ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:39 م]ـ
قال الدارمي [80] أخبرنا الحكم بن المبارك ثنا محمد بن سلمة عن بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت رجع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول وا رأساه قال بل انا يا عائشة وا رأساه وما ضرك لو مت قبلي لغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت لكأني بك والله لو فعلت ذلك لرجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه
فقال الداراني: ((رجاله ثقات غير ابن إسحاق مدلس وقد عنعن لكنه صرح بالتحديث في رواية البيهقي))
قلت لقد رجعت إلى السنن الكبرى (3/ 555) فلم أجد التصريح المذكور
وإنما صرح عند أبي يعلى في المسند (4579)
غير روايته معلولة فقد خولف في سند هذا الحديث ومتنه
فالخبر مروي عند أحمد (25113) والنسائي في الكبرى (7081) من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة
والسند إلى صالح صحيح ولم يذكر قوله (وغسلتك) فدل على أنها زيادة شاذة انفرد بها ابن إسحاق الصدوق من دون هو أوثق منه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 01:22 ص]ـ
الإنتقاد السادس عشر والسابع
قال الدارمي [78] أخبرنا خليفة بن خياط ثنا بكر بن سليمان ثنا بن إسحاق حدثني عبد الله بن عمر بن علي بن عدي عن عبيد مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد أمرت ان أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه في جوف الليل فلما وقف عليهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة أشد من الأولى ثم اقبل علي فقال يا أبا مويهبة اني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي قلت بابي أنت وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبو مويهبة لقد اخترت لقاء ربي ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدىء رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه
فقال الداراني: إسناده جيد
قلت كيف يكون إسناده جيداً وفيه عبدالله بن عمر بن علي لم يوثقه إلا ابن حبان وانفرد عنه ابن إسحاق بالرواية فمثله مجهول روايته ضعيفة
ولعل الداراني اعتد بسكوت البخاري في التاريخ وابن أبي حام في الجرح والتعديل عنه
وليس في هذا أي تقوية للراوي
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (11
#5186): «وجدت عديداً من الرواة جرحهم (البخاري) في كتابه "الضعفاء الصغير" (وهو مخصص عادة للجرح الشديد)، ومع ذلك سكت عنهم في "التاريخ الكبير". فهذا مثلا في المجلد الذي بين يدي أَورد فيه (4
2
106): "نصر بن حماد الوراق، أبو الحارث البجلي، عن الربيع بن صبيح"، وسكت عنه، مع أنه أورده في "الضعفاء" وقال (ص35): "يتكلمون فيه"». وقد يسكت أيضاً عن الراوي الثقة، مثل خالد بن مهران الحذاء، وقد أكثر عنه في صحيحه.
وجاء في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (2/ 378)
((وقد بينت مراد البخاري أن يذكر كل راوي
وليس مراده أنه ضعيف أو غير ضعيف
وإنما يري كثرة الأسامي ليذكر كل من روى عنه شيئا كثيرا أو قليلا وإن كان حرفا))
وقال المزي في تهذيب الكمال _ ترجمة عبدالكريم بن أبي المخارق _ (18/ 265): (قال الحافظ أبومحمد عبدالله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الأشبيلي: بيّن مسلم جرحه في صدر كتابه. وأما البخاري فلم ينبه من أمره على شيء، فدلّ أنه عنده على الاحتمال، لأنه قد قال في التاريخ:كلّ من لم أُبين فيه جَرْحة فهو على الاحتمال، وإذا قلت: فيه نظر، فلا يُحتمل)).
قلت هذا النص غير موجود في النسخة المطبوعة من التاريخ
وإذا بين هذا النص والنصوص السابقة من العلماء أمكننا أن نفهم معنى الإحتمال المراد في كلام البخاري
فالمقصود في كلام البخاري الضعف المحتمل لهذا جعله مقابلاً لقوله ((فيه نظر)) وهو من ألفاظ التضعيف الشديد عند البخاري عند جماعة من المحققين
ولو أراد أنه صدوق لجعله مقابلاً للتضعيف مطلقاً
الذي يستخدم فيه البخاري الكثير من الألفاظ مثل ((تكلموا فيه)) و ((ضعيف الحديث)) و ((يخالف في بعض حديثه))
وتضعيفه لعدد ممن سكت عليهم يدل على ذلك
فإن قد سكت على قومٍ ثقات
فنقول يجوز أن يكون قد اكتفى بمعرفة أهل العلم لهم
أو يكون في طور الدراسة لحديثهم
وأما ابن أبي حاتم فقد بين منهجه في مقدمة كتابه فقال ((ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل، كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روي عنه العلم، رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم، فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله))
فدل على أن منهجه الجمع والإستقصاء وأن من سكت عليه لم يجد فيه جرحاً ولا تعديلاً فلا يلحق بهؤلاء ولا هؤلاء
وقد مشى الذهبي في ميزان الإعتدال على عدم اعتبار سكوت البخاري وأبي حاتم
وقد ذكر في الميزان من الراوة الذين ترجم لهم البخاري وابن حاتم ساكتين عليهم بالحكم عليهم بالجهالة
فعلى سبيل المثال لا الحصر قوله في عفيف بن عمر ((لا يدرى من هو)) مع سكوت الشيخين عليه
وكذا حكم على وكيع بن حدس بالجهالة مع سكوت الشيخين عليه وذكر ابن حبان له في الثقات والأمثلة على ذلك كثيرة يصعب حصرها
وقد جود الداراني سند الحديث رقم (49) ((أنا قائد المرسلين ____)) الحديث مع أن في سنده صالح بن عطاء بن خباب وقد انفرد ابن حبان بذكره في الثقات ولم يرو عنه غير جعفر بن ربيعة وهو متعقبٌ بما ذكرت سابقاً
¥