قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، فَقَعَدَ إِلَى جَنْبِي، فَقَالَ لِي: أَنْتَ أَبُو زُرْعَةَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذِهِ الدَّقَائِقِ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ جَمَعْتَ هَذِهِ؟، فَقَالَ: هَذِهِ كَتَبْنَاهَا عَنْ أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ الْفَارِسِيِّ عَنْكَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بنِ دِيْنَارٍ الفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ العَبْدُ الصَّالِحُ بِحَدِيْثٍ سَاقَهُ.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو ذَرٍّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبدَانَ يَقُوْلُ: قَدِمَ يَعْقُوْبُ بْنُ اللَّيْثِ الصَّفَّارُ - صَاحِبُ خُرَاسَانَ - إِلَى فَارِسَ، فَأُخْبِرَ أَنَّ هُنَاكَ رَجُلاً يَتَكَلَّمُ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأَرَادَ بِالرَّجُلِ يَعْقُوْبَ الْفَسَوِيَّ، فَإِنَّهُ كَانَ يَتَشَيَّعُ، فَأَمَرَ بِإِحضَارِهِ مِنْ فَسَا إِلَى شِيْرَازَ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ، عَلِمَ الوَزِيْرُ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِ السُّلْطَانِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قَدِمَ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ فِي أَبِي مُحَمَّدٍ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ شَيخِنَا - يُرِيْدُ بِشَيْخِهِ السِّجْزِيِّ - وَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ فِي عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ قَالَ: مَالِي وَلأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَوَهَّمْتُ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فِي عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ السِّجْزِيِّ، فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ.
قَالَ الذَّهَبِيُّ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ، فَاللهُ أَعْلَمُ، وَمَا عَلِمْتُ يَعْقُوْبَ الفَسَوِيَّ إِلاَّ سَلَفِيَّاً، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَاباً صَغِيْرَاً فِي السُّنَّةِ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: حُكِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: مَا فَاتَكَ مِنَ الْمَشَايِخِ فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ يَعْقُوبَ بْنَ سُفْيَانَ، فإِنَّكَ لا تَجِدُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَصْبَهَانِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّهَاوَنْدِيُّ الْحَافِظُ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ وَكَسْرٍ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مَحْمُوْدِ بنِ صَبِيْحٍ يَقُوْلُ: مَاتَ يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ بِفَسَا فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ قَبْلَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ بِشَهْرٍ.
مَصَادِرُ تَرْجَمَتِهِ: الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ (9/ 208)، وَطَبَقَاتُ الْحَنَابِلَةِ (1/ 416)، وَاللُّبَابُ (2/ 432)، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ (32/ 324_335)، وَتَذْكِرَةُ الْحُفَّاظِ (2/ 583)، وَتَذْهِيبُ التَّهْذِيبِ (4/ 185)، وَالْعِبَرُ فِي خَبَرِ مَنْ عَبَرَ (2/ 58 - 59)، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (13/ 180_184)، وَالْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ (11/ 59 - 60)، وَغَايَةُ النِّهَايَةِ فِي طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ (2/ 390)، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (11/ 385 - 389)، وَطَبَقَاتُ الْحُفَّاظِ لِلسُّيُوطِيِّ (259)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (2/ 171).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 02 - 08, 08:48 ص]ـ
(2) ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الفَارِسِيُّ
ـــ،،، ـــ
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْه بْنِ الْمَرْزُبَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ النَّحْوِيُّ
الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ النَّحْوِ، تِلْمِيْذُ الْمُبَرِّدِ.
سَمِعَ: يَعْقُوْبَ الْفَسَوِيَّ فَأَكْثَرَ، وَلَهُ عَنْهُ «تَارِيْخُهُ» وَ «مَشْيَخَتُهُ».
¥