تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في الصلاة "، ومع كل هذا لم يكن يصل به وبرجالاته حب الجمال والتهيئة البهية إلى حد الإغراق في هذه الطيبات التي تنقلب عند الإكثار منها في غير فائدة إلى خبائث، بل حصَّلوا في ذلك التوازن الجميل فلا إفراط في مثل هذه المجملات ولا تفريط بتركها بحيث تبدو هيئة أحدهم حسنة غير منفّرة ورائحتهم طيبة غير شائنة.

(فالجمال - في الإسلام - من معالم الهداية والموعظة والتربية، لكن إنما يتعامل معه القلب السويّ لا المقلوب، وهذه الحقيقة ترجع بقضية الجمال إلى أن تكون قضية إيمانية محضة، لا يؤهل للإمامة فيها والقيادة وإنشاد شعرها والتغني بمضامينها غير مؤمن عامر الفؤاد نقيّ الحنان، وأما الكافر والعاصي والجاهل والظالم فإنما يحومون في المحيط الأبعد، ولا يستطيعون مقاربة مركز الجمال، إذ المركز حكرٌ لمتألهٍ شكور) (*) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14)

المطلب الثالث/ رأي الفلاسفة القدامى والمسلمين في الجمال:

المبحث الأول/ الخطوط العريضة في فهم الفلاسفة للجمال

أفلاطون: الجمال من مكونات الشيء الجميل، أي أن له قيمة ذاتية في نفسه. ويرى أن (الجمال شيء إلهي يرادف الخير، وأنه معنى مطلق مجرد غير قابل للتغيير، وقرر أن روح الإنسان تمتعت بالجمال الأزلي في الحياة الأولى، قبل أن تحل بالأجسام في هذا العالم، ومن أجل هذا إذا رأى شيئًا فيه نفخة من الجمال، أخذته الروعة لتذكر ما كان فيه. ومن رأي أفلاطون أن الجمال معنى في الشيء مستقل عن حواسنا).

سقراط: يقول الدكتور أحمد أمين في كتابه مبادئ الفلسفة: (وقد غلبت على سقراط الآراء الأخلاقية، فعدّ الجميل مرادفًا للنافع) (14) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15)

أرسطو: (يعتقد أن الجمال هو الانسجام الحاصل من خلال وحدة تجمع في داخلها التنوع والاختلاف في كل منسجم).

أفلوطين: (الجمال هو تلك الحياة التي وهبها الله مخلوقاته ونفخ فيها من روحه، ومن ثم فالشيء الجميل هو الذي يشع بالحياة).

الكندي: (مرجع الإحساس الجمال هو التأثر النفسي بالشيء الجميل، سواء كان لونًا أو رائحة أو لحنًا، فهناك قاسم مشترك بين اللون واللحن، أما الرائحة فهي الموسيقى الصامتة).

الفارابي: (يجعل الموسيقى مصدر سعادة وسرور الإنسان، وهي التي تجعل المرء يحافظ على التوازن العقلي باستمرار، ويتحدث عن الشعر وفن الرسم كقوالب جمالية، فيقول: وإن كانا اختلفا في مادتهما إلا أن تأثيرهما واحد على مشاعر الناس).

التوحيدي: (الجمال عنده كان في الاستيحاء من الطبيعة التي يعتبرها المعلم الأول للإنسان).

موندريان: (الذي نستطيع أن يخاطب عقول الجميع بأنه خير محض هو ما نستطيع أن نصفه بالإبداع الصرف البعيد عن التكلف، باعتبار أن العلاقات المحضة هي وحدها القادرة على الوصول إلى الجمال المحض).

وعند الصوفية: (جمال العالم ما هو إلا انعكاسات للجمال الإلهي، الذي يجعل الصوفي يؤثر التقشف والنسك والعبادة وتنقية الروح على الشهوات الدنيوية).

أبو حامد الغزالي: (الجمال نوعان: الجمال الظاهر وهو من شأن الحواس، والجمال الباطن وهو من شأن البصيرة التي من حرمها فقد حرم التلذذ بالجمال الحقيقي) (15) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16)

الفيلسوف الفرنسي ديدرو: (الجمال الوحيد الذي يمكننا الاستمتاع به والتفاعل معه كوجود هو الجمال الذي ينبض فينا لأنه وحده يحررنا من جمال وقبح الأشياء الخارجية، وكلما كانت الذات مصقولة بقيم إنسانية نبيلة، كلما ازداد الإحساس بالقيم الجمالية السامية) (16) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn17)

كنت: (الجمال هو اللذة المباشرة الخالصة التي يشعر بها الإنسان في إدراكه لصور الأشياء والنسب التي بينها) (17) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn18)

كولن: الجمال الخالد هو الجمال المعنوي الداخلي. لذا فنراه يقول تحت عنوان (المحبة من زاوية الحكمة): (تعني المحبة الميل نحو كل جمال مادي أو معنوي. محبة الأشياء المادية جسمية وبدنية، ومحبة الأمور المعنوية تكون روحية ووجدانية. لذا فمحبة الجمال الظاهر تولد ألمًا محضًا لأنه ليس خالدًا، أما محبة الأمور المعنوية فخالدة وخالية من الألم) (18) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn19)

المبحث الثاني/ القالب الفني لا يصلح إلا على الشيء المادي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير