ولا يوقف أيضاً على الموصول دون صلته، ولا على ما له جواب دون جوابه، ولا على المستثنى منه قبل المستثنى، ولا على المتبوع دون التابع، ولا على ما يستفهم به دون ما يستفهم عنه، ولا على ما أشير به دون ما أشير إليه، ولا على الحكاية دون المحكى، ولا على القسم دون المقسم به وغير ذلك مما لا يتم المعنى إلا به.
وقد مضت الأمثلة على ذلك فى أقسام الوقف.
الضابط الثانى: كلمة "كلا" وردت فى القرآن الكريم فى ثلاثة وثلاثين موضعاً منها سبعة للردع بالاتفاق وهذه يوقف عليها. وهى:
(عهدا. كلا)، (عزاً. كلا)، (أن يقتلون. قال كلا)، (إنا لمدركون. قال كلا)، (شركاء كلا)، (أن أزيد. كلا)، (أين المفر. كلا).
والباقى منها ما هو بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه، ومنها ما احتمل الأمرين أى الردع ومعنى حقاً قطعاً ففيه الوجهان.
وإذا استقرأنا هذه اللفظة فى القرآن الكريم فإننا سوف نجد أنها لم تذكر إلا فى النصف الثانى من القرآن الكريم وفى السور المكية فقط ولذلك قيل:
وما نزلت "كلا" بيثرب فاعلمن
ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى
والسبب فى ذلك أن هذه الكلمة "كلا" تفيد الردع والزجر والرد على الكفار فيما يزعمون أو يدعون.
الضابط الثالث: كلمة "بلى" جاءت فى القرآن الكريم فى إثنين وعشرين موضعاً فى ست عشرة سورة وهى على أقسام ثلاثة:
الأول: لا يجوز الوقف عليها بالإجماع، لتعلق ما بعدها بما قبلها وذلك كائن فى سبعة مواضع هى:
(بلى وربنا)، (بلى وعداً عليه حقاً)، (قل بلى وربى لتأتينكم)، (بلى قد جاءتك)، (بلى وربنا)، (قل بلى وربى)، (بلى قادرين).
الثانى: المختار فيه عدم الوقف، وذلك فى خمسة مواضع هى:
(بلى ولكن ليطمئن قلبى)، (بلى ولكن حقت)، (بلى ورسلنا)، (قالوا بلى)، (قالوا بلى قد جاءنا).
الثالث: المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية:
الضابط الرابع:قال ابن الجزرى: كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده.
الضابط الخامس:
كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه:
(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه)، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه)، (الذين يأكلون الربا)،
(الذين آمنوا وهاجروا)، (الذين يحشرون)، (الذين يحملون العرش).
الضابط السادس:
كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع، وضابط الوقف عليها وعدمه: أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، ومثال ذلك قوله تعالى:
(ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن ... ) فالمختار هنا الوقف على "نعم "؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها؛ حيث إنها من قول الكفار، وما بعدها (فأذن) ليس من قولهم.
وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها، وهى قوله تعالى:
1 - (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين)
2 - و (قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين).
3 - و (قل نعم وأنتم داخرون).
وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم0
المرجع: http://www.quransite.net/modules.ph...e=article&sid=4
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=187&page=1&pp=15