8. من الحكم الراشدية: (الفن الجاهلي يتلاعب بالناس اليوم، ولا يقلل أضراره غير فن إسلامي مقابل يزاحمه (25) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn26) ).
إذًا فمضمون النظرية الراشدية في فقه الفلسفة الجمالية: الوصول الحق إلى الجمال الحقيقي الذي تسمو فيه النفس عن المنغصات الروحانية والمنكدات العصيانية، فتبصر الحقائق على طبيعتها وسجيتها المرادة.
المطلب الخامس/ الفلسفة الجمالية عند جاريت:
بعد أن عرضنا للفلسفة الجمالية عند الراشد نشرح أبعادها لدى الأستاذ جاريت أستاذ الفلسفة الجمالية في أكسفورد ومتشيجان وصاحب كتابي (نظرية الجمال) وذلك بحسب ما ورد في كتابه الشهير (فلسفة الجمال):
المبحث الأول/ الخلاف في الذوق
1. (من الأقوال الشائعة: إنه لا ينبغي الجدل في مسألة الذوق، ونحن نحس في هذا القول جانبًا من الصواب (26) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn27) ) فقد يعجب المرء بشيء لا ينال من آخر أي مبلغ من الإعجاب، (ولكننا لا نزال مسوقين إلى حديث الذوق الفاسد وترقية أذواق وتدريبها (27) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn28) ).. ويرى جاريت أن الجمال كأصل للذوق يخضع لنفس ما يخضع إليه فرعه، ولكن من المستحيل أن نقيم عليه الدليل. (28) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn29)
وهنا مزج بين الذوق والأخلاق عند هربارت الذي (يفهم علم الحمال على أنه العلم الذي يضع لكل موجود قيمة من القيم بالإضافة إلى وجوده. ويسمي الملكة التي تدرك هذه القيم وتصفها، بذلك الاسم العام الذي هو (الذوق) ومن أجل هذا لم تكن الأحكام الجمالية وحدها أحكامًا للذوق، بل الأحكام الأخلاقية أيضًا (29) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn30) )
ويرى - جاريت - أنه من المستحيل إيجاد تعريف واحد للجمال (لأننا نطلق لفظ (جميل) على أنواع عدة مما نخبره من أشياء، ليس بينها في الواقع صفة مشتركة، وإذا صحّ ذلك كان مرده إلى أمرين: إما أننا أخطأنا في إطلاق لفظ (جميل) على كل ما أطلقناها عليه ..... أو أننا بمصادفة لا ريب فيها أطلقنا لفظة لغوية واحدة على أشياء مختلفة (30) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn31) )
2. لا يقاس جمال الشيء بمقدار ما نتحصله من منفعة مترتبة منه أو عليه. (31) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn32)
3. مشكلة الألفاظ التي نطلقها في التعبير عن الأشياء أننا نستخدمها في أكثر من موقع تتباين فيه الأمور وتختلف معه الأشكال وتفترق عنده الأحوال، والواجب إعطاء الألفاظ موضعها المناسب وإنزالها المنزل الذي لا يحدث الالتباس و (إننا نميز في وضوح وجلاء بين ما هو جميل بالمعنى الدقيق، وبين ما هو ممتع كجرعة الماء أو موسع للمدارك كدراسة الحالة المرضية (32) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn33) ).
4. ويقصد المؤلف بالسابق أن هناك معاني كثيرة محتواة داخل لفظة (الجمال) التي يعبر بها الناس عن مواقف ومشاهد وملاحظات الراحة الداخلية النفسية وليس كل (ما يقر العين منظره ويطرب الأذن سمعه يكون جميلا (33) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn34) ) ويؤكد هذا المثل العربي الذي قاله المنذر بن ماء السماء عن مشقّة بن ضمرة المعيديّ الفصيح البليغ (سماعًا) كريه المنظر (رؤيةً): " أن تسمعَ بالمعيديّ خيرٌ لك من أن تراه " (34) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn35) ، وعليه فلا يمكننا أن نطلق على مسببات الإحساس بالجمال شيئًا جميلا. (35) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn36)
5. يجب أن تكون هناك دافعية للإحساس بالجمال حتى نصف الجميل بأنه كذلك، وإلا فمن فقد الدافع سيستوي عنده الطرفان (وهذا استنتاج توصلت إليه من خلال قراءتي لجاريت، وهو قاعدة منطقية بدهية).
6. الاستنتاج أن (بعض اختلافات الأذواق ترجع إلى الخلط بين معنى الجمال وغيره من الصفات كالإمتاع والملاءمة (36) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn37)).
¥