ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - 11 - 07, 12:15 ص]ـ
الأخ أبا عبد الرحمن الإسماعيلي الأثري:
بارك الله فيك.
التعليق الأول: حول كلامكم عن كثير بن زيد الأسلمي ثم السهمي
* أما ما قلته من تضعيف ابن معين له فذاك تفصيله:
لم أقل إن ابن معين ضعّف كثيرًا بهذا الإطلاق، وإن كان هذا قريبًا -كما سيأتي بعون الله-.
وهذا نص كلامي:
فمن قوَّى حاله قرن ذلك بتليين -سوى أحمد-، فابن معين كان يقول: " ليس بشيء "، ثم قال فيه: " ليس بذاك القوي "، وقال: " صالح "، وقال: " ليس به بأس "
ومقصودي واضح: أن من قوّى من الأئمة حال كثير، فإنه غمزه بكلمة جرح تدل على أن تقويته لا تخرج به عن مرتبة الضعف، وإنما التقوية لإخراجه من مرتبة الضعف الشديد، فهو في الضعف المحتمل الذي يعتبر به، ما لم ينفرد أو يخالف.
قال عبدالله بن شعيب الصابوني و أبوبكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ليس بذاك
قال أبوبكر:و كان قال أولا: ليس بشيء
* و من الواضح أن ليس بذاك عند ابن معين لا تنزل الراوي إلى الدرجة التي تجعله لا يحتج بحديثه " وذاك يظهر لأقل مطلع على أوال ابن معين في الرواه "
فإن قال قائل بل هي جرح لأنه قال عنه ليس بشئ كما نبه أبوبكر!
يكون الجواب: أنه من الممكن أن يكون يحيى بن معين قال ذلك عندما قارنه بمن هو أقوى منه , أو يكون قد بدى له من حاله بعد ذلك ما لم يكن يعرف
رواية ابن أبي خيثمة عن ابن معين هي في تاريخه (2/ 336 - السفر الثالث)، قال: (وسئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد، روى عنه عبد المجيد الحنفي
-كذا-؟ قال: " ليس بذاك القوي "، وكان قال أول: " ليس بشيء ")، ونحوه في رواية الحنبلي عن ابن أبي خيثمة عند ابن حبان في المجروحين (2/ 222)، قال: (وكان قال: " لا شيء "، ثم ضرب عليه).
فهذا كالصريح في أن ابن معين عدل عن قوله الأول إلى قوله: " ليس بذاك القوي "، وهذه الرواية مشعرة بأن الرأي المتأخر لابن معين في كثير بن زيد هو تضعيفه، ويؤيدها رواية ابن محرز -ولم أرَ من أشار إليها-، قال -كما في معرفة الرجال (1/ 70) -: (سمعت يحيى -وقيل له: كثير بن زيد مدني؟ - قال:
" نعم، ضعيف ").
ويُزاد فيمن روى عن ابن معين قولَهُ في كثير: " ليس بذاك القوي "= الحافظُ يعقوب بن شيبة، قال -كما في تاريخ دمشق (50/ 25) -: (قرئ على يحيى بن معين: " كثير بن زيد، ليس بذاك القوي ").
ومن هذا يتضح أن ابن معين إنما قال: " ليس بذاك القوي "، لا: " ليس بذاك " -كما وقع في التهذيبين-. و " ليس بذاك القوي " تضعيفٌ صريح.
و يرجح ذلك القول و يؤيده
أن المفضل بن غسان الغلابي و معاوية بن صالح رويا عن ابن معين قوله فيه:صالح. و أظن أن هذا تعديل ظاهر
الأصل في إطلاق " صالح " عند الأئمة: إطلاقه على من يستشهد بهم -كما قرره الشيخ السليماني في شفاء العليل (ص146) -، ويبين ذلك إطلاقات كلمة " صالح " عند ابن معين، ومن أظهر ذلك: قول ابن محرز -في معرفة الرجال (1/ 70) -: (سألت يحيى عن مندل بن علي، فقال: " ليس بذاك "، وضعّف في أمره، ثم قال: " هو صالح ").
فاعتبار إطلاق " صالح " تعديلاً ظاهرًا= فيه نظرٌ ظاهر.
وهذا التفسير لإطلاق كلمة " صالح " ينفي ما قد يظهر من تعارض بين تضعيفِ ابن معين كثيرَ بن زيد، وقولِهِ فيه: " صالح ".
[1 - ] بل و قد قال عنه محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي: ثقة
[2 - ] وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا
[3 - ] وقال أبو أحمد بن عدي ما نصه: و لكثير بن زيد عن غير الوليد بن رباح أحاديث لم أذكرها و لم أرى به بأسا و أرجوا أنه لا بأس به.أ. هـ
وأزيد هنا فيمن قوّى كثيرًا:
4 - روى ابن أبي مريم عن ابن معين أنه قال في كثير: " ثقة "، وروى الدورقي عنه قوله: " ليس به بأس "، والروايتان في الكامل لابن عدي (6/ 67).
ولعل فيهما نظرًا، أو قَصَدَ ابن معين بهما غير ظاهرهما، كأن يكون وقوعهما في مقارنة بين اثنين -وربما كان الآخرُ: كثيرَ بن عبد الله بن عمرو بن عوف، فكثيرًا ما يُقارن بينهما، وابن زيد أقوى من ابن عبد الله-، أو نحو ذلك.
حيث إن أكثر الروايات عن ابن معين على خلافهما، وفي الرواة عنه من هو أعرف به وأجلّ من غيره:
¥