* ويمكن تقسيم الكتب التي احتوت على العلل إلى قسمين [65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn65):
1- القسم الأوَّل: كتب جمعت بين بيان العلل و نقد الرجال، منها كتب السؤالات ومعرفة الرجال، الجرح والتعديل، وكُتُبُ التواريخ والبلدان، وكُتُبُ التخريج، والسنن وغيرها، ومن أمثلتها: التاريخ الكبير و الأوسط للبخاري وسنن الترمذي والسنن الكبرى والصغرى للنسائي وتهذيب الآثار للطبري، والضعفاء الكبير للعقيلي، والكامل لابن عدي، وسنن الدارقطني، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني، والسنن الكبرى للبيهقي، وتاريخ دمشق لابن عساكر.
2 - القسم الثاني: كتب مفردة لبيان عِلَل الحديثِ، وهذه على قسمين أيضاً:
- القسم الأوَّل: كتب أفردت العلل عن غيرها ولكنها غير مرتبة: كالعلل المنقولة عن يحيى القطان، وعلي بن المديني وغيرهم، و هي كما قَالَ ابنُ رجب مفردة لبيان العلل.
- القسم الثاني: كتب أفردت العلل عن غيرها، واختلف مصنفوها في ترتيبها إلى أنواع:
أ- كتب مرتبة على الأبواب:كعلل ابن أبي حاتم والعلل للترمذي والعلل لأبي بكر الخلال
ب- كتب مرتبة على المسانيد: كعلل الدارقطني، ومسند علي بن المديني، ومسند يعقوب بن شيبة، قَالَ ابنُ رجب: " وقد صنف ابنُ المديني ويعقوب بنُ شيبة مسانيد معللة " [66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn66) ، وقال أيضاً: " وهما في الحقيقة موضوعان لعِلَل الحديثِ " [67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn67) ، ويلتحق بهما مسند البزار ومسند الماسرجسي.
ج- كتب أفردت علل حديث راوٍ معين -وفي الغالب يكون من الأئمة الكبار الذين يجمع حديثهم، أو من الرواة المختلف فيهم اختلافاً كبيراً بين النقاد جرحاً وتعديلاً- ومن ذلك: كتاب "علل حديث الزهري" للذهلي، والنسائي، وابن حبان، وكتاب "علل حديث ابن عيينة" لعلي بن المديني.
د- كتب أفردت علل كتاب معين وفي الغالب يكون من الكتب المشهورة جداً كالصحيحين والموطأ- ومن ذلك: كتاب "علل صحيح مسلم" لابن الشهيد، وكتاب "التتبع وهو ما أخرج في الصحيحين وله علة" للدارقطني.
هـ- كتب أفردت لبيان نوع من أنواع العلل من ذلك: "تمييز المزيد في متصل الأسانيد" و"الفصل للوصل المدرج في النقل" وكلاهما للخطيب، وقال السخاويُّ -عند ذكره العلل للدارقطني:" وقد أفرد شيخنا من هذا الكتاب ماله لقب خاص كالمقلوب والمدرج والموقوف فجعل كلاًّ منها في تصنيف مفرد وجعل العلل المجردة في تصنيف مستقل " [68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn68)
و- كتب أفردت لبيان علة حديث معين: ككتاب "حديث الستة من التابعين وذكر طرقه واختلاف وجوهه " للخطيب.
* أثر علم العلل في مناهج العلماء في قبول أو رد الحديث.
العلماء في اعتبارهم للعلة سبباً في رد الحديث انقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: المحدثون و فقهاء المحدثين و أهل العلل، اعتبروا العلة سبباً في رد الحديث أو القدح فيه و لا خلاف بينهم على ذلك.
القسم الثاني: عامة الفقهاء و الأصوليون و المتأخرون من فقهاء المحدثين، أخذوا بظاهر الإسناد و المتن فإن كان السند صحيحاً و رجاله ثقات قبلوه و إن خولف أو كان معلولاً عند غيرهم، ولا يضر أيضاً تعارض الوصل مع الإرسال و غير ذلك.
فهذا القسم لم يعتبر العلة سبباً في القدح في الحديث، ولنا من ذلك كلام ابن دقيق العيد الذي صرح بهذا فقال: " إن كثيراً من العلل التي يعلِّل بها المحدثون الحديث لا تجري على أصول الفقهاء " [69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn69) .
و تتضح معالم هذا المنهج من خلال تتبع مواطن خلافهم مع المحدثين، وأذكر منها:
¥