وقال بعضُهم: الزَّوْجُ هنا: (النَّمَطُ يُطْرَحُ على الهَوْدَجِ). ومثله في (الصّحاح)، وأَنشد قول لبيد. ويُشبِه أَن يكون سُمِّيَ بذالك لاشْتمال على ما تَحتَه اشتمالَ الرَّجُلِ على المَرأَة. وهاذا ليس بقَوهيَ.
(و) الزَّوْجُ (: اللَّوْنُ من الدِّيبَاج ونَحْوِه). والذي في (التهذيب) والزَّوج: اللَّوْنُ. قال الأَعْشَى:
وكُلُّ زَوْجٍ منَ الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ **** أَبو قُدَامَه مَحْبُوًّا بِذاك مَعَا
فتقييدُ المصنِّف بالدِّيباج ونحوه غيرُ سديدٍ. وقوله تعالى: {6. 001 وآخر من شكله أَزواج} (ص: 58) قال: مَعناه أَلْوانٌ وأَنواعٌ من العَذَاب.
(ويقال للاثنينِ: هما زَوْجانِ، وهما زَوْجٌ) كما يقال: هما سِيَّانِ، وهما سَوَاءٌ. وفي (المحكم): الزَّوْجُ: الاثنانِ. وعنده زَوْجَا نِعَالٍ، وَزَوْجَا حَمامٍ يعني ذَكَرَيْنِ أَو أُنْثَيَينِ، وقيل: يَعني ذَكَراً وأُنثى. ولا يقال: زَوْجُ حَمامٍ، لأَنّ الزَّوجَ هنا هو الفَرْدُ وقد أُولعت به العَامَّة. وقال أَبو بكر: العَامَّة تُخطِيءُ، فَتَظنُّ أَن الزَّوجَ اثنانِ، وليس ذالك من مَذَاهبِ العربِ، إِذ كانوا لا يَتَكلَّمون بالزَّوْجِ، مُوَحَّداً في مثل قولهم: زَوْجُ حَمامٍ، ولاكنهم يُثَنُّونه فيقولون: عندي زَوْجَانِ من الحَمام، يَعنونَ ذَكراً وأُنثى؛ وعندي زَوْجَانِ من الخِفَافِ، يَعنونَ اليَمِينَ والشِّمَالَ، ويُوقِعونَ الزَّوْجَينِ على الجِنْسَيْنِ المُختَلِفِيْنِ، نَحْو الأَسود والأَبيِض، والحُلْوِ والحَامِض، وقال ابن شُمَيلٍ: الزَّوْج: اثنانِ، كُلُّ اثنينِ: زَوْجٌ. قال: واشتريْت زَوْجينِ من خِفافٍ: أَي أَربعةً. قال الأَزهريّ: وأَنكرَ النّحويّون ما قال. والزَّوْجُ: الفَرْدُ، عندهم. ويقال للرجلِ والمرأَةِ: الزَّوْجَانِ. قال الله تعالى: {6. 001 ثمانية اءَزواج} (الأَنعام: 143) يريد ثمانيةَ أَفرادٍ وقال هاذا هو الصَّواب. والأَصلُ في الزَّوْج الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كُلّ شيْءٍ، وكلُّ شَيْئينِ مُقْتَرِنَيْنِ: شَكْلَيْنِ كانا أَو نَقيضَيْنِ: فهما زَوجانِ، وكلّ واحدٍ منهما: زَوْجٌ.
(وَزَوَّجْتُه امرأَةً)، يَتعَدَّى بنفسه إِلى اثنينِ، فَتَزَوَّجَها: بمعنى أَنْكَحْتُه امرأَةً فَنَكَحها. (وتَزَوَّجْتُ امرأَةً. و) زَوَّجْتُه بامرأَةٍ. وتَزَوَّجْتُ (بها، أَو هاذه) تَعْدِيَتُها بالباءِ (قليلةٌ)، نَقَله الجوهريّ عن يونس. وفي (التهذيب) وتقول العرب: زَوَّجْتُه امرأَةً، وتَزَوَّجْتُ امرأَةً، وليس من كلامهم: تَزَوَّجْتُ بامْرَأَةً، ولا زَوَّجْتُ منه امرأَةً، تاج العروس من جواهر القاموس - (6/ 23)
وقال الفَرّاءُ: تَزَوَّجْتُ بامرأَة: لغةٌ في أَزْدِشَنُوءَةَ، وتَزَوَّج في بني فُلان نَكَحَ فيهم. وعن الأَخفش: وتَجُوز زِيَادَةُ الباءِ فيُقال: زَوَّجْتُه بامرأَةٍ، فَتَزَوَّج بها.
(وامرأَةٌ مِزْوَاجٌ: كثيرَةُ التَّزَوُّجِ) والتَّزَاوُجِ.
و (كثيرَةُ الزِّوَجَةِ) كعِنَبَة، (أَي الأَزْوَاجِ)، إِشارة إِلى أَن جَمْعٌ للزَّوْج، فقول شيخِنَا: إِنّ الأَقْدَمينَ ذَكَرُوا في جمع الزَّوْج زِوَجَةً كعِمَبَةٍ، وقد أَغفله المصنِّفُ كالأَكْثَرِين، فيه تأَمُّلٌ.
(و) زَوَّجَ الشيءَ بالشيءِ وزَوَّجَه إِليه: قَرَنه. وفي التَّنْزِيلِ:وَ {زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (الدخان: 54) أَي (قَرَنّاهُم) وأَنشد ثَعْلَب:
ولا يَلْبَثُ الفِتْيَانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا ******* إِذا لَم يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلٍ
قال شيخنا: وفيه إِيماءٌ إِلى أَنّ الآية تكون شاهداً لِمَا حكاه الفَرّاءُ، لأَن المرادَ منها القِرَانُ لا التَّزويجُ المعروفُ، لأَنه لا تَزْويجَ في الجَنَّة. وفي (واعي اللغة) لأَبي محمد عبد الحقّ الأَزْديّ: كلُّ شَكْل قُرِنَ بصاحبه: فهو زَوجٌ له، يقال: زَوَّجْت بين الإِبلِ أَي قَرَنْت كلَّ واحدٍ بواحِدٍ. وقوله تعالى: {6. 002 واذا النفوس زوجت} (التكوير: 7) أَي قُرِنَتْ كلُّ شِيعةٍ بمَن شايَعتْ. وقيل: قُرِنتْ بأَعمالها. وليس في الجَنَّةِ تَزْوِيجٌ. ولذالك أَدخَلَ الباءَ في قوله تعالى: {
¥