الفائدة السادسة: المشهور هو مارواه ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر وهو رأي الجمهور واختاره الحافظ ابن حجر، وذهب الناظم وابن الحاجب والآمدي والغزالي والنظام وابن الصلاح وابن كثير والسيوطي والبلقيني إلى أن المشهور ما رواه اكثر من ثلاثة.
الفائدة السابعة: هل المشهور من الآحاد؟
ذكر أخونا الفاضل أبو القاسم الخلاف فيي هذا وازيد فأقول:
الجمهور يرون أن أن المشهور قسم من أقسام الآحاد فهو أي الآحاد: مشهور وعزيز وغريب
وعند جمهور الحنفية الخبر ثلاثة أقسام: متواتر ومشهور وآحاد وهو يشمل العزيز والغريب.
وعند الجصاص من الحنفية وهوأبو بكر الرازي (صاحب أحكام القرآن): المشهور قسم من المتواتر.
ويرى بعضهم أن المشهور قسم من المتواتر.
ويرى القفال الشاشي من الشافعية وأبو بكر الصيرفي أن المتواتر هو المشهور والصواب قول الجمهور والله أعلم.
الفائدة الثامنة: هل المشهور هو المستفيض؟
بعض اهل العلم لم يفرق بينهما، وذهب البعض إلى أن المستفيض هو ما يكون عدد الرواة من أوله إلى منتهاه إلى حد سواء والمشهور أعم من ذلك.
وقال بعضهم: المستفيض ما تلقته الأمة بالقبول دون نظر إلى عدد الرواة.
الفائدة التاسعة: المشهور قسمان:
مشهور اصطلاحي وهو ما سبق ذكر الخلاف فيه من جهة عد الرواة.
ومشهور غير اصطلاحي وهو مايكون مشهورا عند طائفة معينة كالفقهاء والأدباء ونحوهم:
فعند العامة يشتهر حديث: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "وهو في البخاري من حديث عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وفي مسلم من حديث جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وعند الأصوليين يشتهر حديث " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " أخرجه البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ويشتهر عندهم حديث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حينما بعثه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى اليمن قال: بما تحكم؟ قال بكتاب الله قال فإن لم تجد قال بسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو .. " وهو حديث مشهور عندهم لا يخلو كتاب من كتب الأصوليين ولا باب من أبواب الأصول إلا ويذكر فهو يوجد في جميع ابواب الأدلة الأصولية كالكتاب والسنة والإجماع والقياس والمصلحة المرسلة وشرع من قبلنا والاستحسان والاستصحاب وقول الصحابي والاجتهاد وتعارض الأدلة وغيرها.
والحديث أخرجه أحمد والترمذي والدارقطني والدرامي والبيهقي وابن أبي شيبة في المصنف والعقيلي في الضعفاء وابن سعد في الطبقات والطبراني وغيرهم من طريق شعبة عن أبي العون عن الحارث بن عمرو عن أصحاب معاذ من حمص به.
وقد أعل بثلاث علل:
1 / أن الراجح روايته مرسلا عن أصحاب معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما رجح ذلك البخاري والترمذي والدارقطني.
2 / الحارث بن عمرو مجهول.
3 / أصحاب معاذ مجهولون.
ولذلك ضعف الحديث البخاري والترمذي والدارقطني والبيهقي والجوزقاني وابن طاهر وابن حزم وابن الجوزي والعراقي وابن حجر وعبد الحق الأشبيلي والألباني وغيرهم وقد انتصر غلى تصحيحه ابن القيم والخطيب البغدادي رحمهما الله.
ومن المشهور عند الفقهاء حديث: " لا ضرر ولا ضرار " وقد أخرجه أحمد وابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ومن حديث عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأخرجه البيهقي والحاكم والدارقطني من حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وكذا يشتهر عند الفقهاء حديث: " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " والصواب أنه مرسل كما قال الخطابي والمنذري والبيهقي وقبله ابو حاتم الرازي رحمهم الله.
ويشتهر عند النحويين حديث: " نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه " وهو حديث لا أصل له.
ويشتهر عند الأدباء: " أدبني ربي فأحسن تأديبي " وهو كذلك لا يصح.
الفائدة العاشرة: من المؤلفات في المشهور:
1 / المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي.
2 / تمييز الطيب من الخبيث فيما اشتهر على ألسنة الناس من الحديث لابن الديبع الشيباني.
3 / كشف الخفاء ومزيل الإلباس للعجلوني.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 12 - 06, 07:18 ص]ـ
عفوا:
¥