قوله تعالى: لبني اسرائيل (وأني فضلتكم على العالمين) لا يعارض قوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس) لأن المراد بالعالمين: عالموا زمانهم , الدليل: حديث معاوية القشيريعن النبي صلى الله عليه وسلم ... (أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها عند الله.)
قوله تعالى: (وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم ويستحيون نسائكم) ظاهر الآية أن الإستحياء من جملة العذاب الذي كان يسومهم فرعون , وقد جاء في آية أخرى ما يدل أن الإناث هبة من الله لمن أعطاهن له بدليل: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) فبقاء بعض الأولاد على هذا خير من موتهم كلهم.
الجمع:
1_ أن الإناث وإن كن هبة من الله , فبقائهن تحت العدو يفعل بهن الفاحشة والعار نوع من العذاب وموتهن راحة لهن .....
كما قال الشاعر:
تهيا حياتي وأهوى موتها شفقا والموت أكرم نزال على الحرم
قوله تعالى: (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) هذه الآية تدل على أن بني اسرائيل أُكرِموا بنوعين من الطعام وهما: المن والسلوى مع أنه قال في آية أخرى (وإذ قلتم يموسى لن نصبر على طعام واحد) .........
الجمع:
1_ أن المن _وهو الترنجبين على قول الأكثرين _ من جنس الشراب .. والطعام الواحد هو: السلوى .. وهو السماني أو طائر يشبهه ...
2_ أن المجعول على المائد الواحدة يسمى: طعام واحد وإن اختلفت الأصناف كقولهم: أكلنا طعام فلان., مع أنّه قد يكون مختلف , وهو عند العرب. وهو أصح من الأول لان النبّي فسّر المنّ بـ (الكمأة من المن)
3_ أنهم سموه طعاما واحدا لأنه لا يتغير ولا يتبدل كل يوم. فهو مأكل واحد
قوله تعالى: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) هذه تدل أنهم قتلوا بعض الرسل ... ونظيرها: (قل قد جاءكم رسول من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم) وقد جاء في آية أخر يدل أن الرسل مغلبون كقوله (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) وقوله (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين 0إنهم لهم المنصورون 0وإن جندنا لهم الغالبون00)))
الجمع:
1_ الرسل قسمان .. :
أ _أمروا بالقتال في سبيل الله
ب_أمروا بالصبر والكف عن الناس ...
فالأول:وعدهم الله بالصبر و الغلبة
والثاني: قُتلوا ليزيد الله رفعهم درجات ِ العليّة بقتلهم مظلُومين .. والله أعلم.
2_ المقصود بغلبة الرسل نصرتهم بالحجة والبرهان , وعليه فلا أشكال البتة. والله أعلم
قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) الإستفهام هنا: إنكاري ومعناه: النفي فالمعنى: لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله .... وقد جاءت آيات أخر يفهم منها خلاف هذا كقوله (فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا) وقوله (ومن أظلم ممن ذكر بئاياته)
الجمع:
1_ تخصيص كل موضع بمعنى صلته: أي: لا أحد من المانعين أظلم ممن منع الذكر بمساجد الله .. ولا أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الله كذبا ......
2_ _ ادعاه أبو حيان_ أنه الصواب ما حاصله: أن نفي التفضيل لا يستلزم نفي المساوة فلم يكن أحد ممن وصف بذلك يزيد على الآخر لأنهم يتساوون في الأظلمية. فيصير المعنى: لا أحد أظلم ممن منع الذكر بمساجد الله ومن افترى على الله كذبا ومن كذب بئاياته .. ذكرهما صاحب الإتقان
3_ ذكر المتأخرون أن الإستفهام في قوله: (ومن أظلم) المقصود منه التهويل والتفظيع. لا إثبات الظلم الحقيقي .. وهذا لا يخفى ضعفه لأنه خلاف ظاهر القرآن
قوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب) أفرد المشرق والمغرب وثناهما في سورة الرحمن في قوله (فلا أقسم برب المشرقين ورب المغربين) وجمعها في سورة سائل (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) وكذا الصافات.
الجمع:
1_ أن قوله (ولله المشرق والمغرب) المراد به جنس المشرق والمغرب فهو صادق بكل مشارق الشمس ومغاربها .. كما روي عن ابن عباس .. ولابن جرير الطبري كلام قريب ما هذا ..
وقوله (رب المشرقين ورب المغربين) * يعني: مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغربهما كما عليه الجمهور وقوله (برب المشارق والمغارب) أي: مشارق الشمس ومغاربها _كما تقدم _ وقيل: مشارق الشمس والقمر والكواكب. والعلم عند الله
إلى هنا إنتهت العشر الثالثة .... ونكمل غدا ً بإذن الله
وأي ملاحظات أو تعليقات ترونها فلا تترددوا في إرسالها أو كتاباتها ... والسلام عليكم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[02 - 09 - 09, 12:37 ص]ـ
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=3967
ـ[إسماعيل الشرقاوي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 03:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:42 م]ـ
جَزَاك الله خَيرَا ً أخي المفضال .. أبا حاتم ..
نعم صحيح يوجد ..
والسبب: أني أكتب في ملف الوورد من الكتاب نفسه .. الكتاب بجانبي. واللتوين والترتيب يحتاج لبعض الجهد والوقت.
وإذا إنتهبت إن شاء الله نسوي مراجعة عامة.
جزاك الله خيرا ..
وإياك أخي الشرقاوي
¥