تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَلِهَذا الاخْتِلافِ وَالاضْطِرَابِ فِي اسْمِهِ، تَكَلَّمَ فِيهِ مَنْ ضَعَّفَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيَي سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَمْ أَكْتُبْ أَحَادِيثَهُ، لأَنَّهُمْ اضْطَرَبُوا فِيهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ، وَبَعْضُهُمْ سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: تَرَكْتُ حَدِيثَهُ، لأَنَّهُ حَدِيثٌ مُضْطَرِبٌ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُشْبِهُ حَدِيثُهُ حَدِيثَ الْحَسَنِ، وَلا يُشْبِهُ أَحَادِيثَ أَنَسٍ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ: أَحَادِيثُهُ وَاهِيَةٌ لا تُشْبِهُ أَحَادِيثَ النَّاسِ عَنْ أَنَسٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

وَأَمَّا مَنْ رَجَّحَ الْوَجْهَ الأَوَّلَ مِنْ أَسْمَاءِهِ، فَلَمْ يَتَرَدَّدْ فِي تَوْثِيقِهِ وَقَبُولِهِ. فَقَالَ أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سُئِلُ يَحْيَي بْنُ مَعِينٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ.

وَقَالَ الْعِجْلِىُّ فِى «مَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ» (1/ 390/564): «مِصْرِىٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ». وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى «كِتَابِ الثِّقَاتِ» (4/ 336/3210)، وَقَالَ فِى «مَشَاهِيْرِ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ» (ص122): «مِنْ جِلَّةِ الْمِصْرِيِّينَ». وَقَالَ أبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ «تَارِيْخُ أَسْمَاءِ الثِّقَاتِ» (ص104): «قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةٌ، لَيْسَ فِي قَلْبِي مِنْ حَدِيثِهِ شَيْءٌ، هُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ».

وَذَكَرَ أبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (3/ 356) جُمْلَةً مِنْ أَحَادِيثِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وهَذِهِ الأَحَادِيثُ وُمُتُونُهَا وَأَسَانِيدُهَا، وَالاخْتِلافُ فِيهَا، يَحْمِلُ بَعْضُهَا بَعْضَاً، وَلَيْسَ هَذِهِ الأَحَادِيثُ مِمَّا يَجِبُ أَنْ تُتْرَكَ أَصْلاً، كَمَا ذَكَرُوا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ تَرَكَ هَذِهِ الأَحاَديِثَ لِلاخْتِلافِ الَّذِي فِيهِ مِنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ وِسِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، لأَنَّ فِي الْحَدِيثِ، وَفِي أَسَانِيدِهَا مَا هُوَ أَكْثَرُ اضْطِرَابَاً مِنْهَا فِي هَذِهِ الأَسَانِيدِ، وَلَمْ يَتْرُكْهَا أَحَدٌ أَصْلاً، بَلْ أَدْخَلُوهُ فِي مَسَانِيدِهِمْ وَتَصَانِيفِهِمْ».

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ «التَّقْرِيبُ»: «1/ 231/2238): «صَدُوقٌ لَهُ أَفْرَادٌ».

وَأَمَّا الْحَافِظُ الذَّهَبِىُّ، فَقَدْ أَسْنَدَ فِى «سِيَرِ الأَعْلامِ» (8/ 138) حَدِيثَهُ عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».

ثُمَّ قَالَ: «هَذَا الْحَدِيثُ حَسَنٌ عَالٍ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ».

وَفِيمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ النُّقُولِ عَمَّنْ وَثَّقَهُ وَاعْتَمَدَهُ، رَدٌّ عَلَى قَوْلِ مَنْ أَخْطَأَ بِقَوْلِهِ: «فَلا عِبْرَةَ بِتَوْثِيقِ ابْنِ مَعِينٍ وَحْدَهُ». وَفِيمَا قَالُهُ الأَمِيْرُ ابْنُ مَاكُولا فِى تَرْجَمَتِهِ، رَدٌّ عَلَى خَطَئِهِ الثَّانِي: «لا سِيَّمَا وَأَنَّ فِيهِ جَهَالَةٌ أَوْ بَعْضُ جَهَالَةٍ»!!.

وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيْرَاً. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلنَّاسِ كَافَّةً بَشِيْرَاً وَنَذِيرَاً.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 11 - 07, 05:42 ص]ـ

لِلتَّحْمِيلِ

ــ،،، ــ

ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:12 ص]ـ

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة " (1/ 276 - 278)

146 - ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرّضي، ومن سخط فله السّخط))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير