وهذا معنى قوله: (واجعل لنحو يفعلان النونا. . . إلخ) وعبر بقوله (لنحو) إشارة إلى أنها ليست ألفاظاً معلومة كالأسماء الستة. وإنما هي تصدق على كل مضارع اتصلت به ألف الاثنين. . . إلخ, قوله (سمه): بكسر السين المهملة هي العلامة، وفعلها: وَسَمَ يَسِمُ سِمَةً على مثال: وعد يعد عدة. وقوله: (كلم تكوني لترومي مظلمه) مثل بالأول للجزم والثاني للنصب. وقد مثل بقوله: (يفعلان) وما بعده للرفع.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:38 ص]ـ
وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا ... كالْمُصْطَفى والمُرتْقَيِ مَكَارِمَا
فَالأوَّلُ الإعْرَابُ فِيهِ قُدَّرَا ... جَمِيعُهُ وَهْوَ الَّذي قَدْ قُصِرَا
وَالثَّانِ مَنْقُوصٌ وَنْصْبُهُ ظَهَرْ ... وَرَفْعُهُ يُنْوَى كَذَا أيْضاً يُجَرّ
لما تحدث عن الصحيح من الأسماء والأفعال شرع في ذكر المعتل منهما. وبدأ بالأسماء فذكر نوعين من الأسماء المعتلة. وهما: المقصور والمنقوص.
والمقصور: هو الاسم المعرب الذي في آخره ألف لازمة. مثل: فتى، عصا، رحى. وخرج بالاسم: الفعل نحو: يخشى، والحرف: نحو: على، وبالمعرب: المبني نحو: متى. وبالألف نحو: الهادي، لأن آخره ياء. وباللازمة نحو: الزيدان. فإن ألفه غير لازمة، لأنها تنقلب ياء في الجر والنصب.
وحكم المقصور: أنه يعرب بحركات مقدرة على الألف. والمانع من ظهورها التعذر.
أما المنقوص فهو: الاسم المعرب الذي في آخره ياء لازمة غير مشددة، قبلها كسرة، نحو: القاضي، الساعي، الوافي.
وخرج بالاسم: الفعل، نحو: يعطي، والحرف نحو: في، وبالمعرب: المبني نحو: الذي. وبالياء المقصور نحو: الفتى. وباللازمة: المثنى كما تقدم، فإن الياء لا تلزم إلا في حالتي الجر والنصب، وبقولنا: قبلها كسرة: التي قبلها ساكن صحيح مثل: ظبي، أو ساكن معتل نحو: كرسي. فهذا من المعتل الجاري مجرى الصحيح في إعرابه بالحركات الظاهرة.
وحكم المنقوص: إن كان محلى بال أو مضافاً ثبتت ياؤه. ورفع بضمة مقدرة عليها منع من ظهورها الثقل. وكذا يجر بكسرة مقدرة.
وقد تحذف الياء تخفيفاً في حالتي الرفع والجر؛ لدلالة الكسرة التي قبلها عليها، وتُجرى (أل) مُجرى ما عاقبها وهو التنوين، فكما تحذف معه، تحذف معها.
وأما نصب المحلى والمضاف فهو بالفتحة الظاهرة.
وإن كان المنقوص مجرداً من "أل" والإضافة حذفت ياؤه وجيىء بالتنوين. رفعاً وجرّاً. وبقيت ياؤه نصباً. فتقدر الضمة والكسرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين (ياء المنقوص والتنوين) وتظهر الفتحة.
قال ابن مالك: (وسَمِّ معتلاًّ. . . إلخ) أي: سَمِّ ما كان آخره ألفاً، كالمصطفى، وما كان آخره ياء، كالمرتقي – حال كونه من الأسماء لا من الأفعال – معتلاًّ. فالأول وهو ما آخره ألف، الإعراب جميعه قُدِّر على آخره. وهو النوع (الذي قد قصرا) أي: سمى مقصوراً، من القصر بمعنى الحبس، وإنما سمى بذلك؛ لأنه حبس ومنع من ظهور الحركة والألف في (قدرا) و (قصرا) للإطلاق (والثان) بحذف الياء لغة لا للوزن. (منقوص) سُمِّي بذلك لعدم ظهور كل الحركات الإعرابية على آخره (ونصبه ظهر) للخفة. (ورفعه ينوى كذا – أيضاً – يُجَرّ) كما تقدم.
وقد تبين بذلك أن الإعراب التقديري يكون في المقصور والمنقوص. وبقي نوع ثالث من الأسماء، وهو المضاف لياء المتكلم، فتقدر فيه حركات الإعراب جميعها، كالمقصور. لكن قدرت في المقصور لكون الحرف الأخير منه لا يقبل الحركة. والمضاف للياء لأجل المناسبة؛ لأن ياء المتكلم تستدعي انكسار ما قبلها. فشُغِلَ المحل بهذه الكسرة فلم تظهر حركة الإعراب، تقول: هذا كتابي. واحترمت أبي. وسلمت على أمي.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[15 - 03 - 10, 07:54 ص]ـ
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ ... أوْ وَاوٌ أوْ يَاءٌ فَمُعْتَلاًّ عُرِفْ
فَالأَلِفَ انْوِ فِيهِ غَيْرَ الجَزْمِ ... وَأبْدِ نَصْبَ مَاكَيَدْعُو يَرْمِي
وَالرَّفْعَ فِيهِمَا انْوِ وَاحْذِفْ جَازِماً ... ثَلاثَهُنَّ تَقِْض حُكْماً لازِماً
ذكر هنا المعتل من الأفعال وهو الباب السابع مما يعرف بالنيابة. والمعتل من الأفعال هو ما كان في آخره واو قبلها ضمة: كـ (يدعو)، أو ياء قبلها كسرة كـ (يرمي)، أو ألف قبلها فتحة كـ (يسعى) والمراد الفعل المضارع؛ لأن الكلام في المعرب. وكيفية إعرابه كما يلي:
1) المعتل بالألف: يرفع بضمة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر. وينصب بفتحة مقدرة. ويجزم بحذف حرف العلة. وهو الألف والفتحة قبلها دليل عليها.
2) المعتل بالواو: يرفع بضمة مقدرة على الواو، منع من ظهورها الثقل. وينصب بفتحة ظاهرة على الواو لخفتها. ويجزم بحذف حرف العلة وهو الواو. والضمة قبلها دليل عليها.
3) المعتل بالياء: يرفع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وينصب بفتحة ظاهرة على الياء لخفتها، بحذف حرف العلة وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها.
وهذا معنى قوله: (وأيُّ فعل آخر منه ألف. . . إلخ) أي: يعرف الفعل المعتل بأن يكون آخره ألفاً أو واواً أو ياء. وتقدر الحركات كلها على الألف غير الجزم. و (أَبْدِ) أي: أظهر النصب فيما آخره واو كـ (يدعو) أو ياء كـ (يرمي). وقَدّر الرفع فيهما، واحذف الحروف الثلاثة في حالة دخول الجازم على الأفعال.
¥