الشاذكوني إنما هو " سليمان بن داود " لا " داود بن سليمان "
ثم إن آفته لم تكن شرب الخمر (وإن حكى ابن المديني: أنه أتى به سكرانا)
وقد ضعفه الأئمة لغير هذا السبب
الإمام أحمد و يحيي بن معين والبخاري وأبو حاتم والنسائي وغيرهم
قال ابن معين: جربت على سليمان الشاذكوني الكذب
وقال النسائي: ليس بثقة
وقال أحمد: جالس الشاذكوني حماد بن زيد وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع فما نفعه الله بواحد منهم
وقيل: كان يتعاطى المسكر ويتماجن
وقال البخاري: هو أضعف عندي من كل ضعيف
وقال أبو حاتم: متروك الحديث [وترك حديثه ولم يحدث عنه]
وقال صالح بن محمد الحافظ: ما رأيت أحفظ من الشاذكوني وكان يكذب في الحديث
وقال جزرة: ما رأيت أحفظ منه إلا أنه يكذب في الحديث
كان يحيى بن سعيد يسمى الشاذكوني الخائب
وكتب عنه أبو زرعة ثم ترك الرواية عنه
وإن كان ابن حبان ذكره في " الثقات " 8/ 279
إلا أنه غمزه فقال:
سليمان بن داود الشاذكوني أبو أيوب المنقري يروى عن أهل العراق وكان يحفظ حتى ذكر في الحفاظ إلا أنه لم يصف نفسه حتى يرد في القلوب ثنا عنه أبو يعلى وغيره من شيوخنا ونحن نسأل الله تعالى جميل الستر بمنة وفضله
راجع ترجمته [المغنى في الضعفاء (1/ 279) - الميزان (3/ 291)
اللسان (3/ 84) الضعفاء الكبير (2/ 128) الجرح والتعديل (4/ 114) وغيرها
ـــــــــــــــــــــ
أحبابي رواد هذا الملتقى الخير: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في جهودكم الطيبة،وجزاكم الله عنا كل خير. لدي سؤال يتعلق بسوء حفظ الراوي وأثره على مروياته،وكيف نستدل على سوء حفظه،فهل من أبحاث مستقلة،أو كتابات حول هذا الموضوع.
أفيدون مشكورة جهودكم،والدال على الخير كفاعله.
الحبيب / حبيب الدين " وفقك الله "
أثر سوء الحفظ على الراوي هو رد روايته ودخوله في باب من لا تقبل روايته
أما كيف نستدل ...... ؟
فصوابها: وكيف استدلوا على أنه " سيئ الحفظ " ...... ؟
فأين زمن الرواية وأين مثل الدارقطني .... وأصحاب العلل " اللهم عوضنا خيرا "
إذ الأمر قائم على النقل لأئمة الجرح والتعديل قولهم في الراوي
ولهم في ذلك طرق عدة في الخروج بالحكم على الراوي بأنه سيئ الحفظ
من أهمها سبر مروياته والإخبار أنه يخالف الثقات أو يقلب الأسانيد أو نحو ذلك
مع الكشف عن باعث ذلك من حال الراوي في نفسه أنه اختلط أو تغير بآخره ......... أو نحوها
وفي كتب العلل وتراجم الرواة كشف لذلك متى أردت مثالا
فخذ ابن لهيعة مثلا ثم انظر أقوالهم فيه
هذا على قدر همتك وقدر سؤالك وأنا معك " إن شاء الله" في هذا المبحث مستفيدا منك ومشاركا لك]
أما إن أعياك ذلك فابدأ بصغار العلم قبل كباره
وهناك مبحث " لسان المحدثين " لأخينا الشيخ محمد خلف سلامة " نفع الله به"
مبحث [نافع جدا] وجدير أن تنتفع بمجمله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=105131
وهذا جزء من مقالته فيه بخصوص هذا الشأن
قال (محمد):
سيء الحفظ:
سوء الحفظ هو أن يكون الراوي لا يحسن حفظ ما يسمعه من مروياتٍ، فيكثر خطؤه فيما يحدث به من حفظه، إلا إذا كان يحدث من كتابه، وكان كتابه صحيحاً.
وإذا أطلق النقاد هذه اللفظة (سيء الحفظ) في راو فهم إنما يريدون أنه يحدث من حفظه وهو حفظ سيء؛ وأما من كان يحدث من كتابه فلا معنى لوصفه بسوء الحفظ وإن كان حفظه سيئاً؛ بل إن وصفه بذلك مع الاقتصار عليه وعدم البيان لكيفية أدائه وأنه يحدث من كتابه: يوهم أنه يحدث من حفظه السيء؛ ولهذا لا ينبغي أن يوصف به إلا مع البيان والتقييد؛ قال المعلمي في قسم التراجم من (التنكيل)، في ترجمة جرير بن عبد الحميد: (فإن قيل فإنه يؤخذ من كلامهم أنه لم يكن يحفظ وإنما اعتماده على كتبه، قلت: هذا لا يعطي ما زعمه الأستاذ "أنه كان سيئ الحفظ "، فان هذه الكلمة إنما تطلق في صدد القدح فيمن لا يكون جيد الحفظ ومع ذلك يحدث من حفظة فيخطئ، فأما من لا يحدث من حفظه إلا بما أجاد حفظه كجرير فلا معنى للقدح فيه بأنه لم يكن جيد الحفظ). انتهى كلام المعلمي.
وهذه العبارة (سيء الحفظ) يصف بها بعض النقاد من هو ضعيف عندهم، وهم الأغلب؛ ويصف بها آخرون من هو لين الحديث صالح للاعتبار، وقد ترد في وصف من يُترك؛ قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (2/ 272) (980): (سمعت أبي وسألته عن أبي الربيع السمان، فقال: ضعيف الحديث منكر الحديث سيء الحفظ، يروى المناكير عن الثقات).
ويدل على سوء حفظ الراوي كثرة مخالفته للثقات، وهو الشذوذ، أو كثرة مخالفته لنفسه، وهو الاضطراب، أو كثرة انفراده عن الثقات المشاهير بالغرائب التي لا تحتمل من مثله، مع ثبوت عدالته في نفسه
هذا ما كان ظهر لي من معنى هذه العبارة وبعض ما يتعلق بها، ثم وقفت على كلام صاحب (تحرير علوم الحديث) فيها، فدونك ما قاله في شرح معناها عند النقاد (1/ 602 - 603):
(عبارة صريحة التعلُّق بحديث الراوي، وليست كثيرةَ الورود في كلام المتقدِّمين مطلقةً دون وصف آخر، وإنما كان أكثرُ ما ترد عنهم مقرونةً بوصف آخر، كالقول: (صدوق سيء الحفظ)، و (سيء الحفظ كثير الوهم)، أو (كثير الغلط)، أو (كثير الخطأ)، وما في معناها، أو (مضطرب الحديث)، وغير ذلك.
وإنما جاءت مطلقةً في الراوي بعد الراوي، وقعت في كلام أحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وأبي بكر البزار، والدارقطني، وكثر استعمالها بإطلاقٍ في كلام المتأخرين.
ويندر أن تجدها تستعمل فيمن بلغ به سوءُ الحفظ إلى حدِّ الترك.
كما وقع فيما حكاه عمرو بن علي الفلاَّسُ عن يحيى بن سعيد القطان في عيسى بن أبي عيسى الحَنَّاط، وهو متروك الحديث، قال: " كان سيء الحفظ "
وكما قال عمرو بن علي في عبيدة بن معتب الضبي: " سيء الحفظ متروك الحديث "
قلت: وهو متروك عند جماعة من النقاد، ضعيف لا يبلغ الترك عند آخرين.
وقالوا في جماعة: (سيء الحفظ جداً)، ولا تَعني السقوطَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفقنا الله وإياكم
¥