تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبي رباح وليس من عطاء الخرساني، فنستدل بذلك على أن هذه الرواية عند البخاري إنما هي عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، وإسنادها متصل في غاية الصحة، وابن حجر رحمه الله حينما عرض لهذه المسألة قال وهي عندي -يعني هذه المسألة- عن عطاء الخرساني وعن عطاء ابن أبي رباح جميعا؛ لأن البخاري رحمه الله مشترط في صحيحه أن لا يروي الحديث إلا إذا كان متصلا، وهو لا يخفى عليه أن ابن جريج يروي عن عطاء الخرساني بانقطاع، وأن عطاء الخرساني راويته عن ابن عباس [منقطعة] لا يخفى عنه ذلك؛ لأنه من مشاهير العلم، ولأنه لم يروِ بهذه الترجمة مما يظن أنه عن عطاء الخرساني لم يروِ إلا حديثين، فهو رواها مسندة متصلة، فمن نازع في صحتها ينازع البخاري رحمه الله في تصحيحه له هذا واحد.

الثاني أن عطاء في الرواية هو عطاء ابن أبي رباح ولو كان روي في تفسير عبد الرزاق وتفسير ابن جريج التصريح بأنه عطاء الخرساني فإنّ ابن جريج قد يسمع من هذا وهذا، يعني قد يأخذ من هذا وهذا؛ قد يأخذ من عطاء بن أبي رباح، وقد يأخذ بواسطة عن عطاء الخرساني فهذا محتمل, وتغليط البخاري رحمه الله في تصحيحه للحديث هذا غير وارد.

الثالث أن الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الأحاديث، وإنما هم من المتأخرين، والمتقدمون من أهل الحديث أدرى بالبيت؛ لأن فهمهم بالعلل أعظم من فهم من بعدهم.

فنخلص من ذلك إلى أن رواية ابن عباس هذه هي الأصل في هذا الباب، وأنّ ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أنها أسماء رجال صالحين صارت في العرب، وأن أولئك لم يعبدوها أول الأمر وإنما آتاهم الشيطان فمثّل لهم -كما ذكرتُ لكم- مثّل لهم صورا فلما تمسخ العلم وفي رواية فلما نسي العلم عبدت يعني لما نسي التوحيد وتمسخ العلم ورثها أناس لم يعرفوا حقيقة الأمر فعبدت، يدل على ذلك أن ودّا وسواع ويغوث ويعوق ونسرا هذه صارت في العرب معروفة وأبيات الشعر التي حفظت في ذلك عن العرب في ذكر هذه الأصنام مشهورة، الله جل وعلا ذكرها عن قوم نوح وهي موجودة العرب بهذه الأسماء والأشعار بها محفوظة، ويؤيد ذلك أيضا أنها في العرب أن العرب فيهم التعبيد لهذه الآلهة، فيهم من اسمه عبد ودّ، وفيهم من اسمه عبد يغوث، وفيهم من اسمه عبد نسر وهكذا، فالتعبيد لها يدل على أنها موجودة في العرب، وهي موجودة في قوم نوح بنص القرآن، فلما كان كذلك صارت هذه الرواية متفقة مع ظاهر القرآن، ومتفقة مع واقع العرب المعروف الذي حفظ، فمن طعن فيها فإنما هو من جهة عدم استيعابه للمسألة.

قلت: و قول ابن حجر المشار إليه في كلامه هو مذكور في مشاركة الأخ أبي بكر بن عبد الوهاب التي يشير إليها الرابط و هو قوله" لكن الذي قوي عندي أن هذا الحديث بخصوصه عند ابن جريج عن عطاء الخراساني وعن عطاء بن أبي رباح جميعا، ولا يلزم من امتناع عطاء بن أبي رباح من التحديث بالتفسير أن لا يحدث بهذا الحديث في باب آخر من الأبواب أو في المذاكرة , وإلا فكيف يخفي على البخاري ذلك مع تشدده ما شرط الاتصال واعتماده غالبا في العلل على علي بن المديني شيخه وهو الذي نبه على هذه القصة.

ومما يؤيد ذلك أنه لم يكثر من تخريج هذه النسخة وإنما ذكر بهذا الإسناد موضعين هذا وآخر في النكاح , ولو كان خفي عليه لاستكثر من إخراجها لأن ظاهرها أنها على شرطه.

فلعل أخي الذي فرق بين ما قرره الشيخ من علم التقدمين و بين المثال أن يتأمل هذا، و الشيخ حفظه الله معروف بكثرة إجازاته الحديثية و بتقعيده العلمي بارك الله في عمره.

نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل و أن يعلمنا ما ينفعنا.

ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:15 م]ـ

المتقدمين أنفسهم إختلفوا

في إعلال بعض الأحاديث من نفي العلة عنها

هذا أولا

ثانيا: رائحة التفريق بين المنهجين بادية للعيان و الشيخ صالح آل الشيخ ليس على هذا المنهج

ثالثا: ليس هناك فرق بين المتقدمين و المتأخرين في المنهج و هذا واضح بل كلام الشيخ صالح أن المتقدمين أعلم لا أن منهجهم أفضل لأنه لا فرق بين المنهجين

رابعا: منهج المتأخرين هو إعمال قواعد المتقدمين كمنهج في التصحيح و التضعيف و التحسين

خامسا: كان الإمام الألباني رحمه الله - و يطيب لي كثيرا أن أسميه دارقطني العصر - كثيرا ما يردد عبارة * كم ترك الأول للآخر *

سادسا: دعوى الإكتفاء بأحكام المتقدمين على الأحاديث و عدم إعادة النظر فيها كدعوى الجمود على المذاهب الفقهية و التعصب لها سواءا بسواء.

سابعا: لعل الناظر المدقق في كلام المتأخرين و المتقدمين لا يكاد يجد حديثنا مما إعترض عليه الأقدمون و خالفهم المتأخرون إلا و كان للمتأخرين سلفٌ من المتقدمين.

ثامنا: هل إختلف المتقدمون أم إتفقوا؟ إن إتفقوا على جميع الأحاديث و لم يختلفوا فيها أبدا قلنا لم يجز الخروج عليهم و إحداث خلاف قولهم لأنه من مخالفة إجماع الأمة , و إجماع الأمة معصوم.

و إن كان الجواب بأنهم إختلفوا فهنا نقول: ما لكم ترضون منهم الإختلاف و تحرمون على الغير

تاسعاً: إلى أي سنة يقف تصنيفنا للمتقدمين , و ما دليلكم على هذا؟.

و الله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير