يمكن لا تكون مثالاً واضحًا فيما نحن بصدده أو فيما تكلمت عنه؛ لأن مسألة الإسلام غير مسألة طلب العلم، فالأخ كان سأل عن طلب العلم، وطلب العلم هل يمكن لأحد أن يطلبه وهو كبير، وهل يمكن أن يكون عالما مبرزا، وما إلى ذلك، فأنا أجبته بنعم، ومثلت له بابن حزم وغير ابن حزم.
س: يقول: ما صحة حديث من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كانت له كأجر عمرة أقول الذي أعرفه أن الحديث صحيح إن شاء الله.
ج: بعض الإخوة ما شاء الله يظنونني الدارقطني أو البخاري فيأتون بأحاديث الأمر فيها يحتاج إلى بحث، فالذي يحتاج سواء في أحاديث أو مسائل الذي يحتاج إلى بحث -إن شاء الله- أرجئه إلى ما بعد ذلك.
بارك الله فيك نعم. الشيخ ناصر فصل في مسألة القيام وغيره أيضًا، على كل حال أنا أرى أن المسألة تحتاج إلى بحث أوسع مما ذكره الشيخ الألباني.؛ لأنه يبدو لي أيضا أنه شدد في المسألة تشديدا أكثر، فأنا عندي أن المسألة تحتاج تفصيلا أكثر.
س:. ............................. ؟
ج: هذا كله بحسب الحديث الذي أمامك إذا كنت تخرج أحاديث كتاب معين، والطريق الذي أمامك في هذا الكتاب ضعيف، فما الذي يشهد له؟ يشهد له الحديث الصحيح، أما إن كنت أنت تخرج أصلا متنا لست ملزمًا بإسناد معين، فتأتي مثلاً إلى حديث مثلاً: لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول تأتي بهذا المتن فقط، ثم تبدأ تبحث فتجد الحديث، ورد بأسانيد صحيحة، وبأسانيد ضعيفة، فأقول لك في هذه الحال: ينبغي أن تقدم الأسانيد الصحيحة على الأسانيد الضعيفة، اللهم إلا أن يكون هناك سبب ليدعوك إلى تقديم الإسناد الضعيف لكون الحديث مثلاً من ذلك الطريق فيه قصة أو شيء يحتاج إلى إبرازه للناس فهنا لا بأس، لكن الأصل أن تقدم الإسناد الصحيح، ونحن نجد أن بعض الذين يخرجون، وتعجبت الحقيقة يعني: من صنيع الشيخ الألباني حفظه الله في سلسلته الصحيحة أحيانًا أجده يقدم إسنادًا غريبًا متكلمًا فيه، ثم يعني: بعد ما يذكره يذكر بعض الطرق الصحيحة يعني: التي ينبغي أن تقدم، فكأنه يريد أن يبين أن هذه الطريقة التي يعني: فيها كلام، الكلام فيها ليس على ظاهره، وإنما علتها قد زالت بمجيء الحديث من طريق صحيحة.
¥