صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «النَّظَرُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عِبَادَةٌ، وَذِكْرُهُ عِبَادَةٌ، وَلا يُقْبَلُ إِيْمَانُ عَبْدٍ إِلاَّ بِوَلايَتِهِ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ».
وَأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ الْخَوَارِزْمِيُّ «الْمَنَاقِبُ» (2)، وَالْكَنْجِيُّ «كِفَايَةُ الطَّالِبِ» (ص252) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَاذَانَ بِمِثْلِهِ.
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ الرَّافِضِيُّ «الأَمَالِي» (الْمَجْلِسُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ /ح 216) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ «وَلَوْ وَافَى الْقِيَامَةَ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ».
قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ أَسْمَجِ الْمَوْضُوعَاتِ وَأَرْذَلِهَا، وَأَقْبَحِهَا وَأَنْكَرِهَا. فَمَا عَلِمَ الْخَلْقُ بِأَسْرِهِمْ خَلا هَذِهِ الطَّائِفَةَ: أَنَّ ذِكْرَ فَضِيلَةٍ لأحَدٍ كَائِنَاً مَنْ كَانَ بَعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوجِبُ مَغْفِرَةَ ذُنُوبِ الذِّاكِرِ الْمُقِرِّ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ، وَلَوْ وَافَى الْقِيَامَةَ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ!!، وَلَكِنَّ الرَّافِضَةَ يَجْهَلُونَ وَيَكْذِبُونَ وَلا يَسْتَحْيُونَ، «انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينَاً».
وَالْمُتَّهَمُ بِهَذِهِ الأُكْذُوبَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا وَهُوَ ابْنُ دِينَارٍ الْغَلابِيُّ أبُو جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ الأَخْبَارِيُّ، كَذَّابٌ زَائِغٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ: مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ بَابَوَيْهِ الرَّافِضِيُّ «الأَمَالِي» (الْمَجْلِسُ الْخَامِسُ عَشَرَ /ح 107) عَنْهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ الآنِفِ مَرْفُوعَاً: «سَتُدْفَنُ بُضْعَةٌ مِنِّي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ، لا يَزُورُهَا مُؤْمِنٌ إِلا أَوْجَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ الْجَنَّةَ، وَحَرَّمَ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ».
وَقَدْ سَوَّدَ ابْنُ بَابَوَيْهِ الرَّافِضِيُّ «أَمَالِيهِ» بِعَشَرَاتٍ مِنْ مَوْضُوعَاتِ الْغَلابِيِّ نَفْسَهُ، وَعَنْ شَيْخِهِ الْوَضَّاعِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكَّارٍ الضَّبِّيِّ.
وَمِنْ عَجَائِبِهِمَا مَعَاً، مَا أَخْرَجَهُ الْعُقَيْلِيُّ (3/ 363)، وَعَنْهُ ابنُ الْجَوْزِيِّ «الْمَوْضُوعَاتُ» (2/ 240) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللهِ، اسْمُ أَحَدِهِمَا الرَّغْبَةُ، وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُغْلِيَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّغْبَةَ، فَحَبَسُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُرْخِصَهُ قَذَفَ اللهُ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّهْبَةَ، فَأَخْرَجُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ».
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: «هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لا أَصْلَ لَهُ».
وَأَفْظَعُ مِنَ السَّالِفَيْنِ وَأَعْجَبُ: مَا أَخْرَجَه ابْنُ شَاذَانَ فِي:
ـ (الْمَنْقَبَةُ السَّابِعَةُ) ـ
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَهُ، فَعَرَضَ عَلَيْهِنَّ نُبُوَّتِي، وَوَلايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَبِلَنْهَا، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ، وَفَوَّضَ إِلَيْنَا أَمْرَ الدِّينِ، فَالسَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ بِنَا،
¥