تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:13 م]ـ

باب: وصف قراءة ذي الصوت الحسن

يقرأ بخشوع وافتكار وتحزين واعتبار، يعطي الحروف حقوقها، ويأتي بالتلاوة بكمال شرائطها، فذلك الذي ينبغي أن يجالس، قد سلم من الافتتان في تلاوته والإفحاش في قراءته، فالنفوس إلى سماع ما يتلو مائلة، والقلوب عليه غير عادلة، كما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأوا بحزن فإنه نزل بحزن)، وسئل: من أحسن الناس صوتا بالقرآن؟ قال: (من إذا تلا رأيتَ أنه يخشى الله تعالى)، فإن كان له مجلس للقراءة فإنه يقصد، وإن كان صاحب محراب فإنه يصلَّى خلفه، تبركا بما يسمعون، وتفهما بما يعون، فهم بذلك يؤجرون، وعند سماع كتاب الله يخشون، قال الله - عز وجل -: (كتب أنزلنه إليك مبرك ليدبروا ءايته وليتذكر أولوا الألبب).

قال بعض العلماء: إن الله تعالى أنزل هذا الكتاب، وجعل حكمه بين أمرين: التدبر والتذكر، فمن لم يحصل له في قراءته أو في سماع تلاوته تدبر ولا تذكر لم يفز بنائل، ولم يحظَ بكبير طائل. نعوذ بالله من الغفلة والسهو، فإنها مفتاح كل شر ولهو، وقد سقت أقوال العلماء في ذلك وأشباهه في كتاب (آداب القراء وصنعة الإقراء) بما يغني عن إعادته.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:14 م]ـ

باب: وصف قراءة المحاريب

الأولى أن يُسلك فيها التوسط، ويُعدَل عن التجافي والشطط، ولهذا كره قوم من العلماء أن يُقرأ فيها بقراءة حمزة بن حبيب الزيات، لما فيها من المد الفاحش والإضجاع، والوقوف على السواكن، وغير ذلك مما يباين غيره من القراء. كل ذلك لطلب التعديل وترك التجافي والتطويل.

وليراع في محرابه الوقوف المستحسنة، وليتجنب الفاحشة المستنكرة، وإن كان ذلك تجب مراعاته في كل حال، إلا أن المحراب يراعى فيه من يستمع ويتلو أكثر.

وليحذر أن يصل ركوعه وسجوده بنفس التلاوة، مثل أن يؤخر (واسجد واقترب) إلى حين سجوده، فإنه لا يجوز عند العلماء؛ لأنه لا يخلو إما أن يكبِّر فيكون قد أتى بالتكبيرة في غير محلها، وهي تكبيرة السجود، أو لا يكبر ويخل بها رأسا عامدا، فيكون قد أخل بمسنون لا بد منه، أو واجب عند بعض العلماء، وتفسد صلاته عندهم إذا تعمد ذلك، وهو مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، رضي الله عنه، وكذلك لتكبير الركوع، وهذا يجب أن يراعيه أهم مراعاة.

وهم على ثلاثة أضرب، فمنهم من يمضي على سنن واحد بترتيل وهو أكملها، أو يحدر وهو أسهلها، أو يجمع بينهما وهو أعدلها، بعد أن لا يخل بجميع ذلك بشيء من شرائط القراءة، وليراع ركوعه وسجوده وتشهده وأركان صلاته التي لا تصح إلا بها، ولا يهمل ذلك فإنه فرض، والتلاوة ما عدا الفاتحة نفل.

ولا يقرأ إلا بالمشهور من القراءات والروايات، وليجتنب الشواذ من ذلك، وإن كانت جائزة في العربية، وما خالف المصحف منها، فهو المجمع على تركه، وإن كان شهدت العربية بصحته؛ لأن القراءة سنة لا يجوز مخالفتها ولا العدول عنها.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:14 م]ـ

باب: وصف قراءة الترسيل والترتيل

وهو إعطاء الحروف حقوقها من المد والقصر والتشديد والتخفيف والإمالة والتفخيم والإظهار والإدغام، ونحو ذلك من أصول القراءة، حتى يأتي بها بيقين، فإذا مد بالفتوح صوته لم يبلغ به أقصى نفَسه عُلُوًا، وإن كان الممدود مرفوعا أو مخفوظا وزن صوته لذلك، ولا يبلغ بالقصر المبين، وليأت به بتمكين مستبين، وليحذر حركة المجزوم، أو جزم المتحرك في ترتيله.

وليتنكّب التمطيط، فأكثر ما يكون في الترتيل، وإذا وقع التنوين جنّبه الإشارة الخفية، وجعله بين ذلك، وهذا لا يكون إلا في حال الوصل، وأما الوقف فالتنوين يسقط فيه، ويكون الوقف عليه إما بالسكون أو الروم، على اختلاف القراء، وما لا تنوين فيه فليراعِ تخليصه من التنوين.

وأما المشدد فإن كان من الباء أطبق شفتيه من غير إفحاش ولا تطويل، وإن كان من الميم أطاله عن درجة الباء قليلا، فالأول مثل: (رب العلمين)، والثاني مثل: (صم بكم). وليكن طرف لسانه لصق بالحنك من شدة غير مستعلية، وفي الثاء والظاء والطاء نحو ذلك.

فأما الضاد فليحذر حين تشديده إياها من إخراج صوت كالشين، ولا يعرض خديه ولا ماضغيه، ليسلم مما يحذر عليهما من ذلك.

وأما السين فلا يصفر فيها صفيرا تسمع الزاي منها، بل يجتهد في أن تكون سينا خالصة بلا شوب، فإذا جاءت الزاي فلْيُخْلِصْها أيضا، وإذا جاءت الصاد فليزدها من التشديد، وليُبْدِها صافية من الإشمام، فإن كان ممن يشم الصاد زايا في مثل (الصراط)، و (يصدفون)، و (يصدر الرعاء) - أتي بذلك وسطا بإحسان وإتقان، وكذلك يفعل بما لم يكن ساكنا في الوقف مثل: (صراط الذين)، وإن كان ممن يقرأ (الصراط) و (صراط) بالسين طلب ذلك بأعدل الأمور.

ويجب على مستعملي الإدغام أن لا يميتوا الحروف كيما يبرأوا من الإساءة، لا يزيدوها ثقلا كيما يبرأوا من الإفحاش، ولينحرف صاحب التحقيق عن الجهر الشديد والإطالة والتمديد، فإنه عند العلماء فساد وليس بتجويد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير