تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجلسة الأولى من أشغال الندوة عن مناهج علماء الغرب الإسلامي في فقه الحديث برئاسة الدكتور عبد الرزاق هرماس، الذي عرف بالأساتذة الباحثين أصحاب البحوث المقدمة، ثم الكلمة لصاحب البحث الأول الدكتور محمد زين العابدين رستم (كلية الآداب ـ بني ملال) في موضوع: منهج أبي عبد الله محمد بن أبي صفرة الأندلسي (ت 420هـ) في شرح صحيح البخاري. ويتعلق الأمر بمحمد بن أبي صفرة، وهو عالم أندلسي مغمور، عكس أخيه المشهور المهلب بن أبي صفرة، والمعلومات عنه شحيحة في كتب التراجم. حمل صحيح البخاري عن الإمام الأصيلي والقابسي.

أجاب البحث عن سؤال: هل للمؤلف شرح للجامع الصحيح؟. فكتب التراجم لم تشر إلى أي شيء من ذلك، والشراح لم ينقلوا عنه شيئا، سوى ابن بطال القرطبي الذي صرح بالنقل عنه في ثلاثين موضعا قام الباحث باستخراجها ودراستها، فتوصل إلى تحديد بعض ملامح منهج ابن أبي صفرة في شرحه، ومن هذه الملامح شرحه ما يقع للبخاري في التراجم من إشكالات، وتنزيله قول المذهب المالكي على الترجمة، ودفعه وهم التعارض بين الأحاديث، وبيانه أوهام الرواة.

وخلص الباحث إلى استمداد ابن أبي صفرة للأحكام الفقهية من أحاديث البخاري وفق المذهب المالكي، ويتميز منهج ابن أبي صفرة بالإطلاع على قواعد الاستنباط كما كان ملما بأصول الفقه وقواعده، رابطا الفقه المستنبط بواقعه الذي عاش فيه، محتجا بأقوال أعلام المذهب المالكي المجتهدين.

أما البحث الثاني فكان للأستاذ الدكتور الحسين أصبي (كلية الآداب ـ أكادير) في موضوع: فقه الحديث عند أبي الحسين علي بن خلف بن بطال القرطبي المالكي (ت 449هـ) من خلال كتابه شرح صحيح البخاري؛ قضايا ومناهج. استهل الباحث بذكر مكانة صحيح البخاري عند علماء الأمة واهتمامهم بشرحه من جميع جوانبه التاريخية والحديثية والفقهية، ثم عرّف بشخص ابن بطال وحياته وشيوخه ومؤلفاته، ومن أشهرها (شرحه لصحيح البخاري) الذي يُعد من أنفس المصادر في المكتبة الإسلامية، ونقل عنه جميع شراح البخاري من بعده، وبلغت هذه النقول عند ابن حجر في شرحه فتح الباري ألفين وثلاثمائة وخمسين نصا، ثم تناول الباحث نماذج من القضايا التي تطرق إليها ابن بطال، وانفرد بها عن غيره:

ففي مجال العقيدة بسط ابن بطال القول في قضايا العقيدة وفق مذهب أهل السنة والجماعة مثل الإيمان، محاججا أهل البدع بأدب وعلم. وفي علوم القرآن استعان ابن بطال بأسباب النزول في شرحه للبخاري والناسخ والمنسوخ، مرجحا للأقوال في قضايا الفقه والأحكام. وفي السياسة الشرعية اهتم بمحاور الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وشروط الحاكم وكيفية اختياره وعزله، وإلزامية الشورى للحاكم، معتبرا أن السلطة والحكم أمر مفوض تدبيره لنظر عامة الأمة.

ثم ختم الباحث بذكر أصالة ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري وسعة علمه واطلاعه، وكثرة اعتنائه بالأحكام الفقهية الفرعية.

ثم تلتها مشاركة الدكتور حسن منصور (كلية الآداب ـ أكادير) ببحث في موضوع: السنة النبوية وحي إلهي منزل؛ قراءة في استنباطات الحافظ ابن عبد البر في التمهيد. قدم الباحث بمقدمة في بيان منزلة الحديث عند أهل الغرب الإسلامي، وغزارة مؤلفاتهم في هذا العلم الشريف، ما بين مضيق وموسع ومختصر ومستفيض، ليخلص بعد ذلك إلى ابن عبد البر وكتابه التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، فعرف به وبين مكانته ومكانة كتابه التمهيد.

ثم تحدث عن منزلة السنة النبوية بوصفها وحيا إلهيا تتساوى مع القرآن في هذه المنزلة، موردا نصوصا لابن عبد البر في هذا الأمر معتبرا أن التكذيب بالسنة تكذيب لله تبارك وتعالى.

أما المشاركة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت للأستاذ الدكتور العربي البوهالي (كلية الآداب ـ مراكش) في موضوع: منهج أبي الوليد الباجي (ت 474هـ) في كتاب المنتقى شرح الموطأ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير