مصطلح جوّده فلان، مصطلح محايد، وهذا يلاحظ من فعل أئمة النقد، ولايقصدون به ترجيج رواية على أخرى، وإنما التنبيه على وجود اختلاف فيها، والدليل في أسئلة ابن أبي حاتم لأبيه، فيقول أحيانا أبو حاتم: جوده فلان. فيعقبه ابن أبي حاتم بقوله: أيهما أحفظ؟ فهذا دليل على عدم الترجيح ابتداء. ويراجع كذلك بحث الدكتور ياسر الشمالي في التجويد، منشور في الجامعة الأردنية.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[17 - 10 - 07, 01:31 م]ـ
الأستاذ (شكر أبو علي): هل طبعت رسالة الدكتوراه التي ذكرتها؟ وأي دار طبعتها؟ فإن لم يكن: فما السبيل للوصول إليها؟
وثانياً: فإن قولك عن (جوده) إنه اصطلاح محايد هو كلام يستقيم في كثير من الأمثلة-وهي أحد الاستخدامات لهذا المصطلح-، ولكن تبقى هناك أمثلة في كلامهم تدل على أنهم قصدوا بيان كون الراوي المجوّد كان أحفظ من غيره وأضبط لسياق الرواية.
مثال ذلك قول الإمام البخاري عن حديث كبشة بنت كعب عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه في الهرة وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إنها ليست بنجس .. ) الحديث، فقد قال البخاري عن سياق الإمام مالك وروايته للحديث: (جوَّد مالك بن أنس هذا الحديث، وروايته أصح من رواية غيره).وبالتأمل في قول الإمام البخاري: (جوَّد مالك بن أنس هذا الحديث، وروايته أصح من رواية غيره) نجد أن الإمام مالك حفظ الحديث على وجهه فلم يسقط من رواته أحداً، وضبط أسماء رواته وميَّزهم؛ إذ سمى من كناه غيره وهي حميدة بنت عبيد، وكبشة بنت كعب بن مالك، ونسب كلاً منهما، فقال: (عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة أن أبا قتادة دخل عليها .. ) فكان هذا الحفظ والضبط للحديث إسناداً ومتناً هو الذي عبر عنه البخاري –والله أعلم- بقوله: (جود مالك بن أنس هذا الحديث).
قال الترمذي في بيان هذا المعنى بعبارة أوضح في الدلالة على المقصود: (وقد جَوَّدَ مَالِكٌ هذا الحديث عن إسحاق بن عبد اللَّهِ بن أبي طَلْحَةَ ولم يَأْتِ بِهِ أَحَدٌ أَتَمَّ من مَالِكٍ)، وقال ابن عبد البر: (حديث مالك وهو أصح الناس له نقلا عن أسحاق .. ) وقال: (فمالك ومن تابعه قد أقام إسناده وجوده).
ويمكن أن يكون هذا أيضا راجع -كما سبق- إلى معنى الزيادة، لأن أثر هذا الضبط والحفظ هو ذكر مالم يذكره الغير، والعلم عند الله تعالى.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:22 م]ـ
لم تجبني أخي: شكر أبو علي .. كيف يمكن الحصول على رسالة الشيخ ياسر الشمالي التي ذكرتها أنت تكرماً؟؟ وهل يمكن التكرّم بإرسالها عبر البريد الالكتروني مثلاً أو غيره؟؟
ـ[شكر أبو علي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:15 ص]ـ
أخي الزيات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، البحث المشار إليه في التجويد لأستاذنا الدكتور الشمالي ليس رسالة دكتوراه، وإنما هو بحث محكّم منشور في مجلة الدراسات في الجامعة الأردنية، وهو عندي تصويرا،،، وبارك الله فيك.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[22 - 10 - 07, 12:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكراً لك أخي شكر أبو علي على التلطف بالرد ..
ولكن أنا بحاجة ماسة لهذه الرسالة، وقد بحثت في الشبكة عن مجلة للجامعة الأردنية يمكن أن أجد فيها هذا البحث منشوراً عبر الشبكة .. ولكن -مع الأسف-لم أوفق للوقوف على بحث للشيخ الشمالي بهذا العنوان ..
والسؤال: هل من طريق للحصول على هذا البحث، بمعنى= هل يملك الشيخ الشمالي نسخة على ملف وورد؛ فتقوم أنت مشكوراً بتنزيلها عبر هذا المنتدى المبارك، أو تتكرم بإرسالها على بريدي مثلاً إن أمكنك ذلك؟
فإن لم يكن: فهل يمكن أن نتراسل عبر البريد العادي لكي أحصل على نسخة منه؟
ـ[شكر أبو علي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 02:18 م]ـ
الأخ الزيات سأبحث لك عن نسختي المصورة في مكتبتي وأرسلها لك، ولكن انتظر عليّ قليلا،،،وبارك الله فيك.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 10 - 07, 03:30 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما قولهم حديث مجود فقد تتابعت كتب العلماء الذين كتبو فى مصطلح الحديث من المتأخرين أن الحديث المجود يشمل الصحيح والحسن
وفى هذا ينقل القاسمي عليه رحمة الله فى قواعد التحديث هذا القول فيقول
23 - بيان ألقاب للحديث نشمل الصحيح والحسن وهي الجيد والقوى والصالح والمعروف والمحفوظ والمجود والثابت والمقبول
((هذه الألفاظ مستعملة عند أهل الحديث في الخبر المقبول والفرق بينها أن الجودة قد يعبر بها عن الصحة فيتساوى حينئذ الجيد والصحيح إلا أن المحقق منهم لا يعدل عن الصحيح إلى جيد إلا لنكتة كأن يرتقى الحديث عنده عن الحسن لذاته ويتردد في بلوغه الصحيح فالوصف به حينئذ أنزل رتبة من الوصف بصحيح وكذا القوى وأما الصالح فيشمل الصحيح والحسن لصلاحيتهما للاحتجاج ويستعمل أيضاً في ضعيف يصلح للاعتبار وسيأتي إن شاء الله معنى الاعتبار في تنبيه على حدة قبل بحث الأنواع التي تختص بالضعيف وأما المعروف فهو مقابل المنكر والمحفوظ مقابل الشاذ وسيأتي بيان ذلك ((والمجود والثابت يشملان الصحيح والحسن)) كذا في التدريب وقد عرف الحافظ ابن حجر المقبول في شرح النخبة بالذي يجب العمل به عند الجمهور والمراد بالذي لم يرجح صدق المخبر به
¥