تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والجواب عن هذا سهل جدًّا وأورده أهل العلم في غير مكان، ولكن لمن يتواضع للعلم ويقرأ قبل أن يورط نفسه ويورط قراءه في الجهالات، وقد أورد أهل العلم عدة أجوبة كما في فتح الباري (5/ 141، 142): ((قال العلماء: الحكمة في عُدوله صلى الله عليه وسلم عن معاملة مياسرة الصحابة إلى معاملة اليهود إما لبيان الجواز أو لأنهم لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل عن حاجة غيرهم أو خشي أنهم لا يأخذون منه ثمنا أو عوضا فلم يرد التضييق عليهم فإنه لا يبعد أن يكون فيهم إذ ذاك من يقدر على ذلك وأكثر منه، فلعله لم يطلعهم على ذلك، وإنما أطلع عليه من لم يكن مُوسرًا به ممن نقل ذلك والله أعلم) اهـ.

ولا أدري ماذا يقصد هذا الطاعن بعبارته (مليارديرات الإسلام الصحابة) وماذا يريد بكلامه هذا إلا تشويه صورتهم رضي الله عنهم؟! نعم كانوا أغنياء شرفاء ينطبق عليهم وَصْفُ الغني الشاكر، فأموالهم كانت في أيديهم لا في قلوبهم، وكانوا يقدمونها في سبيل الله في أي لحظة راضية بها نفوسهم، فلم يكونوا من السُرَّاق ونهبة البنوك، أو المرتزقة ممن يبيعون أقلامهم!!، إن مثل هذا التعبير السخيف عن أصحاب النبي لا يقول به مسلم في قلبه ذرة توقير لأصحاب النبي، وإنما في نفسه تجاههم أمور أخرى.

خامسا: قوله: (ما مصير الدرع لم نجد كتابا ولا سيرة ولا تاريخا حكى لنا أن الصديق أو عمر عمل علي استردها!!) وقوله أيضا: (كما أنه لم يثبت كما قلت أن الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة قاموا بفكّ رهن الدرع المزعوم بعد وفاة الرسول الكريم).

والجواب أيضا: ذكر ابن الطلاع في الأقضية النبوية أن أبا بكر افتك الدرع بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكن روى ابن سعد عن جابر أن أبا بكر قضى عِدَاتِ النبي صلى الله عليه وسلم وأن عليا قضى ديونه وروى إسحاق بن راهويه في مسنده عن الشعبي مرسلا أن أبا بكر أفتك الدرع وسلمها لعلي بن أبي طالب. (فتح الباري 5/ 142). فليخرس الجهل وأهله.

سادسا: وأما قوله: (لكن أصل الرواية مشكوك فيما أظن) اهـ.

فالجواب: من الذي شكك فيها غيرك؟ المشكك هو من يريد أن يدس أنفه بحماقة وسط الفقهاء والمحدثين وهو أقل من أن يكون تلميذا من تلاميذهم. اذكر لنا العلماء الذين شككوا في الرواية!! فليس عندك إلا وساوس وظنون أملاها عليك الشيطان لاتغني من الحق شيئا. ومن يتأمل عبارته في النقد لا يجد فيها إلا الكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع مثل قوله: ((لم أصدق أبدًا)) وقوله ((إن هذا مستحيل)) وقوله ((لا أستطيع أن أصدق هذا الكلام ولا يدخل عقلي على الإطلاق)). أفيصح أن تُعَارض الأحاديث الصحيحة بهذا المنطق المتخلف؟! وما الذي أدخل صاحب رواية " العراة " الشاذة في الكلام على البخاري!!

* * * *

أما الحديث الثاني الذي شَكَّكَ فيه أيضا: فهو حديث البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. )) فيقول عنه: (حديث آخر بدا وكأنه محسوم بينما الدخول بالعقل إليه يحتم نفيه بل وأقول رفضه بداهة) زاعما أن الحديث يؤكد مقولة أن الإسلام انتشر بالسيف!! والجواب:

أولا: الحديث صحيح ثابت لاريب، ولم يطعن فيه إلا هذا الجاهل الذي يريد نفيه والمفاجأة التي لا يعلمها أنه حديث متواتر كما قال السيوطي في " الجامع الصغير " وهو أحد الأحاديث الأربعين التي عليها مدار الإسلام (الأربعون النووية الحديث الثامن) وقد ورد عن جمع غفير من الصحابة حوالي ثمانية عشرة نفسا، منهم 1 - ابن عمر 2 - وأبو هريرة 3 - وأبو بكر الصديق 4 - وعمربن الخطاب5 - وجابر بن عبد الله 6 - وسمرة بن جندب 7 - وسهل بن سعد 8 - وابن عباس 9 - وأبي بكرة 10 - والنعمان بن بشير 11 - وأنس بن مالك 12 - ومعاذ بن جبل 13 - وسعد بن أبي وقاص 14 - وجرير بن عبد الله البجلي 15 - وأبو بكرة 16 - وأبي مالك الأشجعي عن أبيه وهو طارق بن أشيم 17 - وأوس بن أوس الثقفي 18 - وعياض الأنصاري، رضي الله عنهم أجمعين. (وراجع: نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص 39، 40)، وحينئذ يقال: أفكلَّ هؤلاء اختلقوا الحديث؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير