تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:11 ص]ـ

والذي أستشهد به هو استقراء هؤلاء العلماء، لا أقوالهم المجردة. ولا ريب أن المعلمي والألباني والسعد والوادعي من ذوي الاطلاع الواسع، فشهادتهم في الاستقراء معتبرة.

وقد سؤل الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، السؤال التالي:

بالنسبة لتوثيق العجلي، ذكر الشيخ الألباني حفظه الله تعالى، أن العجلي والحاكم متساهلان في التوثيق، ومع ذلك أجد الحافظ ابن حجر، إذا لم يكن في ترجمة الرجل إلا قول العجلى: (كوفي ثقة) أو (مدنيّ تابعيّ ثقة) يقول في "التقريب": ثقة، فما وجه تساهل العجلي؟

فأجاب رحمه الله تعالى:

قد عرف بالاستقراء، من تفرده -مع ابن حبان- بتوثيق بعض الرواة الذين لم يوثقهم غيرهما، فهذا عرف بالاستقراء، وإلا فلا أعلم أحدًا من الحفاظ نص على هذا، والذى لا يوثقه إلا العجلي، والذي يوثقه أحدهما أو كلاهما، فقد لا يكون بمنْزلة صدوق، ويصلح في الشواهد والمتابعات، وإن كان العجلي يعتبر أرفع في هذا الشأن، فهما متقاربان، و"التقريب" محتاج إلى إعادة نظر، فربما يقول فيه: مقبول، وتجد ابن معين قد وثّقه، أو على العكس يقول: ثقة، ولا تجد إلا العجلي أو ابن حبان، وقد أعطانا الشيخ محمد الأمين المصري رحمه الله تعالى عشرة عشرة، كل واحد عشرة ممن قيل فيه: (مقبول)، فالذي تحصل لي أن "التقريب" يحتاج إلى نظر، ونحن لا نرجع إلى "التقريب" إلا إذا رأينا للعلماء المتقدمين عبارات مختلفة، لا نستطيع التوفيق بين عباراتهم، فنرجع إلى "التقريب"، ونأخذ عبارة صاحب "التقريب". اهـ.

المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح ص 19.

ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:31 م]ـ

شيخنا الفاضل محمد الأمين

لي مع فضيلة الشيخ وقفات، ولعلي أستفيد منك أكثر.

فقولك: ولا ريب أن المعلمي والألباني والسعد والوادعي من ذوي الاطلاع الواسع، فشهادتهم في الاستقراء معتبرة.

أقول: نعم، ما قال هؤلاء نقبله، إلا إذا تبين لنا خلاف ما قالوا في حال راو من الرواة، فقد رأيت كلام الشيخ الألباني فوجدته أحيانا يعتمد على كلام العجلي إذا ترجح له توثيقه، ومن ذلك ما قال العجلي في مسلم بن جندب بثقته وحده، وذلك لأن مسلم قد رواه عنه عدد من الأئمة، وأحيانا ترك توثيق العجلي إذا تبين له عدم اعتباره، فذلك مثل قوله في ربيعة بن ناجد الأزدي، فقد وثقه العجلي وحده، وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه ابن حجر في تقريبه، وعاب الشيخ على فعل ابن حجر، كما أنه ترك توثيق العجلي إذا خالفه الجمهور، فقد صرح بذلك الشيخ في كلامه على عباد بن منصور في حديث (كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاث مرات ... ) فقال: فتوثيقه مردود إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم.

وكذلك ما سار عليه المعلمي في تحقيقاته لكتاب الفوائد المجموعة للشوكاني.

من هنا عرفنا أن المحققين لم يكونوا يتركون كلام العجلي في الرجال بمجرد الوصف بأنه متساهل، ولكنهم لم يعتبروا بتوثيقه إذا تبين تساهله في توثيق الرجال. فأي إمام من أئمة الجرح والتعديل وإن كان معتدلا أو متشددا، إذا تبين في توثيقه تساهل فلا يقبل منه. وهذا المنهج هو الصحيح، أما منهج بعض الباحثين المستحدثين فكانوا إذا أتوا إلى توثيق العجلي، قالوا: هذا توثيق من العجلي مردود، لأنه متساهل. فهذا منهج في غاية الخطورة، لأن رده بناء على وصف العلماء وصفا عاما للعجلي أنه متساهل، وهو خطأ، ولا يقبل العقل السليم مثل هذا المنهج.

ثم إني لا أعيب العلماء في وصفهم العجلي بالتساهل، ولكن أعيب من ترك كلامه بمجرد وصفهم له بالتساهل، فليفهم الفَهِم.

وقولك: ومن تأمل حال أئمة الجرح والتعديل من المتقدمين لوجد أنهم لا يعتدون بأقوال العجلي ويضربون عنها الذكر صفحاً، كأنها لم تكن ... والعجلي قد أدركه أغلب نقاد الحديث، وقد توفي بنفس السنة التي توفي بها مسلم (عام 261هـ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير