تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أهمية التأني والتروي والتبصر في استنباط الأحكام.

ثم أعطى رئيس الجلسة الكلمة للدكتور محمد السرار (أستاذ بكلية الشريعة ـ فاس) الذي قدم بحثا في موضوع: ملامح من منهج الحافظ بن حجر في فقه الحديث من خلال فتح الباري. بين الباحث في مطلع كلامه أثر اختلاف الروايات في استنباط فقه الحديث، وما يطرحه هذا الاختلاف من إشكالات، وما يقع فيه من خلاف في الاجتهادات، وانتقل إلى بيان منهج الحافظ ابن حجر في وضع الإشكالات التي قد يطرحها اختلاف الروايات، وما توهم به من تعارض، ثم نبه الباحث إلى أنه من خلال تتبعه لمنهج ابن حجر في دفع هذه الإشكالات ظهر له اعتماده قاعدة اتحاد المخرج ووجوب المصير إليها لدفع الاختلاف في ألفاظ الحديث عوض القول بتعدد الواقعة وتكررها، وهو مذهب مجموعة من الأئمة في دفع إشكالية اختلاف الألفاظ سيما إذا كانت متعارضة وتعذر الجمع. ومثل الباحث لهذه القاعدة بنصوص متعددة من فتح الباري لابن حجر، وأثبت من خلالها رسوخ هذه القاعدة في منهج الحافظ رحمه الله، وخلص الباحث إلى أن الحافظ ابن حجر كان يقدم الجمع بين السياقات المختلفة للحديث، ولم يكن يجازف بالقول بالتعدد. وأن هذا المنهج كان فيه وفيا لما تلقاه على شيوخه العلائي وابن دقيق العيد.

ثم جاء دور بحث الأستاذ الدكتور محمد ناصيري (أستاذ بدار الحديث الحسنية بالرباط) في موضوع: فقه الحديث بين المحدثين والفقهاء. وألقاه بالنيابة عنه نظرا لتعذر حضوره الدكتور الناجي لمين الأستاذ بنفس الدار. في البداية بين الباحث المقصود من اصطلاحي أهل الحديث وأهل الفقه، كما أرّخ للمصطلحين وبين منطلقات كل فريق وسبب التمايز بينهما. وانتقل الباحث بعدها لبيان منهج المحدثين خاصة العلائي وتلاميذه في دفع إشكال الأحاديث المختلفة. وعدم التسرع في القول بتعدد الوقائع، خاصة إذا اتحد المخرج وتقاربت الألفاظ، أما عند تعدد المخرج، واختلاف الألفاظ فهنا يمكن القول بتعدد الوقائع، وتعدد الأحاديث. كما بيّن التحجيم الذي وقع في فقه الحديث عبر تاريخ الأمة الإسلامية في مقابل إعلاء شأن المفتين والفقهاء المقلدين؛ مما جنى على الحديث وأهله، وقلّص من دورهم في تجديد الدين وتطوير مناهج الاجتهاد، وبيّن في المقابل قلة باع الفقهاء في الحديث، وتقصيرهم في استنباط الأحكام، بتخليهم عن الرجوع إلى الأحاديث وفقهها، وألحّ الباحث في خاتمة عرضه على ضرورة إعادة الاعتبار للحديث وفقهه، وباعتباره آلية مهمة لتطوير الاجتهاد.

وبعد الإنصات لكلمات السادة الأساتذة، فتح السيد الرئيس باب المناقشة و المدارسة والتعقيب على أشغال الجلسة والجلسة التي سبقتها، وهي في مجملها إضافات وملاحظات وتوصيات.

ثم ختمت أشغال الندوة بالجلسة الختامية على الساعة 18:50، وبعد الاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم، تقدم السيد نائب عميد كلية الآداب بأكادير الدكتور عبدالكريم مادون بكلمة تقدير وشكر للجنة المنظمة ولشعبة الدراسات الإسلامية بالكلية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأشاد بعمل الباحثين والأساتذة المشاركين وركز على أهمية البحوث المعروضة ودورها في الدفاع عن الإسلام وتراثه، وشجع مبادرات الشعبة، وألح على طبع بحوث الندوة ونشرها مع ترجمتها إلى اللغات الحية.

ثم تفضل السيد مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بإلقاء كلمة تقدير واعتزاز بأشغال الندوة وموضوعها وبحوثها، ووعد بطبع أعمالها.

وختم رئيس اللجنة المنظمة الدكتور الحسين اصبي أشغال الندوة، بقراءة التوصيات التي خرجت بها الندوة والعزمات التي قررها الأساتذة المشاركون.

يوم الأربعاء27 ربيع الأول 1427هـ

نظمت اللجنة التنظيمية لفائدة الأساتذة المشاركين بالندوة زيارة ترفيهية لمعالم مدينة أكادير وبعض المناطق المجاورة استحسنها الجميع وكان لها أبلغ الأثر في نفوسه، والحمد لله رب العالمين

برنامج الندوة

اليوم الأول: الإثنين24 أبريل2005م

الفترة الصباحية:

09:00 الجلسة الافتتاحية:

ـ تلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم.

ـ كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.

ـ كلمة المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

ـ كلمة اللجنة المنظمة للندوة.

09:30 ـ حفل شاي.

ـ زيارة معرض مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بفضاء الثقافة المقام بمناسبة الندوة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير