قلت: منكر من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، لأن قيساً بن أنيف ذكره السمعاني في (الأنساب) [5/ص:618] ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً بينما قال: روى عنه أبو نصر بن سهل البخاري وتوفي بمكة بعدما حج، فهو على هذا مجهول العين، فتترجح رواية الترمذي التي من قول عبد الله بن شقيق.
يؤيدها ما أخرجه ابن نصر المروزي في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:948] قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب وحميد بن مسعدة قالا حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق رضي الله عنه قال لم يكن ... فذكره.
قلت: الجُريري هو: سعيد بن إياس أبو مسعود البصري ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين كما قال الحافظ في التقريب.
قلت: ورواية بشر بن المفضل عنه يقيناً قبل الاختلاط، فقد روى الشيخان للجُريري من رواية بشر بن المفضل وكفى بذلك دلالة.
حكم تارك الصلاة
132 - عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه أنه قال: (لاَ حَظَّ في الإِسْلاَمِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ).
(صحيح):
أخرجه البغوي في (شرح السنة) [2/رقم:330]، والبيهقي في (معرفة السنن والآثار) [1/رقم:498]،من طريق مالك وهو في (موطئه) [1/رقم:82] عن هِشَامِ بن عُرْوَةَ عن أبيه أَنَّ الْمِسْوَرَ بن مَخْرَمَةَ أخبره (أَنَّهُ دخل على عُمَرَ بن الْخَطَّابِ مِنَ اللَّيْلَةِ التي طُعِنَ فيها فَأَيْقَظَ عُمَرَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ فقال عُمَرُ: نعم وَلاَ حَظَّ في الإِسْلاَمِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ فَصَلَّى عُمَرُ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا).
قلت: وتابع مالكاً جماعة منهم:
1 - جرير.
2 - عبد الله بن إدريس.
3 - عيسى بن يونس.
4 - محمد بن دينار.
فرووه عن هشام عن أبيه عن المسور به.
ذكر ذلك الدارقطني في (العلل) [2/ 210].
قلت: وخالف مالكاً ومن تابعه جماعةٌ آخرون منهم:
1 - الثوري.
2 - عبدة بن سليمان.
3 - الليث بن سعد.
4 - ابن إسحاق.
5 - حميد بن الأسود.
6 - عبد العزيز الداروردي.
7 - محمد بن بشر العبدي.
8 - حماد بن سلمة.
9 - أبو معاوية.
10 - علي بن مسهر.
11 - زائدة.
12 - إسماعيل بن زكريا.
13 - أبو ضمرة.
14 - أبو أسامة.
فرووه جميعاً عن هشام عن أبيه عن سليمان بن يسار عن المسور بن مخرمة به.
فأثبتوا واسطة بين عروةَ والمسورِ.
أخرجه الدارقطني في (سننه) [2/ص:5]، وذكره في (العلل) [2/ص:109، 210]، وفي (الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس) [ص:81، 82]، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:925، 927]، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [44/ص:419].
قلت: هذه الرواية هي الراجحة، ووهَّمَ العلماء مالكاً في روايته، فقال الدارقطني في (العلل) [2/ص:210، 211]: (وقول مالك عن هشام عن أبيه أن المسور أخبره وهمٌ منه والله أعلم لكثرة من خالفه ممن قدمنا ذكره) اهـ
قلت: ورواه أبو الزناد عن عروة وسليمان بن يسار:
أخرجه القطيعي في زوائده على (الزهد للإمام أحمد) [ص:124]، واللالكائي في (اعتقاد أهل السنة) [4/رقم:1528] من طريق داود بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثنا عن أبيه عن عروة وسليمان بن يسار عن المسور بن مخرمة أنه دخل هو وابن عباس على عمر بن الخطاب فقالا الصلاة يا أمير المؤمنين بعد ما أسفر فقال: (نعم ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثغب دماً).
قلت: عبد الرحمن بن أبي الزناد: صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيهاً، كما في التقريب، وفي التهذيب: كان يضعف في روايته عن أبيه، قلت: وهذه منها.
هذا ... وقد توبع عروة على الوجه الراجح، تابعه الزهري واختلف عنه:
فرواه يونس بن يزيد وموسى بن عقبة ومحمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب الزهري أن سليمان بن يسار أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ طعن دخل عليه هو وابن عباس رضي الله عنهم فلما أصبح من غدٍ فزعوه فقالوا: الصلاة ففزع، فقال: نعم لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاةفصلى والجرح يثعب دماً).
أخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى) [3/ص351]، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:923]، والآجري في (الشريعة) [2/رقم:271].
¥