تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ ابْنِ قُتَيْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ كُرْبَزَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيِّ.

قَدِمَ مِنْ مَدِينَةِ فَسَا فِي صِبَاهُ إِلَى بَغْدَادَ، وَاسْتَوْطَنَهَا، وَبَرَعَ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ، وَرُزِقَ الإِسْنَادَ الْعَالِي، وَكَانَ ثِقَةً.

مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ وَالِدُهُ رَحَلَ بِهِ.

حَدَّثَ عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْنَ، وَابْنُ مَنْدَهْ، وَابْنُ رَزْقُوَيْهِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ الْفَضْلِ القَطَّانُ، وَأَبُو عَلِيٍّ بْنُ شَاذَانَ، وَآخَرُوْنَ.

وَلَهُ «كِتَابُ الإِرْشَادِ» فِي النَّحْوِ، و «شَرْحُ كِتَابِ الْجَرْمِيِّ»، و «كِتَابُ الْهِجَاءِ»، و «شَرْحُ الْفَصِيْحِ»، و «غَرِيْبُ الْحَدِيْثِ»، و «أَدَبُ الْكَاتِبِ»، و «الْمًذَكَّرُ وَالْمُؤنَّثُ»، و «الْمَقْصُورُ وَالْمَمْدُوْدُ»، و «الْمَعَانِي فِي الْقِرَاءَاتِ»، وَأَشيَاءُ. وَكَانَ نَاصِرَاً لِنَحْوِ الْبَصْرِيِّينَ. تَخَرَّجَ بِهِ أَئِمَّةٌ.

وَثَّقَه ابْن مَنْدَهْ وَغَيْرُهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيْبُ: سَمِعْتُ هِبَةَ اللهِ بْنَ الْحَسَنِ الْلاَّلْكَائِيُّ الطَبَّرِيَّ ذَكَرَ ابْنَ دَرَسْتَوَيْهِ وَضَعَّفَهُ، وَقَالَ: بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: حَدِّثْ عَنْ عَبَّاسٍ الدُّوْرِيّ حَدِيْثَاً، وَنُعْطِيكَ دِرْهَمَاً فَفَعَلَ، وَلَمْ يَكُنْ سَمِعَ مِنْهُ. وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ بَاطِلةٌ، لأَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ ابْنَ دَرَسْتَوَيْهِ كَانَ أَرْفَعَ قَدْرَاً مِنْ أَنْ يَكْذِبَ لأَجَلِ الْعِوَضِ الْكَثِيْرِ، فَكَيْفَ لأَجَلِ التَّافِهِ الْحَقِيْرِ!، وَقَدْ حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ رَزْقُوَيْهِ بِأَمَالِي أَمْلاهَا فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ وَفِيهَا عَنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ. سَأَلْتُ الْبَرْقَانِيِّ عَنِ ابْنِ دَرَسْتَوَيْهِ فَقَالَ: ضَعَّفُوهُ لأَنَّهُ لَمَّا رَوَى كِتَابَ التَّارِيْخِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَقَالُوا لَهُ: إنَّمَا حَدَّثَ يَعْقُوبُ بِهَذَا الْكِتَابِ قَدِيْمَاً، فَمَتَى سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟!.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَأَلْتُ الْبَرْقَانِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: ضَعَّفُوهُ بِرِوَايَتِهِ تَارِيْخَ يَعْقُوْبَ الْفَسَوِيِّ عَنْهُ، وَقَالُوا: إِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ يَعْقُوْبُ قَدِيْمَاً، فمتَى سَمِعَهُ مِنْهُ؟.

قَالَ: فِي هَذَا نَظَرٌ، فَإِنَّ أَبَاهُ جَعْفَرَ بْنَ دَرَسْتَوَيْهِ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ، سَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِيْنِيِّ وَطَبَقَتِهِ، فَلاَ يُسْتَنْكَرُ أَنْ يَكُوْنَ بكَّر بَابْنِهِ فِي السَّمَاعِ، مَعَ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيَّ حَدَّثَنِي قَالَ: رَأَيْتُ أَصلَ كِتَابِ ابْنَ دَرَسْتَوَيْهِ بتَارِيْخِ يَعْقُوْبَ بْنِ سُفْيَانَ، وَوَجَدْتُ سَمَاعَهُ فِيْهِ صَحِيْحَاً.

قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا سَعْدٍ الْحُسَيْنَ بْنَ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيَّ عَنِ ابْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، فَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ ابْنُ مَنْدَهْ الْحَافِظُ بِغَيْرِ شَيْءٍ، وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَثَّقَهُ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِمِائَةٍ، وَأَخَذَ عَنْ ثَعْلَبٍ وَالْمُبَرِّدِ، وَتَصَانِيْفُهُ كَثِيْرَةٌ. (15/ 533)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير