تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: حديث أبي سعيد الخدري أصله في الصحيحين (الفتح: 6/ 0 23)، مسلم (4/ 2177) ولفظه: (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم)، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: (بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين). وأخرجه أحمد في المسند (3/ 0 5، 27، 93)، وفي فضائل الصحابة (1/ 49)، وأبو داود (4/ 48)، والترمذي (تحفة 10/ 141 - 1)، وابن ماجة (1/ 37)، والحميدي (2/ 333)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص 170)، وأبو يعلى الموصلي (2/ 369، 400)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 616)، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي في جزء الفضائل (ص ‹ صفحة 156 › 200)، وانظر علي بن الجعد (ص 259 وما بعدها) كلهم من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بما رواه ابن عدي.

وكأن ابن عدي أنكر على عطية العوفي هذه (وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) فإن أصل الحديث في الصحيحين كما تقدم.

ق لت: هذه الزيادة ثابتة ولم ينفرد بها عطية العوفي، فقد أخرجه أحمد في المسند (3/ 26)، وفي فضائل الصحابة (1/ 69)، وأبو يعلى في مسنده (2/ 461) من طريق مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا. مجالد فيه كلام لكن تابعه غير واحد من الثقات، وأبو الوداك تابعي ثقة. وبعد ثبوت الزيادة المذكورة تبين لك أن جرح عطية العوفي من هذا الباب دعوى تحتاج لدليل.

- ثم حديث آخر ففي المطبوع باسم (التاريخ الصغير) للبخاري (ص 124) ما نصه: قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم الثقلين)، أحاديث الكوفيين هذه مناكير. ا ه*.

قلت: النكارة لها معان:

أحدها: مرادفة الشاذ.

ثانيها: مخالفة الضعيف لمن هو أوثق منه.

ثالثها: تفرد الضعيف الذي لا يحتمل تفرده ولا من يتابعه أو يشهد له.

رابعها: كون المتن غريبا ومخالفا للأصول مع ركاكة الألفاظ.

خامسها: مطلق التفرد ولو بوجه من الوجوه.

أما عن الأول: وهو مرادفته للشاذ، فلم يخالف عطية العوفي أحدا لا في متن ولا في إسناد.

بي عن الثاني: فمثله.

وعن الثالث: فالحديث ليس فردا فلا ينطبق عليه.

وعن الرابع: فإنه منتف تماما هنا فلا تعارض بينه وبين غيره بل هو مفيد للعلم.

فلم يبق إلا الوجه الخامس: وهو مطلق التفرد من جهة عطية عن أبي سعيد الخدري وهذا الوجه يجب أن يحمل عليه قول الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى.

* * *

فصل:

قول أبي زرعة: كوفي لين.

وقول أبي حاتم الرازي: ضعيف يكتب حديثه.

فهذا من الجرح المبهم غير المفسر فهو يرد كما تقرر في قواعد الحديث، وكما استقر العمل على ذلك والأخذ في مقابل ذلك بالتعديل الوارد في عطية العوفي.

ولكن يجب ألا يخلي المقام من أمرين:

أولهما: أن الجرح المذكور أعلاه ليس من الجرح الشديد الذي ينزل بمفرده عند خلو الراوي من التعديل إلى درجة التالف الذي لا يعتبر بحديثه، بل هو جرح خفيف لم يخل منه عدد من الرواة صحح لهم الحفاظ وخرج حديثهم في الصحيح.

ثانيهما: إن هذا الجرح غير المفسر في حقيقته يرجع إلى الأمرين اللذين ظلم بسببهما وهما التشيع والتدليس.

وقد قال الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 271): ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس. ا ه*

وقد تقدم الكلام على التشيع والتدليس المنقولين عن عطية العوفي.

بقي أن تعلم أن أبا حاتم الرازي قد جاء عنه توثيق عطية العوفي كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

* * *

فصل:

أما عن قول ابن عدي في الكامل (5/ 2007): (وهو مع ضعفه يكتب حديثه).

فإن ابن عدي اعتمد في ترجمة عطية العوفي على أمور هي:

1 - رواية ابن أبي مريم عن يحيى بن معين قال عن عطية العوفي: ضعيف إلا أنه يكتب حديثه.

2 - تضيف أحمد والثوري وهشيم بسبب حكاية الكلبي تدليس عطية له.

3 - قول الجوزجاني: مائل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير