والحاصل أن من تكلم فيه فلأجل ما رمي به من التدليس وهو أمر لم يصح البتة، أو التشيع، أو روايته شيئا تكلم فيه، وقد تبين لك أن هذه الأمور الثلاثة التي تكلم فيه بسببها ليست قادحة.
فالصواب قبول حديثه واعتباره من الحسن لذاته.
وقد قال شيخ الفن وطبيب علله الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي (1) الأذكار (1/ 271): ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس وهو في نفسه صدوق. ا ه*.
وإذا تبين لك أن دعوى التدليس ليست بصحيحة والتشيع لا دخل له في روايته، فالرجل صدوق.
وقد أصر الحافظ على كون عطية العوفي صدوقا، فعندما سرد أسامي المدلسين في النكت على ابن الصلاح (2/ 644) قسم المدلسين لقسمين أحدهما: من وصف بالتدليس مع صدقه، وثانيهما: من ضعف بأمر آخر غير التدليس، ثم ذكر عطية العوفي في القسم الأول (2/ 646)، وهم من وصفوا بالتدليس مع صدقهم فهو صدوق عنده.
فإذا وجدت بعد هذا البيان تضعيفا لعطية العوفي، فاعلم أنه مخالف للصواب.
وبعد فيمكن لك أن تسمى ما كتبته في الانتصار لعطية العوفي ب* " القول المستوفي في الانتصار لعطية العوفي ".
والله تعالى أعلم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 171 ›
(1) ابن دحية الكلبي الأندلسي رغم كونه حافظا متفننا إلا أنه كما قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (4/ 1421): كان معروفا على كثرة علمه وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة. ا ه*. وترجمته تحوي غرائب.
‹ هامش ص 173 ›
(1) فمن الخطأ البين والظلم لهذا الرجل قول ابن الجوزي في الموضوعات: ضعفه الكل، وقول الذهبي في الديوان: مجمع على ضعفه، وقوله في مختصر المستدرك (4/ 222): واه، وقول البوصيري في " مصباح الزجاجة ": متفق على ضعفه، وهذه أقوال مخالفة للواقع فلا يلتفت إليها فليس الرجل بواه أو أجمعوا على ضعفه، وكتب الرجال إن لم ينظر الناظر فيها بعين الناقد البصير الصيرفي زلّ وضلّ، والله المستعان.
‹ هامش ص 174 ›
(1) ولما كان كلام الحافظ قاطعا وسادا لباب الكلام في عطية العوفي لم يرق ذلك لصاحب الكشف والتبيين (ص 42) فبدلا من الاعتراف بقصوره والتسليم للحافظ رحمه الله تعالى أغمض عن هذا وأخذ يغمز أمالي الحافظ على الأذكار، وذلك كسعيهم دائما لنقد الكتب عند المخالفة، فإذا أرادوا رد تصحيح أو تحسين لحافظ اتهموه بالتساهل وبأن كتابه فيه كذا وكذا، [وإذا] وقفوا على حديث صحيح لا يوافق شذوذهم تراهم يقولون: لم يخرجه أحمد وليس في الصحيحين ولا الموطأ ولا تجده في السنن الأربعة بل هو في الكتب التي تروي الضعاف كالدارقطني والبزار. . . إلخ وهو كلام ساقط بنفسه لا يحتاج لإسقاط. وها نحن نراهم اليوم يتكلمون ويغمزون أمالي الأذكار وهي جرأة قبيحة من منازل بغير آلة وتطاول على كتاب حاز القدح المعلى في بابه يحق أن يفاخر به كبار الحفاظ المتقدمين ولكن. . . من جهل شيئا عاداه، والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 11 - 07, 12:08 ص]ـ
محمود سعيد ممدوح له عجائب في كلامه على الرجال والأحاديث، ومن أمثلة عجائبه كلامه السابق حول عطية العوفي.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد طلب مني أخي الفاضل عصام البشير سلمه الله بحث ترجمة عطية العوفي، وبناء على طلبه الكريم إليكم هذا الجواب:
عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي، أبوالحسن الكوفي.
قال ابن سعد _ كما في الطبقات (6/ 304) _: (كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به).
وقال يحيى بن معين _ في رواية ابن طهمان (رقم 256) _: (ليس به بأس). قيل: يحتج به؟ قال: (ليس به بأس).
وقال _ في رواية الدوري (2/ 407) _: (صالح).
وأما من ضعفه:
فقال أحمد _ كما في العلل (رقم 1306) _: (كان هشيم يضعف حديث عطية). وانظر: التاريخ الصغير (1/ 267).
وقال أحمد _ كما في العلل (رقم 4502) _: (وكان سفيان _ يعني الثوري _ يضعف حديث عطية).
وأسند أبوداود _ كما في سؤالات الآجري (1/ 238رقم308) _ أن الشافعي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: (عطية ما أدري ما عطية!). وانظر: مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 549)
¥