تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا) هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم لم يؤمروا بقتال الكفار إلا إذا قاتلوهم .... وقد جاءت آيات أخر تدل على وجوب قتال الكفار مطلقا قاتلوا أم لا ... كقوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) وقوله (تقاتلونهم أو يسلمون) ..

الجمع بأمور:

1_ وهو أحسنها وأقربها. أن المراد بقوله (الذين يقاتلونكم) تهييج السلمين وتحريضهم على قتال الكفار .. ويدل عليه قوله تعالى (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) وخير ما يفسر به القرآن القرآن .......

2_ أنها منسوخة بقوله (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وهذا من جهة النظر حسن جدا ...

وإيضاح ذلك: أن من حكمة الله في التشريع أنه إذا أراد تشريع أمر عظيم يبدأ بالتدرج والتخفيف .... مثل آيات الخمر (وسأذكر ذلك عند وقته) وكذلك الصيام

وكذلك القتال ... على هذا القول .. أنه لما كان شاقا على النفوس أذن فيه أولا من غير إيجاب بقوله ... (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) الآية .. ثم أوجب عليهم قتال َ من يقاتلهم بقوله ... (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم).الآية

3_ وهو اختيار ابن جرير الطبري ويظهر لي أنه الصواب __ أن الآية محكمة وأن معناها: قاتلوا الذين يقاتلونكم أي: من شانهم أن يقاتلوكم ..

.. أما الكافر الذي ليس من شأنه القتال كالنساء والذراري ومن ألقى إليكم السلم فلا تعتدوا بقتالهم. لأنهم لا يقاتلونكم ..

ويدل له الأحاديث التي جاءت في النهي عن قتل الشيخ والصبي والمرأة ..

وقال به الأئمة (ابن عباس وعمر بن عبد العزيز والبصري) رضي الله عنهم ...

قوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) هذه الآية تدل على طلب الإنتقام .... وقد أذن الله به في آيات كثيرة ..

كقوله .. (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل .. إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) وقوله (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) وقوله (وجزاؤ سيئة ٍ سيئة ٌ مثلها) ..

وقد جاءت آيات أخر تدل على العفو وترك الإنتقام .. كقوله (فاصفح الصفح الجميل) وقوله (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) وقوله (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ..

والجمع بين الآيات بأمرين::

1_ أن الله بيّن مشروعية الإنتقام .. ثم أرشد إلى افضلية العفوا ...

ويدل لهذا (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .. ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين)

وقوله (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم)

فأذن الله في الإنتقام بقوله (إلا من ظلم)

ثم أرشد إلى العفو بقوله (إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا)

2_ أن الإنتقام له موضع يحسن فيه. والعفوا له موضع كذلك ..

.. وإيضاحه: أن من المظالم ما يكون في الصبر عليه انتهاك حرمة الله , أي: كما إذا بدأ بالكفار بالقتال فقتالهم واجب. بخلاف من أساء إليه بعض أخوانه المسلمين بكلام قبيح ونحو ذلك ..

وقد قال أبو الطيب المتنبي:

إذا قيل حلما قال للحِلم موضعٌ وحلم الفتى في غير موضعه جهل ُ

قوله تعالى (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم) ...

هذه الآية الكريمة تدل على أن الردة لا تحبط بالعمل إلا بقيد الموت وهو كافر بدليل .. قوله .. (فيمت وهو كافر) ..... وقد جاءت في آيات أخر تدل على أن الدرة تحبط العمل مطلقا ولو رجع إلى الإسلام. .....

كقوله (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله) وقوله (لئن أشركت ليحبطن عملك) وقوله (ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوايعملون)

الجمع:

1_ أن هذه من مسائل تعارض المطلق والمقيد. فيحمل المطلق على المقيد. فتقيد الآيات المطلقة بالموت على الكفر. وهذا مقضتى الأصول وعليه الإمام الشافعي .. وقوله أجري على الأصول .. وخالف مالك في هذه المسألة وقدم آيات الطلاق ..

قوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) هذه الآية تدل بظاهرها على تحريم نكاح كل كافرة ويدل لذلك قوله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) ..

. وجاءت آيات أخر تدل على جواز نكاح بعض الكافرات .. وهن الحرائر الكتابيات وهي قوله (وطعام الذين أوتوا الكتب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) ...

الجمع:

1_ أن هذه الآية تخصص قوله (ولا تنكحوا المشركات) أي: ما لم يكن كتابيات بدليل قوله (والمحصنات من المؤمنات)

وحكى ابن جرير الإجماع على هذا .....

وأما ما روي عن عمر من إنكاره على طلحة تزوج يهوديه وعلى حذيفة تزوج نصرانية , فإنه إنما كره نكاح الكتابيات لئلا يزهد الناس في المسلمات أو لغير ذلك من المعاني ... قاله ابن جرير

والله تعالى أجل وأعلم وأحكم .............

.... نكمل غدا ً بإذن الله ....

ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[27 - 10 - 09, 06:12 م]ـ

شكر الله لك جهدك أخي أبا الهمام!

كنت أتمنى أن لا أقطع سلسلة تلخيصك إلا أني أحببت أن أسأل عن أبرز الكتب في هذا الباب؟ وعن أفضلها كذلك غير ما أنتم بصدد تلخصيه للعلامة الأمين محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة الموسوم بـ (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)!

وأجدد لكم الشكر والتحية!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير