تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان كتاب أبي داود أول كتب الحديث دخولا إلى الغرب الإسلامي، وكان أهل هذا الغرب في معزل عن معرفة الصحيح، وبعد عن صناعة الحديث. وكانت القرون الآتية: الرابع والخامس والسادس بداية الاعتناء بفقه الحديث، فأول من رفع العناية به أبو عمر ابن عبد البر، والباجي، وابن العربي. واعتبر الباحث الإمام ابن العربي من العلماء الأفاضل الكبار، ومنهجه واضح في شرحه على جامع الترمذي المسمى عارضة الأحوذي. أما كتابه القبس في شرح كوطأ مالك بن أنس فمختصر جدا لا يفي بالغرض، وكتابه "المسالك على الموطأ" عبارة عن جمع بين التمهيد والمنتقى، ولخص الباحث منهج أبي بكر ابن العربي في فقه الحديث في كونه يعرض الحديث مختصرا لا يضمه الإسناد إلا لبيان مبهم مثلا، وبين أنه يتناول الصناعة الحديثية باقتضاب، وأنه يورد مختلف الحديث ويعتمد الترجيح، كما يلاحظ عنايته بإثارة القضايا اللغوية. ويتناول ابن العربي المسألة الفقهية مفصلة بالدليل، وينبه على الإجماع، لكن إجماعاته نقدها ابن حجر في الفتح. كما يتناول الخلاف داخل المذاهب أو خارجه، وحينما يتحدث عن الخلاف داخل المذهب لا يذكر الأدلة، في حين يتعرض إلى آراء فقهاء الأمصار برمتهم ولا يقتصر على الأربعة حينما يتحدث عن الخلاف خارج المذهب، ليضع القارئ على طريق الاستنباط والاجتهاد.

وخلص الباحث إلى أن فترة آخر الدولة المرابطية وبداية الدولة الموحدية كانت من أنشط فترات الفقه المالكي وامتازت مدرسة الغرب الإسلامي بتوسيع دائرة حكاية الخلاف من خلال النقل عن فقهاء المذاهب الأخرى، مع هجرهم فقه الشيعة، وامتازت هذه الفترة أيضا بتصحيح الروايات وتوجيهها.

بعد ذلك تفضل الدكتور المهدي السعيدي (أستاذ بشعبة اللغة العربية بكلية الآداب بأكادير) بتقديم عرضه عن: فقه الحديث في الترجمة الأمازيغية لرياض الصالحين لعبد الله بن علي الدرقاوي (1323هـ ـ1415 هـ) فقدم نبذة عامة عن حركة التأليف بالأمازيغية في منطقة سوس، وذكر أن هناك 50 عنوانا في مختلف العلوم ترجم إلى "تشلحيت" خاصة علم الفقه، ومن أمثلة هذه الترجمات: كتاب "الحوض" نظم مختصر خليل للهوزالي. و أشار الأستاذ الباحث إلى أن علم الحديث لم يكن يحظى باهتمام كبير لدى السوسيين لأسباب عديدة؛ أهمها: تأخر دخول كتب الحديث إلى بلاد المغرب، إضافة إلى غلبة البداوة على أهل سوس، ولم تكن بلادهم مستقرة سياسيا، وشغلوا بتنزيل الفقه على الواقع مما دفعهم إلى الاهتمام بالفروع دون الأصول؛ بيد أن هناك علماء قلائل اعتمدوا الأصول: مثل: محمد بن سليمان الروداني، والحضيكي، والصوابي.

بعد هذه المقدمة تحدث عن حياة عبد الله الدرقاوي، وذكر أن والده يعد من زعماء الزاوية الدرقاوية، وقد ولد عبد الله في منطقة "دوكادير" سنة 1323 هـ وتلقى العلم في زاوية والده، ثم رحل إلى أماكن أخرى يتزود منها العلم والمعرفة مثل المدرسة الايغاشنية، وأيت خميس بأزيار بإدوتنان، دومنت بحاحا، وفاس، وتطوان. وكان مشرفا على الزاوية الدرقاوية بدوكادير، وبعد ثورة البوشراوي بأيت باها، أجبرته الحماية الفرنسية على الإقامة الجبرية. وذكر الباحث من مؤلفاته: ترجمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني إلى تشلحيت، وترجمة "نور اليقين" للخضر بك إلى تاشلحيت أيضا.

وأما كتاب الدراسة وهو ترجمة "رياض الصالحين" لعبد الله الدرقاوي، فهو مخطوط يقع في 1020 صفحة في ثمانية أجزاء. شرع المؤلف تأليف ترجمة كتاب "رياض الصاحين" للنووي في الرابع من رمضان عام 1404 هـ. وتتمحور موضوعات الكتاب حول مقدمة الترجمة بين فيها المترجم عمله، بالتعريف برياض الصالحين بتشلحيت، أما منهجه في الترجمة فقد اعتمد شرح الفوالحي، وكتب أخرى، وكان يورد كلام النووي.

والتزام المترجم بإيراد الأبواب الواردة في الكتاب الأصلي، وهي 372 بابا، مراعيا في الترجمة عنصر اللغة من بيئة اللغة العربية إلى بيئة لغة يومية شفاهية، ينقل بها بيان معاني الحديث إلى عامة الناس بشرح مبسط، مستحضرا انفعالاته كواعظ يربط النص الحديثي بعامة الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير