تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ.

أخرجه الإمامُ أحمدُ (2/ 309) بهذا اللفظ، والنسائي في " الكبرى " (10118) مختصراً.

وقد ذُكر أثرٌ عن علي بنِ أبي طالبٍ:

عن كميل بن زياد قال: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبّانة، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك:

الناس ثلاثة: فعالمٌ رباني، ومتعلمٌ على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو بالإنفاق والمال تنقصه النفقة، ومحبة العلم دين يدان به، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة؛ هاه هاه إن ههنا – وأشار بيده إلى صدره – علما لو أصبت له حملة، بل أصبته لَقِنَا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في أحِنّائه، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والإدخار، فهؤلاء ليسوا من دعاة الدين، أقرب شبها بهم الأنعام السائبة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى، لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده، ودعاته إلى دينه، هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم.

أخرجهُ أبو نعيم في " الحلية " (1/ 79 - 80)، والخطيبُ البغدادي في " الفقيه والمتفقه (1/ 182 - 183 رقم 176)، والمزي في " تهذيب الكمال " (24/ 220).

وقد حكم بضعفهِ محقق كتابِ " الفقيه والمتفقه " (1/ 183) فقال: " إسنادهُ ضعيفٌ؛ علتهُ أبو حمزة الثمالي، واسمه: ثابتُ بنُ أبي صفية. قال أحمدُ بنُ حنبل: " ضعيف الحديث ليس بشيء ". وضعفه أبو زرعة، وابنُ معين، وأبو حاتم، والجوزقاني، وقال ابنُ عدي: " ضعفه بين ". وفي الإسنادِ أيضاً: عبد الرحمن بن جندب الفزاري، قال في " لسان الميزان (3/ 408): " مجهول ".ا. هـ.

وعلى الرغم من ضعفه فقد اهتم ابن القيم بشرح هذا الأثر في كتابه " مفتاح دار السعادة " (1/ 403)، وابنُ رجب الحنبلي في رسالته " كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة ".

فهذه ترجمةٌ مختصرةٌ عن كُمَيْلِ بنِ زياد من خلالِ كتب أهلِ السنةِ، فهو ثقةٌ عند أهلِ السنةِ إلا فيما يرويهِ عن علي بن أبي طالب كما صرح بذلك ابنُ حبان، فتتقى روايتهُ عنه؛ واللهُ أعلم.

الوقفةُ الثانيةُ: منزلةُ دعاءِ كُمَيْل عند الرافضةِ:

إن دعاءَ كميل بنِ زياد له منزلةٌ عظيمةٌ جداً عند الرافضةِ، ويثنون عليه كثيراً، بل شرحهُ بعضهم وكأنهُ يشرحُ حديثاً من أحاديثِ النبي صلى الله عليه وسلم!!! وبعضُ القنواتِ المعاصرةِ مثل قناة المنار الرافضية تجعله افتتاحيةً لبرامجها، وموجودٌ أيضاً في بعضِ المواقعِ على شكل ملفاتٍ صوتيةٍ.

ولمعرفةِ منزلتهِ عندهم يقول القُمِّيُ في " مفاتيح الجِنان ": و هو من الدَّعوات المعروفة، قال العلامة المجلسي: إنّه أفضلُ الأدعيةِ، و هو دُعاءُ خضر، و قد علّمه أميرُ المؤمنين كميلاً، و هو من خواصّ أصحابه. و يُدعى به في ليلة النّصف مِن شعبان، و ليلة الجمعة. و يُجْدي في كفاية شرّ الأعداء، و في فتح باب الرّزق، و في غفران الذّنوب. و قد رواه الشّيخ و السيّد كلاهما.ا. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير