ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 07, 05:07 ص]ـ
8 - قال (ص23): " وأما رواية إسحاق بن حازم فلم أقف عليها ".
وهي في علل ابن أبي حاتم (2/ 357)، قال: " وسألت أبي عن حديث رواه أسد بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن إسحاق بن حازم -أو: خازم، شك أسد-، قال: أخبرني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن ثفال بن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن بن شيبان، عن أمه بنت زيد بن نفيل، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لم يحبب الله من لم يحببني، ولم يحبني من لم يحبب الأنصار، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» ... ".
وفي هذا الإسناد أخطاء، لذا قال أبو حاتم: " هذا خطأٌ في مواضع "،
فقوله: " ثفال بن أبي ثفال " صوابه: أبو ثفال، وقوله: " رباح بن عبد الرحمن بن شيبان " صوابه: رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان، وقوله: " عن أمه " صوابه: عن جدته، وقوله: " بنت زيد بن نفيل " صوابه: بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ويحتمل في الأخير هذا النسبة إلى الجد الأعلى.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 07, 05:08 ص]ـ
9 - رجح المؤلف (ص23) الوجه الأول عن عبد الرحمن بن حرملة، ونقل ترجيحه عن الدارقطني، وقد سبق أبو حاتم إلى ذلك -كما في العلل لابنه (2/ 357)، وفات المؤلف فلم يذكره-، فقال: " والصحيح: عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب، عن جدته، عن أبيها سعيد بن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ".
وهذا الترجيح إنما هو لكثرة الثقات الذين رووا هذا الوجه عن عبد الرحمن بن حرملة، ولأنه توبع عليه من جمع، إلا أنه ليس فيهم ثقة إلا سليمان بن بلال.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 07, 05:09 ص]ـ
10 - ثم نظر المؤلف (ص25) في حال أبي ثفال، وذكر تجهيل أبي حاتم والبيهقي له.
وقد جهّله الإمام أحمد بن حنبل أيضًا، فنقل ابن قدامة -في المغني (1/ 146) - عن الحسن بن محمد قال: (ضعّف أبو عبد الله الحديثَ في التسمية، وقال: " أقوى شيءٍ فيه: حديثُ كثير بن زيد عن ربيح -يعني: حديث أبي سعيد- "، ثم ذكر ربيحًا، أي: " مَنْ هو؟! ومَنْ أبو ثفال -يعني: الذي يروي حديث سعيد بن زيد-؟! "، يعني: أنهم مجهولون، وضعَّف إسناده) ا. هـ، ووقع في مطبوعة هجر: " من هو؟ ومن أبوه؟ فقال: يعني الذي يروي ... "، وهو خطأ، ونقل النصَّ ابنُ تيمية في شرح العمدة (1/ 169 - الطهارة) فجاء على الصواب، ونقل الجزءَ المتعلقَ بأبي ثفال ابنُ الجوزي في التحقيق (1/ 143)، ثم ابنُ عبد الهادي في تعليقته على علل ابن أبي حاتم (ص142)، فنقلا: " مَنْ أبو ثفال؟! ".
وذكر المؤلف قول البخاري فيه: " في حديثه نظر "، وفسَّره بأنه يطعن في صحة حديثه لا في صدقه. مع أن الحافظ مغلطاي قال -في شرح ابن ماجه (1/ 252)، بعد أن نقل كلمة البخاري-: " والبخاري إذا قال ذلك يكون غير محتمل عنده ".
ثم ذكر قول ابن حبان: " ليس بالمعتمد على ما تفرد به "، ومن المفيد سياق كلام ابن حبان كله، قال -في الثقات (5/ 594) - في ترجمة جدة رباح: " ابنة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، جدة رباح بن عبد الرحمن، لا أدري ما اسمها، تروي عن أبيها، روى عنها رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، إلا أني لست بالمعتمد على ما انفرد به أبو ثفال المري ".
وهذه إشارة من ابن حبان إلى حديثنا هذا، وهي تقتضي أنه لا يصحح الحديث؛ لتفرد أبي ثفال به، وقد زاد في ترجمة أبي ثفال في الثقات (8/ 157، 158) أن في قلبه من هذا الحديث، لأنه قد اختُلف على أبي ثفال فيه.
وعلة الاختلاف مُجابٌ عنها، إلا أن علة التفرد باقية.
وبها أعلّه البزار قبلُ -ونقله المؤلف (ص26) مختصرًا، وهو بتمامه عند ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 449)، ومنه أنقل-، قال: " ورباح بن عبد الرحمن وجدَّتُهُ لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث، ولا حدَّث عن رباح إلا أبو ثفال، فالخبر من جهة النقل لا يثبت؛ للعلة التي وصفنا ".
وذكر العقيليُّ أبا ثفال في الضعفاء، وذكر كلمة البخاري فيه، وأسند حديثه هذا.
فأبو ثفال مجهولٌ إذن، وقد تفرد بهذا الحديث، فأعلّه الأئمة لذلك.
قال الذهبي -في الميزان (4/ 508) - في أبي ثفال: " ما هو بقوي، ولا إسناده يمضي ".
ورباح مجهول أيضًا -كما قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، ونقله المؤلف-.
¥