تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الموضوع الثاني: طرق تحصيل العلم:

بين شيخ الإسلام أن تحصيل العلم له طريقان:

1 - منقول عن معصوم.

* والأدله المعصومة عندنا في الشريعة:

- القرآن

– السنة

– إجماع السلف.

2 - قول عليه دليل معلوم.

والقول الذي عليه دليل معلوم يكون في الأمور الاجتهادية، وشيخ الإسلام يرى أن الله تعالى نصب للحق دليلا، فقطعا الحق سيكون مع أحد المجتهدين عند الاختلاف، والأقوال الأخرى غير القول الذي عليه دليل معلوم والتي ليس لها أثر علمي ولا أثر عملي من المسائل الأصولية يرى شيخ الإسلام أن هذه لا تخلو إما أن تكون قولا باطلا ليس عليه دليل، وإما أن تكون قولا متوقفا فيه؛ لعدم ظهور ما يدل على قبوله أو عدم قبوله.

الموضوع الثالث: البيان النبوي للقرآن الكريم.

أولا:في مسألة بيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لأصحابه رضي الله عنهم ذكر شيخ الإسلام خمس قضايا:

1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن للصحابة رضي الله عنهم.

2 - أشار إلى عناية الصحابة رضي الله عنهم بتعلم معاني القرآن.

3 - قلة النزاع بين الصحابة في التفسير.

4 - تلقي التابعين التفسير عن الصحابة.

5 - أن التابعين تكلموا في التفسير بالاستلال.

ثانيا: ما قصده شيخ الإسلام من أشارته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم معاني القرآن كما بين ألفاظه.

هذه العبارة من شيخ الإسلام جعلت البعض يعتقد أنه قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه جميع معاني القرآن آية بعد آية، ولكن شيخ الإسلام لم يقصد ما فهموه، ودل على ذلك أن شيخ الإسلام:

1 - أشار إلى تنازع الصحابة في رسالته.

2 - وأشار إلى وجوه الاستدلال عند التابعين.

3 - وكذلك أنه رتب أربع طرق من طرق التفسير وجعل السنة أحد هذه الطرق.

4 - وقد ذكر في آخر الرسالة حديث ابن عباس الذي قسم فيه التفسير إلى أربعة أقسام،فقال: - ماتعرفه العامة - وما تعرفه العرب من كلامها – وما يعلمه العلماء – وما لا يعلم تأويله إلا الله – ومن ادعى علمه فقد كذب.

ولذلك فشيخ الإسلام لم يقصد ما فهموه، والمراد من إشارته السابقة هو:

أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم المعاني التي يحتاج إلى بيانها.

والتفسير النبوي للصحابة:

1 - إما أن يكون مباشرا، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد أن يفسر الآية أو اللفظة.

2 - والتفسير النبوي غير المباشر، وهذا يدخل في عموم سنته صلى الله عليه وسلم، وهي التي عبر عنها الشافعي بقوله " إن السنة شارحة للقرآن ومبينة له "، ويظهر أن هذا الذي أراده شيخ الإسلام.

الموضوع الرابع: بعض الملحوظات حول التفسير في عصر النبوة.

1 - لابد أن نعلم جيدا أنه لا يوجد في القرآن ما لا يعلم معناه، وهذا يعني أن لا يمكن أن يقع المتشابه الكلي الذي قال عنه ابن عباس " لا يعلمه إلا الله " في باب معاني القرآن، لكن يوجد ما لا يدرك من جهة غير جهة المعنى على سبيل المثال قال تعالى:

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ... } (النمل:82)، فمعنى "دابة" عند العرب حيوان يدب على الأرض، لكن ما لون هذه الدابة؟ ما شكلها؟ من أي أجناس الدواب هي؟ وهذه الأسئلة لا توجد إجابة عليها وهي غير مرتبطة بعلم المعاني وإنما هي مرتبطة بالكيفيات.

2 - أن عدم كلام الصحابة في بعض الأمور لا يعني جهلهم بها أو تفويضهم لها، لأنه قد يقول قائل لا نجد للصحابة كلاما في معاني أسماء الله الحسنى على سبيل المثال، نقول لا يلزم أنهم تكلموا في كل شيء فالمعلوم عندهم لا يلزمهم التكلم في معناه، ولا يقال أنهم فوضوا أو أولوا إلا بدليل، فالمفوض يقول "لها معنى لكني لا أعلمه"، والمؤول يقول "هذا المعني ليس بصحيح وإنما المعنى الثاني هو الصحيح"، والصحابة لم يقع منهم ما سبق.

3 - لا يوجد في معاني القرآن ما أخفاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصحابة، وهذا فيه رد على الباطنية الذين زعموا أن عند الرسول علما لم يخبر به أحدا، وأنه انتقل إلى شيوخهم أو إلى الأولياء، أو الأوصياء، وبناء عليه نقول أنه لا يوجد ما خفي على الصحابة خفاء تاما من جهة المعاني، وعلمه من بعدهم، فلا يمكن أن يقال أن الصحابة لم يفهموا معنى آية وفهمها المتأخرون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير