قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح (لعنت القدرية .. ) فإن الحارث كذاب قاله ابن المديني وكذلك محمد بن عثمان. الواهيات (1/ 149 - 150) له.
علماً بأن الحارث قد وثقه ابن معين وأحمد بن صالح،وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن شاهين في الثقات، أما الكذب فقال أحمد بن صالح: لم يكن يكذب في الحديث وإنما كذب في رأيه، واعتمده الذهبي، والقول في الحارث أنه ضعيف من قبل حفظه.
فائدة: هل من منهج السلف الصالح الاشتغال بجرح وتعديل الناس؟
فتوى يجيب عليها سماحة الشيخ الوالد الإمام صالح الفوزان حفظه الله تعالى.
فقد أصدرت تسجيلات التقوى الإسلامية بالرياض شريطاًًَُُُ بعنوان اللقاء الأسبوعي رقم 17 لسماحة الشيخ الوالد الإمام صالح الفوزان حفظه الله تعالى بتاريخ ليلة الثامن عشر من شهر الله المحرم عام 1423 هـ، وقد احتوى على مجموعة من الفتاوى المتميزة ومنها كانت هذه الفتوى.
قال السائل: لاحظت أن كثيراً من طلبة العلم اليوم كان من شأنهم أن يخطئ الآخرين أو يحكم على الناس بأن هذا جاهل أو مخطئ أو هذا فلان أعرفه جيداً أو أحياناً يصل أن يقول فلان من الخوارج، فهل هذا من منهج السلف الصالح، وما رأي فضيلتكم في ذلك؟
أجاب الشيخ:
ليس من منهج السلف الصالح الاشتغال بعيوب الناس وليس عند الإنسان إلا فلان طيب وفلان ما هو طيب وفلان كذا و ..
الإنسان يشتغل بعيوب نفسه ويشتغل بعيوب أولاً.
إذا رأى على أحد خطاء ظاهراً فإنه ينصحه فيما بينه وبينه،ويبين له لأن هذا من النصيحة،والدين النصيحة، أما أن يتكلم في الناس في المجالس ويمدح هذا ويذم هذا ويبدع هذا ويوثق هذا، هذا لا يجوز، الإنسان يشتغل بعيوب بنفسه،لا ينظر إلى عيوب الناس.
ثانياً: إذا رأى على أحد خطاءً واضحا ظاهراُ يتحقق منه أنه خطاء، فليسر إليه ويبين له الخطاء هذا من باب النصيحة ولا يتكلم عليه في المجالس وفي غيبته، يكون من الغيبة المحرمة. نعم اهـ نص الفتوى
ثانياً: قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شريط (نصيحة العباد لطلبة العلم اليمنيين) المدينة النبوية يوم الخميس 18/ 8/1423 هـ:
أما ما يتعلق بالحاضرين وما يكون في الوقت الحاضر ففي الحقيقة الآن الجرح والتعديل ما سمعنا به إلا قريباً يعني الاشتغال بالجرح والتعديل وأن المشتغلين بالعلم يُعمل على تجريحهم أو على تعديلهم وغالباً ما يكون التجريح بحيث يكون شخص من الأشخاص وجد منه خطأ فيكون شأنه أنه يُجرح ثم يُحذر منه وهذا في الحقيقة ليس بطريق صحيح وإنما الواجب? العدل والواجب هو الإنصاف وأن من أخطأ بخطأ يبين خطأه وإذا رجع عنه فلأمر كأن لم يكن ... وأما الاشتغال بالجرح والتعديل في هذا الزمان والاشتغال بأعراض الناس والكلام في الناس هذا يعود على صاحبه بالمضرة والإنسان بحاجة إلى حسناته .... اهـ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين