واستأنفت أعمال اليوم الثاني من الندوة يوم الثلاثاء 26 ربيع الأول 1427هج الموافق 25 أبريل 2006 على الساعة التاسعة صباحا انطلقت الجلسة الرابعة للندوة برئاسة الدكتور إبراهيم الوافي، وكانت البداية مع الأستاذ الدكتور زين العابدين بالافريج (أستاذ بكلية الآداب ـ عين الشق ـ الدار البيضاء) في موضوع: جمع أحاديث الباب الواحد وأثره في فقه الحديث: حديث النهي عن صيام يوم السبت نموذجا، وفيها بين الأستاذ بالافريج فوائد جمع أحاديث الباب الواحد وضبط طرق الحديث والعلم بالمعارض إن وجد، والكشف عن علل التشريع من النهي الوارد في الحديث عن صيام يوم السبت، وبيان القرينة الواردة فيه، والمتعلقة بأن الأصل في النهي التحريم كالذي قصد بصيام يوم السبت تعظيمه.
ثم تلا ذلك مشاركة الدكتور إبراهيم أزوغ (أستاذ بكلية الآداب ـ عين الشق ـ الدار البيضاء) ببحث عن: أهمية علوم اللغة العربية في فقه السنة وضرورتها في علم الحديث والفهم عن الشارع، وفيه بيّن الأستاذ الباحث خطر هجران اللغة العربية على العلوم الإسلامية عامة وعلم الحديث خاصة، وأشار إلى مكانة اللغة العربية عند علماء الإسلام واهتمامهم باكتسابها وقدرتهم على الإفادة منها في دراسة السنة النبوية، كما أشاد الباحث بكتاب ابن الأزرق المسمى روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام.
بعد ذلك تحدّث الدكتور عبد اللطيف الجيلاني (أستاذ بكلية الآداب ـ أكادير) في موضوع: تراجم الأبواب في المصنفات الحديثية وأهميتها في دراسة فقه الحديث. واعتبر ظاهرة الاهتمام بتراجم وعناوين الأبواب من دلائل عناية المحدثين منذ وقت مبكر بفقه الحديث، ثم أبان عن معنى الترجمة لغة واصطلاحا، وفصّل القول في أركان الترجمة، وشرط صحتها، وكيفية إدراك المناسبة بينها وبين ما تحتها من الأحاديث، ثم عرض لظاهرة استئثار تراجم صحيح البخاري بالاهتمام والإفراد بالتأليف في إيضاح المشكل منها دون سائر المصنفات الحديثية، ودعا في ختام بحثه إلى الاهتمام بفقه أئمة الحديث من خلال تراجم أبواب مصنفاتهم الحديثية.
وقد تلت المداخلات تساؤلات وتعقيبات أجاب عنها الأساتذة الفضلاء.
بعد استراحة قصيرة انطلقت أشغال الجلسة الخامسة للندوة على الساعة H2011 برئاسة الدكتور عبد اللطيف الجيلاني الذي عرّف بمحور الجلسة وأنه تتميم لما دار في الجلسة الرابعة من التعريف ببعض مناهج البحث المعتبرة عند العلماء في فقه الحديث، ثم عرّف بالأساتذة أصحاب الأبحاث المقدمة، وأعطى الكلمة للأستاذ الدكتور عبد الواحد الإدريسي (أستاذ بكلية الآداب ـ أكادير) الذي قدم ورقة علمية في موضوع: الضوابط المنهجية في فقه السنة النبوية، افتتحها بمقدمة وبعدها نبّه إلى ضوابط ستة وهي:
- إخلاص النية وانبعاث الافتقار للقلب، ويرى الباحث وجوب وجود هذا الضابط لدى كل من يتصدى لتفسير النصوص الشرعية قرآنا كانت أم سنة.
- اطمئنان النفس لحكم رسول الله ? وإذعانها لهديه.
- وجوب تفسير ما يروى عن النبي ? بالدليل هو أهدى.
- فقه الحديث في ضوء المقاصد والمصالح مع التقيد بقواعد أصول الفقه.
- ضم أطراف السنة بعضها لبعض.
- ترك الأخذ بظاهر الحديث لما يحتمله من التأويل.
وأنهى الباحث حديثه بخاتمة ضمنها اقتراحاته داعيا إلى تأسيس مجمع للعلماء يتداولون فيه ما يتعلق بمسائل الاجتهاد.
بعد ذلك تفضل الدكتور عبد الله البخاري (أستاذ بكلية الآداب ـ أكادير) بتقديم بحثه في موضوع: مشكل الحديث ومناهج العلماء في توجيهه: دراسة في ضوء مجموعة من الأحاديث العقدية؛ عرض الباحث في بحثه إلى أسباب وقوع البعض في استشكال بعض الأحاديث، وذكر أن الإشكال قد يكون بين نصين من نصوص الحديث، وذكر بعضا من كتب الحديث التي تناولت المشكل، كمشكل الحديث للطحاوي، وذكر أيضا بعض المصادر المتعلقة بمشكل القرآن، وأبان عن سبب عناية العلماء بالتأليف في هذا الموضوع، ونبّه إلى أن جل الإشكالات ناشئة عن عدم جهل اللغة العربية أو بسبب أغراض فاسدة. ثم فرق الباحث في بين نوعين من المشكل، فهناك استشكال يطرح عن حسن النية، كاستشكال الصحابة في بعض الأحاديث، وهناك استشكال يطرح عن سوء النية، الذي يصدر عن المعادين للإسلام والملحدين. وعرض أيضا لأقسام المشكل وأن منه مشكل نسبي: يزول بسؤال أهل العلم، ومشكل حقيقي: يقول فيه الإنسان آمنا كل من
¥