تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 06 - 08, 06:44 م]ـ

ثالثاً: تخريج حديث جابر: " من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه ".

أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده – كما في زوائده (517) –، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 439)، وابن حزم في المحلى (11/ 383)، وابن عبد البر في الاستذكار (20/ 150 ت. التركي)، وابن الجوزي في ذم الهوى (202): من طريق عباد بن كثير، أن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه ".

وهذا إسناد ضعيف جداً، وذلك لأن عباد بن كثير متروك، وابن عقيل مع ضعفه قد تفرد بهذا الحديث عن جابر في حدٍّ من الحدود؛ ولذا قال ابن حزم بعد روايته للحديث: وأما حديث جابر فعن يحيى بن أيوب وهو ضعيف عن عباد بن كثير وهو شرٌ منه اهـ، كما أنه روي عن ابن عقيل من وجه آخر أقوى من هذا ليس فيها ذكر القتل، وهو:

ما أخرجه الترمذي في سننه (1457) – وقال: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر –، وابن ماجه (2563)، وأحمد (23/ 317 / ح 15093)، وأبو يعلى في مسنده (2128)، والآجري في ذم اللواط (برقم 12، 13)، وابن حبان في المجروحين (2/ 4)، والحاكم في المستدرك (4/ 397 / ح 8057) – وقال: صحيح الإسناد –، والمزي في تهذيب الكمال (23/ 395) كلهم من طريق القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابراً يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ".

وهذا إسناد ضعيف، فالقاسم مقبول – كما قال ابن حجر في التقريب – وقد وثق، وقال عنه ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (ص 148): وكان يهم في الشيء بعد الشيء. كما أنَّ ابن عقيل ضعيف وقد تفردا بشيء يخافه النبي – صلى الله عليه وسلم – على أمته مما تتوافر الدواعي لنقله وتحذير الناس منه إلا أنه أحسن حالاً من الذي قبله.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 06 - 08, 06:46 م]ـ

جزاك الله خيرا.

وجزاك خيراً، وبارك فيك ... وبانتظار تعليقاتكم ..

كما أتمنى من الإخوة مراسلتي بالأحاديث والآثار حتى يتم جمعها وتخريجها

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[05 - 06 - 08, 04:04 م]ـ

رابعاً: تخريج حديث علي مرفوعاً: " يرجم من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ".

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار – كما نقله السيوطي في الحاوي 2/ 104 – قال: حدثني محمد بن معمر البحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكر، حدثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي به مرفوعاً.

وهذا إسناد ضعيف، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه، وحسين بن زيد ضعفه ابن المديني وابن معين وله مناكير [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=834028#_ftn1) .

ومما بدل على ضعفه أن الأئمة الذين قرروا قتل من يعمل عمل قوم لوط لم يذكروا هذا الحديث، وإعراض الأئمة عنه وعن الاحتجاج به قرينة على وهائه.


[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=834028#_ftnref1) تهذيب التهذيب (2/ 339).

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[05 - 06 - 08, 04:05 م]ـ
كلام أهل العلم عن الأحاديث الواردة في قتل الفاعل والمفعول به:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 116): والخبر الوارد في قتل الفاعل والمفعول به أو رجمهما ضعيف.
وقال العيني في عمدة القاري (24/ 14): وحديث: " ارجموا الفاعل والمفعول به " متكلم فيه.
وقال ابن الطلاع في أحكامه: لم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه رجم في اللواط، ولا أنه حكم فيه، وثبت عنه أنه قال: " اقتلوا الفاعل والمفعول به " رواه عنه ابن عباس، وأبو هريرة – وفي حديث أبي هريرة: أحصنا أم لم يحصنا – [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=835165#_ftn1) .
وقال ابن القيم في زاد المعاد (5/ 36): ولم يثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قضى في اللواط بشيء، لأن هذا لم تكن تعرفه العرب، ولم يرفع إليه – صلى الله عليه وسلم –، ولكن ثبت عنه أنه قال: " اقتلوا الفاعل والمفعول به " رواه أهل السنن الأربعة وإسناده صحيح.
قال الزركشي في شرحه على الخرقي (3/ 106): وبالجملة هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً إذ ليس فيها متهم بكذب؛ وسوء الحفظ يزول بتتابعها، مع أنَّ الجارحين لم يبينوا سبب الجرح، وقد قال يحيى بن سعيد: عباد بن منصور ثقة، لا ينبغي أن يترك حديثه لأي خطأ فيه، وهذا يدل على أن تضعيفهم له كان بسبب خطئه في رأيه، ويقوي الحديث عمل راويه عليه (ثم ساق عمل ابن عباس والصحابة على قتل من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير