ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 12:57 ص]ـ
شكر الله لكم فضيلة الأخ محمد المبارك ..
وقد تنبهت لهذه الملاحظة الطيبة التي تفضلتم بذكرها .. وقصدتها عمدا لمغزى ..
فالمعنى الذي أردته: أن الشرح مختصر .. لكنه مع ذلك غني بالعلم .. فكان جماع ذلك: قطرات .. ولكن سخية ..
.. وما قلتموه صحيح أيضا .. والأمر واسع إن شاء الله
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 10:30 م]ـ
والحَسَنُ المعروفُ طرْقا وَغَدَتْ ... رجالُهُ لا كالصحيح ِ اشتَهَرَتْ
الحديث الحسن .. لم يكن معروفا بهذا الاسم عند المتقدمين .. وأول من نص عليه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى (وهو من المتقدمين .. ولكني قصدت بالأولى النسبيّة)
ولهذا قد يقول الإمام أحمد عن الحديث: ضعيف .. ولا يعني به الضعف الذي يُرد به الحديث .. ولكن يكون في منزلة .. بين الصحة والضعف ..
وهو ما يعبر عنه بالحسن
.. فينبغي التنبه لهذا ..
ولهذا اختلفت أقوال العلماء في حدّه جدا .. .. حتى قال الإمام الذهبي:" ثم لا تظن أن للحديث الحسن قاعدة يندرج، أو لا تطمع بأن للحديث الحسن قاعدة تندرج تحتها كل الأحاديث الحسان، فإني على إياس من ذلك "! .. وليس معنى يأسه الزهد في بيان درجة حديث ما بأنه حسن .. بل مقصوده أن حدّه .. مما لا ينبغي أن يجزم فيه بتعريف واحد ..
وسبب الصعوبة .. أنه بين الصحة والضعف .. فقد يجتهد العالم في الحكم على حديث .. ويراه إلى الصحة أقرب .. فيكون حسنا
ويراه آخر إلى الضعف أقرب .. فيكون ضعيفا
ونظير ذلك .. أنك لو عرفت شخصا له خلال حميدة .. وله مع هذا صفات ذميمة .. فإذا ذكرت سماته الطيبة .. حكمت عليه بأنه طيب صالح .. وإذا ذكرت مساوئه .. تراءى لك أنه سيء .. فتقع في حيرة في الترجيح ..
ويفهم من كلام الترمذي نفسه أن الحسن عنده: هو الحديث الضعيف القابل للانجبار إذا تعددت طرقه (تأمل جيدا) .. فليس كل ما تعددت طرقه يرقى إلى الحسن أو الصحة (وهو مما يؤخذ على كثير من المتساهلين في التصحيح)
وهذا التعريف .. هو ما اصطلح عليه العلماء بأنه: الحسن لغيره .. (انتبه)
أما الخطابي رحمه الله تعالى وغيره فلعل الحسن عنده كما فهم من قوله "ما عرف مخرجه واشتهر رجاله":هو نفس تعريف الصحيح إلا الضبط فيقيد بأنه ما يرويه خفيف الضبط
وهذا ما اصطلح عليه العلماء:الحسن لذاته (احفظ)
وهذا التعريف هو الأشهر .. والمعتمد إذا أطلق .. أما لو أردنا بالحسن الضعيف الذي تعددت طرقه .. فنذكره بالقيد بأن نقول: الحسن لغيره
ولعله يجوز أن يقال في تعريفه العام (وهو اجتهاد شخصي من العبد الفقير إلى ربه)
هو الذي درجة قوته بين الصحيح المقبول والضعيف المردود .. مع كونه إلى الصحة أقرب لقرائن .. فيلحق إذن بالصحيح من حيث الاحتجاج به والعمل
والله أعلم
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 10:34 م]ـ
قول المصنف: والحسن المعروف طرقا وغدت ..
إن قال المعروف بالضعف .. فهو الضعيف .. وإن قال المعروف بالصحة .. فهو الصحيح ..
ولذلك قال "المعروف" ولم يقيدها بصحة أو ضعف ثم قال: رجاله لا كالصحيح اشتهرت .. فرتبتهم أو بعضهم .. أقل من رتبة رجال الصحيح في الضبط وإن كانوا أقوى من الضعفاء ..
أو كانوا كلهم ضعفاء من حيث الضبط .. مع كونهم كثرة ينجبر بمجموعهم هذا الضعف
وقد سكّن المؤلف الراء في قوله"طرْقا" .. مراعاة للوزن الشعري .. والطريق تذكر وتؤنث ..
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[09 - 12 - 06, 11:42 م]ـ
اللهم بارك الشيخ أبو القاسم المقدسي شروحات وطلبة (أبسط عم) ####
حُرِّر من قبل المشرف.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 01:04 ص]ـ
ولك بالمثل أخي ..
غير أني لم أفهم معنى قولك: "أبسط عم"؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 08:40 ص]ـ
لم أفهم كلمة "أبسط يا عم" .. لأنك كتبتها بهمزة القطع .. وحقها همزة الوصل ..
ولأنها بالعاميّة ..
وليس هناك ما "يبسطني" .. سوى أن يستفيد أي أخ ..
والله المأمول أن يفيد من هذا الشرح .. من شاء من عباده
قال إبراهيم بن أدهم: ما كان لله يبقى ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 12 - 06, 10:18 ص]ـ
يرويهِ عدلٌ ضابطٌ عن مثلِهِ ... معتمَدٍ في ضبطِه ونقلِهِ
" معتمدٍ " أليس الصحيح: " معتمدٌ " على أنه تفسير للعدل الضابط؟ لأننا لو جعلناها نعتا لـ " مثله " لا يستقيم ذلك عربيةً كما لا يخفى!!
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 10:29 ص]ـ
أرجو ألا يكون هدف الإخوة التقاط الأخطاء في المقام الأول .. وإنما أقول ذلك .. لأنك جزمت .. ودعمت ردك بعلمات تعجب ..
فأقول وبالله التوفيق:
قولك يا أخي:لا يستقيم عربية .. لا دليل عليه ..
وفي قراءات القرآن من الوجوه الجائزة ما يشبه ذلك .. كقوله تعالى"تبارك وجه ربك ذو الجلال والإكرام" .. وفي قراءة صحيحة"ذي الجلال والإكرام"
فالمعنى:يرويه ثقةٌ عن ثقةٍ مثلِه معتمدٍ .. بل هذا أقرب وألطف سماعا ..
وفي أسوأ الأحوال .. فهو جائز قطعا ..
¥