تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أكد الباحث على وجوب بيان مناهج العلماء، وبين مكانة الباجي العلمية، ومنزلة كتابه المنتقى، وكشف عن سبب تأليفه، وأهم ما ميز منهجه التأليف على طريقة النظار المجددين التي أخذها من رحلته المشرقية. وأفاد الباحث أن المنتقى مختصر لكتاب الباجي الأول والأوسع (الاستيفاء). ثم تحدث الباحث عن هدف الباجي من التأليف، ومنهجه في استنباط الأحكام، حيث يورد الحديث، ثم يستنبط الحكم، ويعزز استدلاله بأصول الفقه وأقوال الأئمة والفقهاء، محسنا ومتقنا التبويب، مع القدرة على التفريع والتقسيم، موظفا مؤهلاته اللغوية والفقهية في الاستنباط، وأشار الباحث إلى عناية الباجي في شرحه بضبط الرواية الحديثية وكذا روايات الموطأ، وإلى استعمال الأدلة والقواعد الأصولية والفقهية، والمصالح، والحس النقدي، والاحتياط.

وعقب هذه المشاركات التي انتهت في الساعة: 30 H12 فتح رئيس الجلسة الباب للمشاركين والحاضرين للمناقشة والمدارسة، والتي كانت في مجملها إضافات وتساؤلات وتصحيحات، أغنت العروض الملقاة، ومن القضايا التي أثيرت ما يلي:

- عدم كفاية نصوص محدودة لاستخراج منهج المؤلف.

- بعض الأمثلة المستدل بها في العرض المتعلق بابن أبي صفرة لا تسعف الباحث في ادعاء وجود شرح البخاري من تأليف أبي عبد الله محمد بن أبي صفرة.

- لابد للبحوث والدراسات المقدمة للندوة أن تخلص إلى نتائج علمية بينة يستفاد منها عمليا.

- الاختلاف ليس كله مذموما، ولا يقتضي كونه رحمة أن الاتفاق سخط.

- بيان الموقف من بعض الدراسات الحديثة للرافضين للفقه الإسلامي وتسعى إلى هدمه.

- أثيرت قضية عدم إحالة العلماء إلى من ينقلون عنهم، وأن الباجي كان يعتمد في تعليل الأحكام الشرعية على القاضي عبدالوهاب دون أن يشير إليه، على أن هذه المسألة المنهجية المهمة يجب فهمها في ضوء طريقة الأقدمين في تحمل العلم.

- عدم إضاعة الوقت في مقدمات البحوث والدراسات المقدمة للندوة.

وفي جواب د. محمد رستم: أكد أن بحثه جديد في بابه لذلك كان مثيرا للنقاش، وأنه في بحثه أزاح الستار عن شارح مغربي لصحيح البخاري طواه النسيان واستطاع أن يميز بينه وبين أخيه المهلب الذي هو أيضا شارح للبخاري. أما د. الحسين أصبي فأكد أن ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري يسمي المهلب بن أبي صفرة عند النقل عنه باسمه فيقول: قال المهلب.

وأجاب د. العربي البوهالي بأن تأثر الباجي بعلماء الشرق من شيوخه وغيرهم، ومنهم الشيرازي، وفي المنتقى أحيانا ينقل النص من دون إحالة، ولكن هذا لا يعني أن كل ما يقوله الباجي يعتمد بعض القياسات الفاسدة مثل قياسه المرأة على الكافر في إمامة الصلاة.

وختمت أشغال هذه الجلسة على الساعة.13 H

وفي الفترة المسائية من اليوم الأول للندوة انطلقت الجلسة الثانية على الساعة الثالثة بعد الزوال برئاسة الدكتور محمد بنتهيلة، وكانت البداية مع بحث ألقاه الدكتور أحمد امحرزي علوي (كلية الآداب ـ مراكش) في موضوع: فقه الحديث عند أبي بكر بن العربي المعافري المالكي (ت543هـ). قدم الباحث لموضوعه بالإجابة عن بعض الأسئلة أولها: متى بدأ الاشتغال بفقه الحديث في الغرب الإسلامي؟ ثم أجاب الباحث أن سفيان الثوري كان إماما في الحديث، وأن الأوزاعي إمام في السنة، في حين كان الإمام مالك إماما فيهما معا. وقد اجتهد الدارسون في الجمع بين الحديث والسنة، ونشبت معركة بين أهلها في القرن الثاني، مما حذا بالشافعي في الرسالة، وابن قتيبة في "مختلف الحديث" أن يجعلا من شروط المحدث أن يكون فقيها، والفقيه محدثا.

ثم طرح سؤالا آخر: هل الذين حملوا الفقه المالكي حازوا مكانة الجمع بين الحديث وبين فقه الحديث؟ وأجاب أن صعصعة بن سلام (197هـ) هو أول من أدخل مذهب مالك، ومذهب الأوزاعي إلى الأندلس، لكن الذين حملوا فقه مالك، حملوا نصوصا وسماعات، وكانت المدونة أكبر تحول إلى الجانب الفقهي عن الجانب الحديثي. ثم نشطت حركة الحديث في منتصف القرن الثالث، وتكونت شبه مدرسة في الحديث وضع لها النواة بقي بن مخلد، وابن وضاح اللذان لقيا معارضة شديدة من قبل الفقهاء، لكن بقيا انتصر على معارضيه بتشجيع الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير