تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الفرق بين الحديث المصحف والحديث المحرف؟]

ـ[سليم الجزولي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 11:47 ص]ـ

[ما الفرق بين الحديث المصحف والحديث المحرف؟]

الحمد لله

يقول الإمام السخاوي في تعريف التصحيف:

" هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها " انتهى. " فتح المغيث " (3/ 72)

وهذا من أحسن التعاريف وأشملها لجميع الصور التي يذكرها العلماء في التصحيف، فإن العلماء أطلقوا التصحيف على العديد من الصور، وهي:

1 - تغيير في حروف الكلمة مما تختلف فيه صورة الخط: مثاله:

قال الشافعي: " صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان، وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك، وفي عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب " انتهى. " معرفة علوم الحديث " (150)

وقال أحمد: " صحف شعبة (مالك بن عرفطة) إنما هو خالد بن علقمة " انتهى.

"معرفة علوم الحديث" (146)

2 - تغيير في نقط أو شكل الكلمة مع بقاء صورة الخط: وهذا أكثر إطلاق المحدثين.

مثاله: تصحيف ابن معين العوام بن مراجم بالراء والجيم، إلى مزاحم بالزاي والحاء.

"تدريب الراوي" (2/ 648)

3 - قلب الاسم: قال الحاكم: " سمعت أبا علي الحافظ يقول: صحف فيه أبو حنيفة، لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه (وهو إنما قال عن سبرة بن الربيع). "معرفة علوم الحديث" (150)

4 - إبدال لفظة مكان أخرى: مثاله:

روى الحاكم حديث المُحرِم الذي وقصته دابته وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (ولا تخمروا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) ثم قال: " ذكر الوجه تصحيف من الرواة لإجماع الثقات الأثبات من أصحاب عمرو بن دينار على روايته عنه (ولا تغطوا رأسه) وهو المحفوظ " انتهى. "معرفة علوم الحديث" (148)

5 - إبدال راو بآخر: مثاله:

قال الحاكم: " صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية ولم يتابع عليه، والحديث عن جويرية " انتهى.

"معرفة علوم الحديث" (32)

قال الحافظ العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/ 298):

" وقد أطلق من صنف في التصحيف، التصحيف على ما لا تشتبه حروفه بغيره، وإنما أخطأ فيه راويه أو سقط بعض حروفه من غير اشتباه " انتهى.

6 - تغيير المعنى.

قال العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/ 300 - 301):

" ومن أمثلة تصحيف المعنى ما ذكره الخطابي عن بعض شيوخه في الحديث أنه لما روى حديث النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة قال: ما حلقت رأسي قبل الصلاة منذ أربعين سنة، فهم منه تحليق الرؤوس، وإنما المراد تحليق الناس حلقا " انتهى.

والناظر في كتب المحدثين يلحظ ما يلي:

- استعمال لفظة التصحيف أكثر من استعمال لفظة التحريف.

- أنه ليس ثمة فرق بين الاستعمالين، بل هما لفظان مترادفان في استعمال المحدثين ولم يثبت التفريق بينهما في أي من الصور، بل إن الخطابي في كتابه "إصلاح غلط المحدثين" (12) أطلق على جميع أمثلته التي ذكرها في التصحيف – وهي من الصورة الثانية – أطلق عليها لفظ التحريف حيث قال: " وهذه ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الناس والمحدثين ملحونة ومحرفة " انتهى.

كما أن الناظر في كتب اللغويين يجد أن التصحيف والتحريف ألقاب مترادفة في استعمالهم، وتكفي نظرة سريعة في كتاب "تصحيح التصحيف وتحرير التحريف" لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة 764هـ وفي كتاب "التنبيه على حدوث التصحيف" لأبي عبد الله حمزة الأصبهاني لإثبات هذه الحقيقة.

وهذه التسوية بين الاستعمالين هي الأقرب إلى أصل المعنى اللغوي لكل من التصحيف والتحريف، فإن التصحيف لغة: الخطأ في الصحيفة (كذا في القاموس 3/ 217)، والتحريف لغة: التغيير (كذا في القاموس 3/ 171): وذلك يعم كل خطأ وكل تغيير دون تفريق بين صوره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير