تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفة نقدية مع الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه الجديد]

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 04:52 م]ـ

الحمد لله المتكلم منذ الأزل، و المتكفل بحفظ كتابه عن الزيغ و الخلل، و أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، و أصلي و أسلم على المصطفى المبعوث بالخير و المدد، و مزيح ظلمة الشر والنكد، و على آله و أصحابه بلا حصر أو عدد.

أما بعد، فقد نال كتاب الله تعالى عناية كبرى منذ أنزل، بالحفظ و الرعاية، طول الأمد وإلى الأبد، و خلال المسيرة التاريخية و عبر أزمان متطاولة، كانت بعض الشكوك تبرز، و تلقي بين الجنبات نفثاتها المريبة، و شبهاتها المضللة، لكن سرعان ما تخبو شعلتها، و تنطفئ شمعتها، و يخمد لهيبها، بفضل المنافحين عن كتاب رب العالمين حذرا من أن يصيبه طعن أو تشكيك، و من أمثال هؤلاء الأعلام نجد: عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري في كتابه "تأويل مشكل القرآن"، و أبي بكر ابن الطيب الباقلاني في كتابه "الانتصار للقرآن"، و أبي بكر الصيرفي في كتابه "نكت الانتصار"، و هكذا ... إلى أن جاء المستشرقون ذوو الأحقاد الخفية، و النيات السيئة *، فأعادوا إحياء تلك الشبهات في قالب جديد، مع صبغها بأفهام تستقي من معين الجهل و البلادة، و بالجملة كل هذا لا ينفع في سلوك هذا السبيل، ما دام رب العالمين هو المتكفل بحفظ التنزيل.


* إلا النوادر منهم، مثل: بيير كرابون Pierre Crapon de caprona في كتابه: القرآن من خلال مصادر الخطاب الوحيي.
Le Coran = Aux sources de la parole oraculaire . . حيث دافع عن النظم القرآني و أثبت بطريقته الخاصة حسن اتساقه، و سلامته من التغيير و التحريف و الانتحال. و الكتاب جدير بالترجمة و النشر، ليطلع عليه المتغربون كي تنجلي عنهم غياية الشبهات والشكوك الحائمة حول النص القرآني.

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 04:54 م]ـ
و بهذه المساجلات و غيرها أثريت المكتبة القرآنية و ازدهرت فنونها، فهي دائما في نماء وتنام إلى عصرنا الحاضر، و في هذه الأيام ألقت إلينا رحم الطبع و النشر بكتاب جديد في هذا المضمار، تحت عنوان مثير لَمّا قرن بشخص ذي وزن ثقيل في عالم الفلسفة و دراسة التراث، ألا وهو: مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن للدكتور محمد عابد الجابري.
فتلقفته يدي لمطالعته و التعرف على مضمونه و مكنونه، مع العلم أنني لا أقرأ لهذا الكاتب، و لا تستهويني كتاباته الفكرية، و دراساته التراثية، لكن لما كان الموضوع الذي طرقه له صلة وثيقة بالعلوم الشرعية، آثرت معرفة الجديد عنده في موضوع كُتب عنه الكثير و الكثير على مر العصور والدهور.
شرعت في قراءته، فأول عائق واجهني هو اللغة التي يكتب بها، لغة لا تليق بالموضوع المطروح للبحث، لغة عَرَبْجَمِيّة، ما هي بعربية و لا عجمية، لاستعماله كلمات لا تتناسب مع السياق، مستوردة من لغة أجنبية، و كأني به يفكر بلغة أخرى، و يكتب بحروف عربية، لذلك تجد انفصاما بين اللفظ و الفهم*.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير