وَعَدَّهُ الشَّيْخُ فِي «رِجَالِهِ» فِيمَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ عَلَيْهُمْ السَّلامُ قَائِلاً: «سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلٍ الدِيباجيُّ بَغْدَادِيٌّ، وَكَانَ يَنْزِلُ دَرْبَ الزَّعْفَرَانِيِّ بِبَغْدَادَ، سَمِعَ مِنْهُ التَّلْعَكْبَرِيُّ سَنَةَ370، وَلَهُ مِنْهُ إِجَازَةٌ وَلابْنِهِ، أَخْبَرَنَا عَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ».
وَقَالَ ابْنُ دَاودَ الْحِلِّيِّ فِي «رِجَالِهِ» (228): «سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّيبَاجِيُّ أبُو مُحَمَّدٍ. قَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ: كَانَ ضَعِيفَاً، يَضَعُ الأَحَادِيثَ، وَيَرْوِي عَنْ الْمَجَاهِيلِ. وَقَالَ النَّجَاشِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ».
وَأَمَّا قَوْلُ الْخُوئِيِّ فِي «مُعْجَمِهِ»: «أَقُولُ: الظَّاهِرُ أَنَّ سَهْلاً الدِّيبَاجِيَّ لا بَأْسَ بِهِ كَمَا قَالَ النَّجَاشِيُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَا غَيْرَ مَرَّةٍ أَنَّ كِتَابَ ابْنِ الْغَضَائِرِيِّ لَمْ تَثْبُتْ صِحَّةُ انْتِسَابِهِ إِلَيْهِ».
قُلْتُ: هَذَا عَلاَّمةُ الرِّجَالِيِّينَ الإِمَامِيَّةِ: أَحْمَدُ بْنُ طَاوُوسٍ الْحِلِّيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ كِتَابَ ابْنِ الْغَضَائِرِيِّ بَعْدَ إِخْتِفَاءهِ، فِي كِتَابِهِ «حَلُّ الإِشْكَالِ» الَّذِي أَلَّفَهُ عَامَ 644 هـ، فَقَدْ أَوْرَدَ النَّصَّ الْكَامِلَ لِلْكِتَابِ، ضِمْنَ نُصُوصِ الْكُتُبِ الْخَمْسَةِ الرِّجَالِيَّةِ الأُصُولِ.
ثُمَّ أَوْرَدَهُ مِنْ بَعْدِهِ كَامِلاً تِلْمِيذُهُ الْعَلاَّمَةُ الْحِلِّيُّ فِي كِتَابِهِ «خُلاصَةِ الأَقْوَالِ» الْمَعْرُوفِ بِـ «رِجَالِ الْعَلاَّمَةِ». ثُمَّ أتَي مِنْ بَعْدِهِمَا ابْنُ دَاوُدَ الْحِلِّيُّ يُكْثِرُ النَّقْلَ عَنِ الْغَضَائِرِيِّ فِي «رِجَالِهِ»، وَيَحْتَجُّ بِأَحْكَامِهِ، وَيَأْخُذُ بِدِلالَتِهَا، وَيُقَدِّمُهُ عَلَى النَّجَاشِيِّ.
قَهَذِهِ بَعْضُ الدَّلائِلِ عَلَى صِحَّةِ انْتِسَابِ الْكِتَابِ لِلْغَضَائِرِيِّ، وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ الْخُوئِيُّ، وَأَشْيَاعُهُ، وَأَهْلُ مِلَّتِهِ. وَكَأَنِّي بِأَقْوَالِ الْغَضَائِرِيِّ الْمُحِقِّةِ الْمُنْصِفَةِ، وَسِهَامِ أَحْكَامِهِ الْمُحْرِقَةِ الْمُتْلِفَةِ، قَدْ أَغْبَرَتْ وُجُوهَهُمْ، وَأَكْمَدَتْ صُدُورَهُمْ، وَأَقْرَحَتْ قُلُوبَهُمْ، فَهُمْ مِنْ غَيْظِهِمْ يُنْكِرُونَ، فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ «تَارِيْخُ بَغْدَادَ»: «سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلٍ أبُو مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي خَلِيفَةَ الْفَضْلِ بْنِ الْحُبَابِ الْجُمَحِيِّ، وَيَمُوتَ بْنِ الْمُزَرِّعِ الْعَبْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوفِيِّ نَزِيلِ مِصْرَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْيَزِيدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ: الأَزْهَرِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيِّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
سَأَلْتُ الأَزْهَرِيَّ عَنْ سَهْلٍ الدِّيبَاجِيِّ فَقَالَ: كَانَ كَذَّابَاً رَافِضِيَّاً زِنْدِيقَاً.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ التَّوَّزِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ قَالَ: كَانَ سَهْلٌ الدِّيبَاجِيُّ آيَةً وَنَكَالاً فِي الرِّوَايَةِ، وَكَانَ رَافِضِيَّاً غَالِيَاً فِيهِ، وَكَتَبْنَا عَنْهُ كِتَابَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ لأَهْلِ الْبَيْتِ مَرْفُوعَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ مُعْتَمَدٌ وَلا كِتَابٌ صَحِيحٌ.
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ وَالْعَتِيقِيُّ قَالا: تُوفِّيَ سَهْلٌ الدِّيبَاجِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ. زَادَ الْعَتِيقِيُّ فِي صَفَرٍ، ثُمَّ قَالا: وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ».
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 12 - 07, 09:39 ص]ـ
¥