ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[04 - 02 - 10, 03:04 م]ـ
وَارْفَعْ بَوَاوٍ وانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ ... واجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأسْمَا أَصِفْ
منْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أَبَانَا ... وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا
أَبٌ أخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ ... والنَّقْصُ فِي هذا الأَخِيرِ أَحْسَنُ
وَفِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ ... وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ
وَشَرْطُ ذَا الإعْرَابِ أنْ يُضَفْنَ لا ... لِلْيَا كَجَا أخُو أبِيكَ ذَا اعْتِلاَ
هذا الباب الأول مما يكون الإعراب فيه بعلامات فرعية. وهو باب الأسماء الستة (أبٌ، أخٌ، حمٌ، فمٌ، هنٌ، ذو – بمعنى صاحب -) فإنها ترفع بالواو نيابة عن الضمة، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، وتجر بالياء نيابة عن الكسرة.
وهذا الإعراب هو أشهر اللغات في الأسماء الستة، وأسهلها ويسمى الإتمام، إلا كلمة (هن) فالأشهر فيها الإعراب بالحركات، وفيها لغة أخرى تليها وهي القصر. ومعناه: لزوم الألف في جميع الأحوال (الرفع والنصب والجر) ويكون الإعراب بحركات مقدرة على الألف للتعذر مثل: حضر أخاك. صافحت أخاك. مررت بأخاك.
وفيها لغة ثالثة وهي لغة النقص. ومعناه: إعرابها بالحركات الظاهرة وحذف حرف العلة. مثل: هذا أَبُك. ورأيت أَبَك. ومررت بأَبِك. وتقول: هذا هَنُك. ورأيت هَنَك. ومررت بهَنِك. قال صلى الله عليه وسلّم: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهنِ أبيه ولا تكنوا" أخرجه أحمد بإسناد صحيح.
فالأسماء الستة بالنظر إلى اللهجات الواردة فيها ثلاثة أقسام:
الأول: ما فيه لهجة واحدة. وهو: ذو، وفو. وإعرابها بالحروف.
الثاني: ما فيه لهجتان. وهو: هن. ففيه النقص، وهو أفصح. والإتمام.
الثالث: ما فيه ثلاث لهجات وهو: أب، أخ، حم. ففيها الإتمام والقصر، والنقص، وهذا نادر فيها.
ولا تعرب الأسماء الستة بالحروف إلا بشروط وهي نوعان:
1) شروط عامة وهي أربعة:
الأول: أن تكون مضافة، فإن لم تضف أعربت بالحركات الأصلية.
الثاني: أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم، فإن أضيفت لياء المتكلم أعربت بحركات أصلية مقدرة على ما قبل ياء المتكلم.
الثالث: أن تكون مفردة. فإن كانت مثناة أو مجموعة أعربت إعراب المثنى أو الجمع.
الرابع: أن تكون مكبرة (أي: غير مصغرة) فإن صُغرت أعربت بالحركات الأصلية.
2) شروط خاصة: فيشترط في كلمة (فم) حذف الميم من آخرها. نحو: ينطق فوك بالحكمة. فإن لم تحذف أعرب بالحركات الأصلية نحو: فمُك نظيف.
ويشترط في (ذو) أن تكون بمعنى صاحب، وأن تضاف لاسم جنس ظاهر غير صفة. نحو: جاء ذو مال. ونصحت ذا مال. وسلمت على ذي مال. بخلاف: جاء ذو قام لأنها موصولة. وبخلاف جاء ذو قائم، فمثل هذا لا يتكلم به. لأنها أُضيفت لوصف.
وهذا معنى قوله: (فارفع بواو. . . إلخ) أي: ارفع بالواو نيابة عن الضمة، وانصب بالألف. واجرر بالياء ما أصفه لك من الأسماء. ومن ذاك (ذو) بشرط أن يُبين صحبة، أي: يدل على صحبة، بأن يكون بمعنى صاحب. ومنها: الفم بشرط أن تَبين منه الميم أي: تنفصل. وكذا: أب أخ حم وهن. والنقص في كلمة (هن) الأخيرة أحسن من الإعراب بالحروف. وأما أب وأخ وحم. فالنقص نادر فيها – مع جوازه – والقصر أحسن منه، وشرط إعرابها بالحروف. أن تضاف لا للياء ثم ذكر المثال. ويمكن فهم الشرطين الثالث والرابع من المثال. فإن قوله: (أخو أبيك ذا اعتلا) مفرد غير مصغر. و (اعتلا) مصدر قُصر للوقف. والاعتلاء هو العلو.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[08 - 02 - 10, 08:50 ص]ـ
بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى وَكِلا ... إِذَا بِمُضَمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ
كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ واثْنَتَانِ ... كَابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ يَجْرِيَانِ
وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الأَلِفْ ... جَرًّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ
هذا هو الباب الثاني مما يعرب بالعلامات الفرعية. وهو باب المثنى. والمثنى: اسم دال على اثنين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه.
وحكم المثنى: أنه يرفع بالألف نيابة عن الضمة. وينصب بالياء المفتوح ما قبلها، المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة. ويجر بالياء – كذلك – نيابة عن الكسرة.
الملحق بالمثنى:
يلحق بالمثنى في إعرابه ألفاظ تشبه المثنى، وليست بمثناة حقيقة، لأن حد التعريف لا ينطبق عليها، كما تقدم. وهي أربعة ألفاظ:
1 - اثنان واثنتان. سواء كانا مفردين عن الإضافة أو مركبين مع العشرة.
2 - كلا وكلتا. ولهما حالتان:
الأولى: أن يعربا إعراب المثنى. وذلك إذا أضيفا إلى الضمير.
الثانية: أن يعربا إعراب المقصور. فتلزمهما الألف، ويعربان بحركات مقدرة رفعاً ونصباً وجرّاً. وذلك إذا أضيفا إلى اسم ظاهر.
وهذا معنى قوله: (بالألف ارفع المثنى. . . إلخ) أي: أن المثنى يرفع بالألف. وكلا ترفع بالألف إذا وصلت بمضمر، وكانت هي مضافاً. والضمير هو المضاف إليه. (وكلتا) كذلك. أما اثنان واثنتان فملحقتان بالمثنى. ويجريان في إعرابهما مجرى (ابنين وابنتين) أما في حالة النصب والجر فإن الياء تحل محل الألف في كل ما سبق. بعد فتح ما قبلها، لأنه كان مألوفاً مع الألف، فلذا بقي مع الياء.
¥