تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى الشيخ الفاضل المقرئ صاحب الخلق والتواضع والأدب الرفيع

- أولا أعوذ بالله أن أقول ما ليس لي به علم، وما كان ذكري لذلكم الاحتمال في الإعراب، إلا عندما سمعت أن أحد القراء وقف بين "مثلا ما" وبين "بعوضة"، وإلا فكتب التفسير مليئة بوجوه إعرابات كلمة "بعوضة"،

ولذا قلت يا ترى ما عسى "بعوضة" تعرب إن وقف القارئ على التي قبلها، فذكرت خاطرا لم أتأكد منه ونحن في مجلس مذاكرة، فلعلي استجلب فوائد ونوافع من أمثالكم،

ولذا فإني أتوب إلى الله واستغفره مما قلت، والفضل يرجع لكم من بعد الله.

أما إن جردنا الكلام عن ما يتعلق بحذف كان واسمها فالعلماء ذكروا ما كثر فيه وقوع ذلكم،

يقول ابن مالك:

ويحذفونها ويبقون الخبر****** وَ بَعْدَ إنْ ولوْ كثيرا ذا اشتهر

وهذا لا يمنع من تجويز غير تينِكم الحالتين (بعد إن، وبعد لو) إن سلم المعنى وعُلم.

كقولهم: من لد شولا فإلى إتلائها" أي مِن لَدُ أن كانت شولا" ذكره سيبويه (1/ 134) نقلا عن شرح ابن عقيل (1/ 235)

وأما تقديم الخبر على كان وأخواتها وعلى اسمها فهو جائز إلا في "ليس" وما كان في أوله "ما" النافية وما المصدرية، فنقول: غزيرا كان العلم، وكان العلم غزيرا، وكان غزيرا العلم.

لكن إن تحدثنا على الراجح وفي الوقف وعدمه هنا في هذه الآية، فالذي يرجح هو الذي ذكرتم من عدم استحبابه، لأن الله ضرب أمثالا كثيرة في كتابه العزيز، فما فائدة استحيائه سبحانه من ضرب المثل أي مثل، "فيقول " إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا"

وإنما قد يعتري ويتسلل إلى ذهن القارئ عدم استلطاف ضرب الأمثلة بالبعوض وما فوقها، فصوب الله سبحانه معتريات الفهوم ومتسَلّلات النفوس، وبين أنه لا يستحي من ضرب مثل ما بعوضة فما فوقها.

والله أعلم.

وبدلا من أن أنقش قبل إثبات العرش، فهل نقل عن أحد من القراء المشهورين الوقف على "مثلا ما"؟؟

فإن كان كذلك، أين؟؟

وما هي أوجه الإعراب المحتملة التي ذكرها العلماء؟؟.

تلميذكم وتلميذ أهل الحديث

مصطفى


المسيطير04 - 04 - 2005, 09:35 PM
سمعت الشيخ عادل الكلباني يقرأ هذه الآية من سورة الأنعام:
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ (وقف) عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

وللفائدة:
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
وَأَمَّا تَفْسِيرهَا فَيَقُول تَعَالَى لِنَبِيِّهِ وَرَسُوله مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ عَبَدُوا غَيْر اللَّه وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمْ اللَّه وَقَتَلُوا أَوْلَادهمْ وَكُلّ ذَلِكَ فَعَلُوهُ بِآرَائِهِمْ وَتَسْوِيل الشَّيَاطِين لَهُمْ " قُلْ " لَهُمْ " تَعَالَوْا " أَيْ هَلُمُّوا وَأَقْبِلُوا " أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُمْ عَلَيْكُمْ " أَيْ أَقُصّ عَلَيْكُمْ وَأُخْبِركُمْ بِمَا حَرَّمَ رَبّكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا لَا تَخَرُّصًا وَلَا ظَنًّا بَلْ وَحْيًا مِنْهُ وَأَمْرًا مِنْ عِنْده" أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " وَكَأَنَّ فِي الْكَلَام مَحْذُوفًا دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاق وَتَقْدِيره وَأَوْصَاكُمْ " أَلَّا تُشْرِكُوا شَيْئًا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير