"فأما من تراه يعمد لمثل الزهرى فى جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم فى أكثره فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم فى الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله أعلم"
و قال ابن رجب في شرح العلل:
"وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه: إنه لا يتابع عليه ويجعلون ذلك علة فيه اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً ولهم في كل حديث نقد خاص وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه"
وقال الذهبي في الموقظة:
"فمثل يحيى القطان يقال فيه: إمام وحجة وثبت وجهبذ وثقة ثقة ثم ثقة حافظ ثم ثقة متقن ثم ثقة عارف وحافظ صدوق ونحو ذلك
فهؤلاء الحفاظ الثقات إذا انفرد الرجل منهم من التابعين فحديثه صحيح وإن كان من الأتباع قيل: صحيح غريب وإن كان من أصحاب الأتباع قيل: غريب فرد
ويندر تفردهم فتجد الإمام منهم عنده مئتا ألف حديث لا يكاد ينفرد بحديثين ثلاثة
ومن كان بعدهم فأين ما ينفرد به ما علمته وقد يوجد
ثم ننتقل إلى اليقظ الثقة المتوسط المعرفة والطلب فهو الذي يطلق عليه أنه ثقة وهم جمهور رجال الصحيحين فتابعيهم إذا انفرد بالمتن خرج حديثه ذلك في الصحاح.
وقد يتوقف كثير من النقاد في إطلاق الغرابة مع الصحة في حديث أتباع الثقات وقد يوجد بعض ذلك في الصحاح دون بعض. وقد يسمي جماعة من الحفاظ الحديث الذي ينفرد به مثل هشيم
وحفص بن غياث: منكرا
فإن كان المنفرد من طبقة مشيخة الأئمة أطلقوا النكارة على ما انفرد مثل عثمان بن أبي شيبة وأبي سلمة التبوذكي وقالوا: هذا منكر
فإن روى أحاديث من الأفراد المنكرة غمزوه ولينوا حديثه وتوقفوا في توثيقه فإن رجع عنها وامتنع من روايتها وجوز على نفسه الوهم فهو خير له وأرجح لعدالته وليس من حد الثقة: أنه لا يغلط ولا يخطئ فمن الذي يسلم من ذلك غير المعصوم الذي لا يقر على خطأ.ا. هـ
ـ[صالح العقل]ــــــــ[14 - 11 - 07, 07:13 م]ـ
أحسنت.
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[15 - 11 - 07, 05:01 م]ـ
الشيخ الفاضل: امجد الفلسطينى
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به واوضحت به الحق
ولو لم يكن الا على ابن المدينى مخالفا ليحيى ابن حسان فى تحديد الراوى عن ابى الزناد لكان كافيا فى بيان خطا ما وقع فى مسند البزار فكيف وقد تابعه غيره؟
وهذا مثل جيد لاخطاء الاسانيد فى الكتب المتأخرة
لكن ممن ترى الوهم فى هذا هل هو من يحيى ابن حسان ام من الاوى عنه محمد بن مسكين ام من البزار؟
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 11:59 ص]ـ
لماذا جعلت الحمل على النفس الزكية ولم تجعله على الداروردي والكلام على حفظه مشهور؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 02:28 م]ـ
قال البزار فى مسنده "8877"
حدثنا محمد بن مسكين قال: نا يحيى بن حسان قال: نا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله - يعني ابن الحسن - عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا النظر إلى المجاذيم كما تتقوا الأسد "قوله: يعني ابن الحسن ليس من مقول عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- يقينا بل هي ممن دونه وأغلب ظني أنها من البزار فهو كثير التصرف والخطأ في الأسانيد، قال أبو أحمد الحاكم: يخطىء في الإسناد والمتن، وقال الدارقطني: يخطىء في الإسناد والمتن حدث بالمسند بمصر حفظا ينظر في كتب الناس ويحدث من حفظه ولم يكن معه كتب فأخطأ في أحاديث كثيرة.
ومحمد بن عبد الله في هذين الإسنادين أمره عجيب:
ففي الأول: -وهو حديث المجذوم- ذكر البخاري أنه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان المعروف بالديباج وهو المشهور في هذا الإسناد
وجعله البزار: محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن المعروف بالنفس الزكية
وفي الثاني: -وهو حديث البروك- ذكر البخاري -بصيغة التمريض- أنه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن المعروف بالنفس الزكية وهو المشهور في هذا الإسناد
¥