تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب- خالف في متن الرِّواية، فقلب المتن من أن قراءة القرآن من أدلِّة محبة العبد لله ورسوله، إلى أن اللهَ ورسولهُ يحبان القارئ من المصحف.

ج- أنه رفع الرِّواية، فبدل أن تكون موقوفة من قول ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رفعها وجعلها من قول النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقد توبع عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود من وجه ضعيف (31)

وتوبع شعبة من أربعة من الرُّواة على معنى هذه الرِّواية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله: فقد رواها عبد الرَّحمن بن يزيد النَّخعي عن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ((لاَ يَسْأَلُ عَبْدٌ عَنْ نَفْسِهِ إلاَّ الْقُرْآنَ، فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))

والذين تابعوا شعبة على الرِواية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بألفاظ متقاربة هم:

سُفْيَان الثوري (32) وزهير بن معاوية (33) وإسرائيل بن أبي إسحاق (34) وحديج بن معاوية (35)، ولم أتتبع بقية المتابعين لأن العلَّة الحقيقيَّة للرِّواية ظهرت، وبان أن المرفوعَ منكرٌ، كما قال الإمام البيهقي وغيره من الأئمة الذين أنكروا الرِّواية عن شعبة رحمه الله، وهذا ما كنت أريد التأكُّد منه، فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله، وأستغفر الله من الخلل و القصور.

وفي خاتمة هَذَا البُحيث أؤكد على أن المقصود من هَذَا التَّخريج الحكم على الرِّواية المرفوعة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فإن القراءة من المصحف دأب الصَّحابة ومن بعدهم، والآثار عنهم كثيرة في المراجع الَّتِيْ أحلت إليها وفي غيرها من كتب أهل العلم، والقراءة من المصحف تزيد في تثبيت الحفظ، وتجعل القارئ غيبا من حفظه يربط بين بداية الآيات في الصفحات، وبداية الأحزاب داخل الصفحات، فلو أخطأ في القراءة لربما تذكَّر موضع الآية في الصَّفحة فيتذكَّر ما قبلها وما بعدها.

وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من التالين لكتابه العاملين بما فيه الذين يزدادون إيمانا مع إيمانهم، بتلاوتهم لكتاب ربهم، وأن يرزقنا تدبُّر آياته، ولذة مناجاته، والنظر إلى وجهه يوم نلقاه، وأن لا يجعل حظنا من القرآن تلاوته، وإقامة حروفه، دون الوقوف عند حدوده، واتِّباع أوامره، وأن يغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وعلمائنا وللمسلمين.

والله أعلم وأحكم

كان الفراغ من تحريره والزِّيادة على أصله

صبيحة يوم السَّبت

13/ 12/1428 هـ

وكتب

أبو عبد الرحمن

خَالِدُ بْنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ الغَامِدِيُّ


(1) من المراجع في ذلك:
1 - فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم ص 104
2 - المنهاج في شعب الإيمان للحَلِيْمِي (2/ 233)
3 - شعب الإيمان للبيهقي (2/ 408)
4 - التَّذكار للقرطبي ص 144
5 - التبيان للنووي ص 78
6 - البرهان للزَّركشي (2/ 93)
7 - الإتقان للسيوطي (1/ 234)
8 - المتحف في أحكام المصحف. تأليف الدكتور صالح بن مُحَمَّد الرشيد وقد توسع في الكلام عن المسألة جزاه الله خيرا. ص 707 _ 728
(2) الترغيب في فضائل الأعمال ص 212 رقم: 190
(3) المعجم ص 169، رقم 520
(4) الكامل (3/ 387) رقم 561. ط الكتب العلمية
(5) الحلية (7/ 245). ط الكتب العلمية
(6) شعب الإيمان (2/ 408) رقم 2219. ط الكتب العلمية
(7) فضائل القرآن وتلاوته ص 146، رقم: 115. تحقيق عامر حسن صبري
(8) لا أدري هل هو كذا في المخطوط أم أن الخطأ في المطبوع فقط، ثم أخبرني بعض الإخوة الأفاضل بعد عرض المشاركة عليهم أن المحقق لشعب الإيمان طبعة الرُّشد قَالَ (في النسختين: إبراهيم بن خالد المروزي).
(9) ميزان الاعتدال (1/ 471) رقم: 1778.
(10) لسان الميزان (4/ 11) رقم: 2190. ط أبو غدَّة.
(11) لسان الميزان (4/ 11).
(12) التَّارِيْخ الكبير (3/ 83) رقم: 300
(13) الجرح والتعديل (3/ 278) رقم: 1240
(14) المسند المعلل (9/ 115).
(15) الثَّقات (8/ 213)
(16) كذا وقع في المطبوع!، ولا أدري هل هو في المخطوط كذا أم لا.
(17) الصَّحيحة (5/ 452) رقم: 2342
(18) الجرح والتعديل (2/ 92)
(19) وقد وقع للشيخ وهم في اسم هَذَا الرَّاوي أيضا في الضَّعيفة (13/ 1/478) الحديث رقم: 6220.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير