تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَهُوَ أَعْلَى مَا يَقَعُ لَهُمَا مِنَ الْمُسْنَدِ الْمَرْفُوعِ

قَالَ ابْنُ قَانِعٍ «مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ» (1/ 238): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْخَوَّاصُ نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رُمَاحِسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَبَلةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نَاشِبِ بْنِ عُتَيْبَةَ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ جُشَمَ الْجُشَمِيُّ نَا زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ أبُو عَمْرٍو حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ جَرْوَلٍ يُكْنَى بِأَبِي صُرَدٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَسَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ رُبِّيتَ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَجِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَعَلْتُ أُذَكِّرُهُ حِينَ نَبَتَ فِي هَوَازِنَ، وَنَشَأَ فِي هَوَازِنَ، وَأَنَّهُمْ أَرْضَعُوهُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ:

امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَنْتَظِرُ

امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُفَرَّقٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ

امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ تَمْلأُهُ مِنْ مَجِّهَا دُرَرُ

قَالَ الْقَاضِي: وَالشِّعْرُ طَوِيلٌ اخْتَصَرْتُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهْ وَسَلَّمَ: «مَا لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلِلَّهِ وَلَكُمْ»، وَقَالَتْ الأَنْصَارُ: وَمَا كَانَ لَنَا فَلِلَّهِ وَرَسُولِهِ.

وَقَالَ أبُو نُعَيْمٍ «مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (2697): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رُمَاحِسَ الْجُشَمِيُّ ثَنا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ، وَرَأَيْتُهُ قَدْ عَلا شَجَرَةَ التِّينِ يَلْتَقِطُ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَرْوَلٍ زُهَيْرَ بْنَ صُرَدٍ الْجُشَمِيَّ يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ، ذَهَبَ يُفَرِّقُ السَّبْيَ وَالشَّاءَ، أَنْشَدْتُهُ هَذَا الشِّعْرَ:

امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ ونَنَتْظِرُ

امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُفَرَّقٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ

أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هَتَّافَاً عَلَى حُزُنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمَرُ

إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمَاً حِينَ يُخْتَبَرُ

امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ يَمْلَؤُهُ مِنْ مَحْضِهَا الدُّرُرُ

إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تُرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ

لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وَاسْتَبِقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ

إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ

فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ

يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كُمْتُ الْجِيَادِ بِهِ عِنْدَ الْهَيَاجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ

إِنَّا نُؤمِّلُ عَفْوَاً مِنْكَ تُلْبِسُهُ ... هَذِي الْبَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُوا وَتَنْتَصِرُ

فَاعْفُ عَفَا اللهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يُهْدَي لَكَ الظَّفَرُ

فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الشِّعْرَ قَالَ: «مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ»، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ للهِ وَرَسُولِهِ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ للهِ وَرَسُولِهِ.

قُلْتُ: هَكَذَا عَكَسَ ابْنُ قَانِعٍ نَسَبَهُ وَكُنْيَتَهُ، فَقَالَ: أبُو صُرَدٍ زُهَيْرُ بْنُ جَرْوَلِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْجُشَمِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَالصَّحِيحُ: أبُو جَرْوَلٍ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير