تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما هَذُّه (حَدْرًا) بمعنى إدراج القراءة مع مراعاة أحكامها وسرعتها بما يوافق طبعه، ويخف عليه، فلا تدخل تحت النهي، بل هذه من أنواع القراءة المشروعة.

9 - قراءة الهذرمة، وهي سرعة القراءة.

10 - ومما يُنهى عنه (التقليس) ([8]) بالقراءة، وهو رفع الصوت، ومنه في وصف الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – لأبي يوسف قوله:

(وكان أبو يوسف: قلاسًا) أي يرفع صوته بالقراءة، وهذا جر إلى إحداث وضع اليدين على الأذنين عند القراءة.

11 - القراءة بالإدارة، وهي تناوب المجتمعين في القراءة جماعيًا آية، أو آيات، أو سورة، أو سور، إلى أن يتكاملوا بالقراءة، ولا تعني هذه المشروع في مدارسة القرآن.

والإدارة بدعة قديمة، أنرها الأَئمة: مالك وغيره، وصدر بإنكارها فتاوى، وألفت رسائل ([9]).

12 - قراءة القرآن في منارة المسجد: قال ابن الجوزي: (وقد لبس إبليس على قوم من القراء فهم يقرؤون القرآن في منارة المسجد بالليل بالأصوات المجتمعة المرتفعة، الجزء والجزأين، فيجتمعون بين أذى الناس في منعهم من النوم، وبين التعرض للرياء، ومنهم من يقرأ في مسجده وقت الأذان؛ لأنه حين اجتماع الناس في المسجد) ([10]) اهـ.

13 - قراءة القرآن الكريم، والقارئ يشرب الدخان، أو في مجلس يشرب فيه، أو في الأماكن المستقذرة كالحمام.

وقد اشتد نكير العلماء على الفَعَلَة لذلك، وأفردت فيه رسائل لبعض علماء مصر.

14 - القراءة والإقراء بشواذ القراءات.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

(ذكر تلبيسه على القراء: فمن ذلك: أن أحدهم يشتغل بالقراءات الشاذة وتحصيلها، فيفنى أكثر عمره في جمعها، وتصنيفها والإقراء بها، ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات، فربما رأيت إمام مسجد يتصدى للإقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة، وربما حمله حب التصدر – حتى لا يُرى بعين الجهل – على أن لا يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم، ولو تفكروا لعلموا أن المراد حفظ القرآن وتقويم ألفاظه، ثم فهمه ثم العمل به، ثم الإقبال على ما يصلح النفس ويطهر أخلاقها، ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع.

ومن الغبن الفاحش: تضييع الزمان فيما غيره الأهم، قال الحسن البصري: أُنزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً. يعني أنهم اقتصروا على التلاوة وتركوا العمل به) انتهى.

15 - الجمع بين قراءتين فأكثر، في آية واحدة، في الصلاة، أو خارجها في مجامع الناس، أو نحو ذلك من أحوال المباهاة.

وليس من ذلك بيانها في دروس التفسير، وإظهار وجوه القراءات من المعلمين للمتعلمين.

16 - ومن البدع: التخصيص بلا دليل قِرَاءَةَ آية أو سورة في صلاة فريضة، أو نافلة، أو في زمان، أو مكان، أو حال أخرى، وهكذا من قصد التخصيص، وترتيب التعبد بما لم يرد عليه دليل.

والكلام في هذا الباب يطول، ومنه الحديث الموضوع عن أُبي – رضي الله عنه – في فضائل القرآن سورة سورة، وقد أف الغافقي المتوفى سنة (619) – رحمه الله تعالى – كتابه الحافل: (لمحات الأنوار) وعقده في (334) بابًا تضم نحو ألفي رواية من المرفوع والموقوف والمقطوع في فضائل سور وآيات القرآن العظيم، وقد جمع فيه الطمَّ والرَّمَّ، فهو أوسع معلمة في هذا الباب ([11])، ولو أخذت بذكر ما لا يصح فيه شيء هنا لطال، لكن الشأن التنبيه على ما هو منتشر بين الناس، ونَبَّه عليه أهل العلم.

ومن هذه المحدثات حسب ترتيب آيات وسور القرآن الكريم: الآتي:

.................................................. ..................

الحواشي

([1]) انظر: التبيان للنووي ص/ 82 - 95 في الباب السادس. التذكار للقرطبي ص/111 - 149 في الباب 33 وما بعده. تلبيس إبليس لابن الجوزي ص/113، 124، 237، 240. فضائل القرآن لابن كثير ص/114 - 131، 162 - 165. الموافقات للشاطبي 3/ 312 - 214. الفتاوى للشاطبي. فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 287 - 310، 5/ 83، 13/ 43، 361، 404، 24/ 244. اللمع 1/ 63 - 66، 183. المدخل 1/ 78 - 79. تفسير الطبري 1/ 58 - 60. تفسير القرطبي 1/ 13 - 33. تفسير البغوي: 1/ 34 - 36. شرح الإحياء 2/ 285. الشرح والإبانة ص/367. الحوادث والبدع ص26، 83 - 89. الفوائد المجموعة ص/56. السلسلة الضعيفة رقم/50. الإبداع ص/63، 74. البدع والنهي عنها ص/86. الأمر بالاتباع ص/351. السنن والمبتدعات للشقيري ص/113 - 114، 118، 123 - 124، 215 - 222. والتقريب لفقه ابن القيم 2/ 118 - 14. وزاد المعاد 1/ 482 - 492. القول المفيد لمحمد موسى نصر ص/70 - 77. مرويات دعاء ختم القرآن، المقدمة بحاشيتها. معجم المناهي في مواضع منه. المسجد في الإسلام لخير الدين وانلي.

([2]) تاج العروس 2/ 500. وانظر: إغاثة اللهفان 1/ 160 - 162.

([3]) إغاثة اللهفان 1/ 160، 162.

([4]) وتجد في تراجم بعض القراء المشهورين بأنه عارف بألحان الموسيقى .. فَلِمَ؟!

([5]) تلبيس إبليس ص113 - 114.

([6]) زاد المعاد 1/ 482 - 493.

([7]) بيان زغل العلم والطلب. ص/4 - 5 عن طبعة المقدسي.

([8]) فائدة: في مادة (قلس) من (تاج العروس 16/ 195) قال: (وقال الليث: التقليس: أن يضع الرجل يديه على صدره ويخضع، ويستكين، وينحني، كما تفعل النصارى قبل أن يكفروا، أي قبل أن يسجدوا.

وفي الأحاديث التي لا طرق لها: ((لما رأوه قَلَّسوا له ثم كفروا)) – أي سجدوا – انتهى.

وفي رواية المزني عن أحمد – رحمه الله تعالى -: ويكره أن يجعلهما على الصدر، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التكفير، وهو ضع اليد على الصدر. انتهى من بدائع الفوائد 3/ 91. وعنه: التقريب لفقه ابن القيم برقم/ 354. فهذان النقلان بحاجة إلى مزيد من التحرير والتأمل، وانظر (فصل المقال في شرح الأمثال) ففيه بحث مهم في مادة (كفر) منه. والدعاء للعروسي: 2/ 583 حاشية رقم/4. وفي (فتح الباري) لابن رجب: 8/ 437 - 348 بحث عن التقليس بمعنى ضرب الدف في العيد.

([9]) وانظر: الفتاوى للشاطبي ص/197 - 200، 206. المعيار المعرب 11/ 112 - 113.

([10]) تلبيس إبليس ص/143.

([11]) وقد طبع حال تقيد هذا الكتاب عام 1418 في ثلاثة مجلدات. بتحقيق الأستاذ: رفعت فوزي. ونشرته دار البشائر الإسلامية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير