2 - [أبوصالح: وهو الشاهد من المشاركة] أن أحمد بن صالح وإن كان من كبار الحفّاظ إلا أن عنده شيء من التساهل، يعلم هذا من تتبع أقواله في الرجال،
وهذه بعض الأمثلة على تساهله:
(1) فقد قال عن يزيد بن أبي زياد: ثقة، لا يعجبني قول من تكلم فيه. ا.هـ من ((الثقات)) لابن شاهين ص256.
قلت: ويزيد لا يحتج به، وقد اختلط، وتكلم فيه جمهورٌ من الحفّاظ
(2) وقال عن عقبة بن عبدالله الأصم: ثقة. كما في ((الثقات)) لابن شاهين ص173.
وعقبة ضعيف مشهور الضعف، حتى قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة وقال عمور بن علي: كان ضعيفاً، واهي الحديث، ليس بالحافظ، ما سمعت به أحداً يحدث عنه إلا أبا قتيبة.
(3) وقال عن عبدالملك بن نافع ابن أخي القعقاع: لا يجوز أن يأتي إلى رجل مثل هذا، قد روى عنه الثقات فيضعفه بلا حجة، ولم يضعفه أحد. ا.هـ من ((الثقات)) للعجلي ص158
قلت: عبدالملك هذا مجهول، ضعيف، أتى بخبرٍ منكر، قال عنه البخاري: روى عن ابن عمر في النبيذ، لا يُتابع عليه. وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، لم يرو إلا حديثاً واحداً ... لا يُكتب حديثه، منكر الحديث. وقال ابن معين ضعيف، لا شيء. وقال الدارقطني: مجهول ضعيف.وقال النسائي: ليس بالمشهور، ولا يُحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته. بل ذُكر عن يحيى بن معين أنه قال عنه: كان خمارا.
(4) وقال عن عمر بن صبهان: ما علمت منه إلا خيراً، ثقة، ما رأيت أحداً يتكلم فيه ا. هـ من ((الثقات)) لابن شاهين ص137.
قلت: عمر واهي الحديث، تُكلم فيه الحفّاظ، حتى قال ابن معين: لا يسوى حديثه فلساً. وفي رواية عنه: ليس بذاك. وفي أخرى ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وفي موضع آخر: متروك الحديث. وقال أبوزرعة: ضعيف الحديث، واهي الحديث. وقال أبوحاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، متروك الحديث. وذكره ابن شاهين أيضاً في ((الضعفاء)) وقال: قال أبونعيم: كان ضعيفاً.
والأمثلة على تساهل أحمد بن صالح كثيرة، وكل الذين تقدموا هم أضعف من العمري بكثير، ومع ذلك وثقهم أحمد بن صالح أو قوّاهم، فلا يُستنكر أن يقول في العمري: ثقة، والله تعالى أعلم. اهـ
ص64 - 66 مقدمة (تعليقة على العلل لابن أبي حاتم) ابن عبدالهادي تحقيق: سامي بن محمد بن جادَ الله.
وفقكم الله وسدد أقوالكم وأفعالكم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[09 - 02 - 07, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النفائس
ورضى الله عن المحدث عبدالله السعد فلا يكاد عجبى ينقضى من خبرته بعلم الجرح والتعديل ومناهج علمائه
وهذا الذى قرره الشيخ كنت أشعر به عند تتبعى لكلام أحمد بن صالح رحمه الله
ولذلك قال ابن رجب فى شرح العلل
"وقد كان أحمد بن صالح المصري وغيره، لا يتركون إلا حديث من اجتمع على ترك حديثه، وحكي مثله عن النسائي."
وهذا مذهب متسع جدا
لكن هنا يرد خلاف الشريف حاتم وغيره فى عدم صحة وصف الترمذى وغيره بأنه متساهل بدعوى أن هذا ما أدى إليه اجتهاده من تصحيح الضعيف وتوثيق الليّن
وكم من ضعيف عند الجمهور وثقه ابن معين
لكن لعلّ هذا لا ينطبق على أحمد بن صالح للذى قاله ابن رجب فمنهج أحمد الذى يسير عليه واسع
والله أعلم
ـ[أنس صبري]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:04 م]ـ
يوجد فى الجامعة الإسلامية بالمدينة مخطوطة "منتقى من المنتخب من أحاديث أبى بكر الزهرى لمحمد بن يحى الذهلى مصور من الظاهرية"
وهناك جزء من الزهريات حققه الشيخ نبيل جرار فى مجموعة أجزاء حديثية
وجزء من الزهريات حققه العسيرى
وذكر الشيخ عبد الرحمن السديس فى مشاركة له أن المنتقى منه حقق فى مجلدين
فلا أدرى هل هى نفس القطعة الموجودة أم لا
من اطلع على هذه الكتب فليفدنا والله أعلم
أخي الكريم نعم هي نفس القطعة الموجودة باسم منتقى من المنتخب من أحاديث أبى بكر الزهرى لمحمد بن يحى الذهلى مصور من الظاهرية" حققت كرسالة ماجستير بعنوان الإمام محمد بن يحيى الذهلي والجزء المنتقى من زهرياته وطبعت ضمن مطبوعات جامعة أم القرى أو الجامعة الإسلامية كما أذكر وهي عندي ولكن طال العهد بها منذ سبع سنوات واصبحت في غير متناول يدي
ـ[أبوصالح]ــــــــ[12 - 02 - 07, 04:21 م]ـ
"وقد كان أحمد بن صالح المصري وغيره، لا يتركون إلا حديث من اجتمع على ترك حديثه، وحكي مثله عن النسائي."
وهذا مذهب متسع جدا
غفر الله لك أخي الفاضل أمجد وبارك فيك ..
نعم مثل ما ذكرت فالشيخ المحدّث أبي عبدالرحمن عبدالله السعد منارةٌ من منارات الحديث والعلل والجرح والتعديل، واسأل الله أن يبارك في عمره.
عوداً إلى الموضوع
أقول مذاكرة:
نعم صدقت ..
لكن أن يقول الحافظ أحمد بن صالح المصري .. فلان ثقة أقل اتساعاً من أن يقول (لا يترك) فيه حديث فلان.
فمثلاً:
في المعرفة والتاريخ:
قال يعقوب الفسوي:
قال: وسمعت أحمد بن صالح وذكر مسلمة بن علي. قال: لا يُترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه. قد يقال فلان ضعيف. قال: فأما أن نقول فلان متروك فلا إلا أن يجتمع الجميع على ترك حديثه. ا.هـ
فهنا بحث!
معنى الترك عند الحافظ أحمد بن صالح المصري، هل يعني به ترك الاحتجاج أو ترك الرواية؟!
الذي يظهر أنّه يُنظر في أحكام الحافظ أحمد بن صالح: هل هو لا يروي إلاّ عن ثقة (1)
أم يروي عن الثقة وخفيف الضبط ومن به ضعف (2) .. [وهنا الاتساع الآخر]
في (1) هذه الحالة عندما يقول أترك حديث فلان = أي أترك الاحتجاج بحديث فلان.
في (2) عندما يقول أترك حديث فلان = أي أترك الاحتجاج به والاعتبار به.
أمّا إذا كان الإمام لا يروي إلا عن ثقة = هذا دليلٌ على أن الراوي لا يلزم إلا أن يكون خفيف الضبط أو شديد الضعف.
فإذا كان الإمام يروي عن الثقة والضعيف = كان معنى الترك عنده أنه ترك شديد الضعف.
ومن هنا نفهم معنى الترك عند يحيى بن سعيد وابن مهدي ونفهم معنى ترك عند أحمد بن صالح المصري والثوري.
في هذا الشريط فائدة:
وهو السادس من تعليقات الشيخ حاتم العوني على شرح علل الترمذي.
ش6 ( http://www.ahlalhdeeth.net/kalel/alshrif6.rm)
د 31
--
سؤال على الهامش:
هل يوجد المعرفة والتاريخ موافق للمطبوع
¥