تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عند ربنا.

وقدم بعد ذلك قواعد في التعامل مع مشكل الحديث ممثلا بالأحاديث الواردة في قول لا إله إلا الله وأنه يجب فيها تسليم الأمر إلى الله ورسوله في النصوص التي لا تدركها عقولنا، وأنه لا يجوز الاشتغال بإشكالات لا فائدة منها. ولذلك يرى الباحث أن من المشكل ما يجوز البحث فيه، ومنها ما لا يجوز البحث فيه. وختم بذكر منهج العلماء في دفع التعارض والإشكال عن الأحاديث وأنهم يسلكون في ذلك طرقا منها جمع الأحاديث الواردة في الباب، ودراسة الأسانيد، وتحرير المصطلحات الشرعية وتحديدها، وعرض أقوال العلماء. وغيرها من القواعد أفاض الباحث في ذكرها.

ثم جاءت مشاركة الأستاذ الدكتور: حسن الباز في موضوع: أثر الاستدلال بالسنة في اختلاف الفقهاء، افتتحها بمقدمة ذكر فيها باعتناء المسلمين بالسنة بمختلف شرائحهم الاجتماعية وبمختلف لغاتهم. وذكر أيضا اهتمام الجامعات بالسنة النبوية في الآونة الأخيرة، ثم بين أن أسباب اختلاف الفقهاء في استدلاهم بالسنة يرجع إلى أسباب معرفية، وأسباب نقدية، وأسباب لغوية. وأن من الأسباب المعرفية اختلاف الفقهاء في اطلاعهم على السنة، وتفاوتهم في المدارك والفهم، والقدرة على التحصيل. وأن من الأسباب النقدية اختلافهم في نقد المتن والإسناد، ومثّل لذلك بموقفهم من خبر الواحد عند معارضته القرآن الكريم، فالأحناف في هذه الحالة ردوا الخبر، وكذلك المالكية يردون خبر الواحد إذا عارض القرآن الكريم أو القواعد العامة. وتناول أيضا باستفاضة قضية مخالفة خبر الواحد لعمل أهل المدينة. وقضية خبر الواحد إذا خالف القياس فبين هنا أن مالكا وأبا حنيفة يتركانه، ومثل أيضا بنصوص لما إذا عمل الراوي بخلاف ما روى.

أما الأسباب اللغوية فذكر الباحث بعض الأمثلة على ذلك كرواية الأحاديث بالمعنى، ومشكل الحديث، وقضية النسخ، والعموم والخصوص ...

ثم أعطى رئيس الجلسة الكلمة للأستاذ الدكتور: محمد الوثيق (أستاذ بكلية الشريعة ـ أكادير) الذي قدم بحثا في موضوع: السياق وأثره في فهم الحديث، افتتحه بالتعريف بمصطلح السياق، وبين أنه ينقسم إلى: السياق الداخلي، والسياق الخارجي، وعرّف كلا منهما تعريفا مركزا. وأشار الباحث إلى أن أسباب النقول جزء من السياق، ومن ثمة فمعرفة سبب نزول نص قرآني أو سبب ورود نص حديثي يرفع الإشكال. وأبدى الباحث بعض الملاحظات المنهجية منها تصرف الرواة في النص الحديثي دون استيعابهم له، كما تطرق أيضا إلى أثر الخلل في عدم معرفة السياق: وذكر من صوره: الجهل بالسياق، والتصرف في السياق، واللبس في السياق. وتعرض أيضا للعلاقة بين السياق وتقسيم السنة من الناحية التشريعية. وأسهب القول في المسألة مدعما كلاكه بالأمثلة، وأخيرا ختم عرضه بخلاصة بين فيها أن السياق يخرج بالعديد من الإشكالات، وأننا في أمس الحاجة إلى استقراء كل النصوص الحديثية ...

ولأن الوقت لم يسمح بالمناقشة، فإن اللجنة المنظمة أرجأت النقاش إلى الفترة المسائية.

وفي الساعة H005 انطلقت الجلسة السادسة برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الكريم عكوي، وبعد الافتتاح أعطى السيد الرئيس الكلمة لصاحب البحث الأول الدكتور محمد بن عبد الكريم الفيلالي الذي ألقى كلمته في موضوع: أثر المذاهب الفقهية في فقه أحاديث المواريث. أشاد الباحث في بداية حديثه بالندوة وموضوعها، وذكّر بسياقها والظروف التي تنعقد فيها من هجوم على دين الإسلام من قبل أعدائه وأدعيائه، وبين أهمية هذه الندوات في الذود عن حمى الدين والوقوف في وجه دعاوى الانسلاخ منه. ثم انتقل إلى الحديث عن أهمية فقه المواريث وعظمة موضوعه، كما بين أن جله مبين بنصوص القرآن الكريم، وأنه وجد بالتتبع والاستقصاء 22 حديثا فقط هي التي تتحدث عن هذا الفقه وأن معظمها في نصيب الجدة وبنت الابن. كما قارن بين مناهج المحدثين ومناهج الفقهاء في تناول الموضوعات الفقهية ومثل للمحدثين بكتاب "نيل الأوطار" للشوكاني، ولمنهج الفقهاء ب"بداية المجتهد" لابن رشد. وانتقل بعد ذلك إلى بيان المنهج السديد في التعامل مع الأحاديث واستنباط الفقه منها: وذلك بتعظيم النص أولا، ومحاولة تكييف الواقع معه لا تكييفه هو مع الواقع، ثم بين خطورة تبديل الشرع، كما ركز على أهمية الإيمان في استنباط فقه الحديث، وجمع أحاديث الباب الواحد والمقارنة بينهما؛ ملحا بذلك على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير