تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنهج المحدثين النقاد، ويحدد منهج الفقهاء بأنه النظر في عدالة الرواة واتصال السند والتصحيح والتضعيف على ضوء ذلك لكنه ذكر طائفة ثانية من الأقوال وعقب عليها بأن مما تفيده: أن المتقدمين هم النقاد، وأن المتأخرين هم: الفقهاء وعلماء الكلام والأصول ومن تبعهم في النهج من أهل الحديث دون النظر إلى الفصل الزمني في التفريق (ص:29) وصرح في هذا الموضع أيضاً بما يدل على إدخاله المعاصرين في مصطلح المتأخرين.

ثم ذكر طائفة ثالثة من القوال وعقب عليها بقوله: إن مصطلح المتأخرين هنا يشمل جميع علماء الطوائف الثلاث: أئمة الفقه وأئمة الأصول والكلام، وأهل الحديث.

وأدخل في مصطلح المتاخرين هنا كلا من البيقهي والخطيب البغدادي (ص:32).

أما الطائفة الرابعة من القوال التي ذكرها بعد ذلك فعقب عليها بقوله (ص:35) في ضوء ماتقدم من النصوص نستطيع أن نلخص أن الحد الفاصل بين المتقدمين والمتاخرين هو سنة 500هـ، ثم يقول: وان البيقهي هو خاتمة المتقدمين.

ثم ذكر أن قائمة المتأخرين حتى السيوطي المتوفي سنة 911هـ تضم أهل الحديث وأهل الفقه وأهل الأصول وعدد من أهل هذه القائمة ابن المرابط والقاضي وعياض المغربين وابن تيمية وابن كثير وعبد الغني المقدسي وابن الصلاح والذهبي وابن الحاجب والنووي وابن عبدالهادي والضياء المقدسي- صاحب المختارة- وابن القطان الفاسي والمنذري والدمياطي وتقي الدين السبكي وابن دقيق العبد والمزي وابن حجر العسقلاني.

ثم إنه يعود مرة خامسة (ص:35 - 36) فيذكر أن العوامل التاريخية أدت إلى وقوع تباين منهجي بين المتقدمين والمتأخرين بحيث اقتضت أن نقسمها مرحلتين:-

الأولى: يمكن تسميتها بمرحلة الرواية- وتمتد من عصر الصحابة إلى نهاية القرن الخامس الهجري على وجه التقريب ... ثم يقول:

وأما المرحلة الثانية فيمكن تسميتها بمرحلة ما بعد الرواية، وذكر عنها نحواً مما ذكره عنها في كتاب النظرات كما تقدم ذكر ملامحه فيما سبق.

5 - أما تلمذي النجيب وأخي الفاضل الشيخ عبدالله السعد فذكر أنه لا فرق بين: أن يقال: مذهب أو منهج المتقدمين، وأن يقال: مذهب أو مناهج أهل الحديث أو أئمة الحديث، أو المحدثين (ص:9 - 10) ولا يخفى على فطنته أنه عند التأمل نجد فرقاً ظاهراً لا سيما في مجال تميز المناهج وأصحابها، لأجل الأخذ والإستفادة، أو الرد، فإذا قلنا إنه لا فرق بين مفهوم كلمة «المتقدمين» ومفهوم كلمة «أهل الحديث» ومفهوم كلمة «أئمة الحديث» دخل في المتقدمين على هذا أمثال الحافظ العراقي (ت 806 هـ) والحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) والحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة 852هـ وأمثالهم.

في حين نجد الشيخ السعد- حفظه الله- يذكر الحافظ ابن كثير (ت 774هـ) أنموذجاً للمتأخرين الذين يستفاد منهم ويؤخذ بكلامهم.

ثم يذكر فضيلته أن أهل العلم المتقدمين ليس لهم منهج واحد في الصناعة الحديثية، بل هم على مناهج متعددة، فلا بد من معرفة طريقتهم ثم السير عليها.

6 - وأما تلمذي وأخي الفاضل النجيب الدكتور تركي الغميز فقد وقعت له على ورقة عمل مفيدة، ومما ذكره فيها أن المتقدمين هم أئمة الحديث في عصور الإزدهار، ومثل بجماعة، أولهم شعبة، وأخرهم النسائي (ت 303هـ).

وذكر أنهم كانوا على نهج واحد، وطريق متحد في عمومه في الأصول العامة التي يسيرون عليها، وإنما ينتج الإختلاف في التطبيقات الجزئية، بحسب تفاوت الإطلاع، والفهم والتشدد والتسامح، دون الخروج عن الأصل العام الذي يسيرون عليه.

أقول: وبهذا التوجيه لم يحتج إلى إخراج من أخرجهم سابقة لأجل التساهل في التصحيح كما مر.

7 - النتيجة: مما يتضح أن هؤلاء الإخوة الأفاضل قد تنوعت أقوالهم وضوابطهم في تحديد مقصودهم بالمتقدمين والمتأخرين، بل نجد أن فضيلة الدكتور المليباري تعدد قوله من بحث إلى آخر.

كما نجد كلامهم إختلافاً في كون المتقدمين لهم منهج واحد مع الإختلاف في التطبيق، أو أن كل واحد منهم منهجاً خاصاً به تقعيداً وتطبيقاً.

هذا مع اتفاق جميعهم في الجملة على إطلاق القول بوجود تباين منهجي، وخلاف جوهري بين النتقدمين والمتأخرين.

8 - والذي يسمح به المقام الآن حيال ما اطلعت عليه في هذا الموضوع ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير