[إلى الشيخ أحمد بزوي ضاوي حفظه الله]
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك:
1: كيف يتأثر العبد بقراءة القرآن.
2: نريد المنهجية الصحيحة للتفسير يعني بماذا يبدأ طالب العلم؟
3: هل لابد من قراءة التفسير حتى يتأثر العبد بقراءة القرآن؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 06:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم، وإن ما سألتمونيه حرك شجونا، وحث العزائم من جانب آخر، و لعل من ثمار كل ذلك ما نشرته على هذا الموقع، و هو في اعتقادي جواب أولي على سؤالكم الثاني، و قد عنوته بطريقة تعامل الصحابة الكرام مع القرآن الكريم. كما أن موضوع القراءة العلمية للتفاسير له صلة بالموضوع. وإن كنت أحس بأن الأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر بالنسبة لطالب العلم، و سأعمل لاحقا إن شاء الله تعالى على الحديث في هذه الأمور مجتمعة دون أن أنسى السؤالين المتبقيين.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 08:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ على تجاوبك، ولعلكم تتحفونا بأمثلة على المستويات التي تتبع في قراءة التفسير، كما أننا نود الإجابة على السؤالين الباقية للأهمية بالذات في هذه الأيام.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة أم أنس الدوسي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني استجابة لطلبكم قمت بالكتابة عن المنهج الإسقاطي (لي عنق النص)، وبذلك نكون قد تحدثنا عن الطريقة الإيجابية و الطريقة السلبية في التعامل مع القرآن الكريم. يبقى الوفاء بالأمثلة المبينة لكل طريقة فإني إن شاء الله تعالى في وقت قريب أقدم بعض الأمثلة.
أما عن التأثر بالقرآن الكريم، فإن القرآن الكريم هو خطاب الله تعالى للناس أجمعين، فكيف يمكن أن نتأثر بخطاب لا نفقه مضمونه، فالفهم عن الله تعالى هو المدخل للتأثر، و التأثر الذي أقصده لا يتمثل في هز الوجدان، والتفاعل النفسي، فتتغير النفس، وتحصل الرهبة التي يورثها جلال القرآن و جماله، وهوشيء مطلوب و لكنه غير كاف، لأن المؤمن الحق في تعامله مع القرآن الكريم يعتبر صنيعه عبادة، فتلاوة القرآن الكريم عبادة (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(المزمل:20)، وتدبره عبادة (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)، و تطبيقه على أرض الواقع بالنسبة للفرد، والأسرة و المجتمع و الدولة و الدول في حال السلم و الحرب عبادة (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36). فالقرآن أنزل لنحيا به لا لنقرأه قراءة عابرة، و نتأثر تأثر عرضيا دون أن نجد لذلك أثرا في حياتنا العملية (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) (يّس:70). إن فقه القرآن هو فتح رباني لا شك في ذلك و من ثم تحدث علماء التفسير عن علم الموهبة: (من عمل بما علم ورثه الله ما لم يعلم). أي إن الانسان عندما يطبق ما يفقهه عن ربه فإن الله تعالى يفتح له آفاقا جديدة من الفهم، وينور بصيرته، ويلقي عليه نورانية القرآن ليصبح عبدا ربانيا. وانظروا إلى صنيع الصحابة رضوان الله عليهم كيف كانوا يعولون على العمل أكثر لأنه مفتاح القرب من الله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
(البقرة: من الآية282)
والله الموفق.
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.